استدعت الخارجية السودانية اليوم السفير المصري بالخرطوم وأبلغته إحتجاج السودان على نهج أجهزة الإعلام المصرية في الإساءة للسودان والنيل منه بطريقة غير مقبولة، وأكدت الخرطوم استتباب الأوضاع الأمنية عقب المباراة وعدم تعرض المصريين لأية إعتداءات. وأبلغ علي أحمد كرتي وزير الدولة بوزارة الخارجية السفير المصري رفض السودان القاطع لهذا المسلك، مشيراً إلى أنه بدلاً من أن يحمد الإعلام المصري للسودان التجهيزات الكبيرة والخطة الأمنية التي نفذها ما قادت مباراة مصر والجزائر امس بأمدرمان إلى نهاية سلمية وآمنة اتخذت أجهزة الاعلام المصرية من حادثة فردية ومعزولة ذريعة للإساءة للسودان وشعبه. وطالب كرتي السفير المصري ب"تصحيح هذا الوضع الشائه". ونفى السودان استهداف المشجعين المصريين من قبل الجزائريين، وأفادت الشرطة السودانية أن خطتها لتأمين المباراة كانت ناجحة، رغم وقوع مناوشات طفيفة. مضابط الشرطة وأشاد مجلس الوزراء السوداني برئاسة الرئيس عمر البشير اليوم بأجهزة الحكومة والأمن التي نفذت خطة ممتازة لاستضافة مباراة منتخبي مصر والجزائر. وقال عمر محمد صالح الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء في تصريحات صحفية، إن مضابط الشرطة خلت من أي بلاغات تتصل بتسبيب الأذى لاشخاص أو إتلاف للممتلكات. من جانبه أعلن الفريق محمد عبدالمجيد الطيب الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة نجاح الخطة الأمنية المحكمة التي وضعت للمباراة، دون خسائر في الأرواح أو بلاغات أذى جسيم، ما عدا ثلاثة بلاغات في الأذى البسيط، حدثت بسبب عدم التزام بعض المشجعين المصريين بطريق السير الموضوع وتم القبض على المتهمين الجزائريين واتخذت ضدهم الإجراءات القانونية. وعبر عن أسفه للتصريحات السالبة للمصريين في القنوات المصرية، على رأسها قناة "نايل إسبورت"، التي اتهموا فيها الشرطة السودانية بعدم المقدرة على توفير الحماية لهم. وأكدت الشرطة أنها استطاعت تأمين أكثر من 40 ألف متفرج شهدوا مباراة الأمس، كما قامت بتأمين الشخصيات المهمة. خطة أمنية محكمة " الشرطة السودانية روت أن ما حدث هو أن ثلاث حافلات مصرية خرجت عن مسار الحماية المحدد لها فتعرضت إحداها لحادث بسيط بالرشق بالحجارة "وقال الفريق محمد الحافظ مدير شرطة الخرطوم ل"بي بي سي" إن السلطات السودانية وضعت "خطة أمنية محكمة جداً لتأمين المباراة"، وقال إن هذه الخطة "كانت ناجحة جداً ومحل إشادة رغم كبر حجم الجمهور القادم من مصر والجزائر". وأوضح أن المباراة انتهت بدون أي اضطرابات أمنية في إستاد المريخ بأمدرمان، مضيفا أن تطبيق الخطة استمر في شوارع العاصمة السودانية بعد المباراة لتأمين عودة المشجعين. وقال محمد الحافظ إن ما حدث أن ثلاث حافلات خرجت عن مسار الحماية الذي كان محدداً لها فتعرضت إحداها لحادث بسيط بالرشق بالحجارة. وقال إن شرطة النجدة تحركت على الفور ولم يسفر الحادث عن أية إصابات، وأكد أن جميع المشجعين المصريين غادروا الخميس الخرطوم. حياة طبيعية وأكد مسؤول الإعلام في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان ربيع عبد العاطي أن الأوضاع الأمنية في الخرطوم مستتبة تماماً، وأن الحياة العامة طبيعية عقب نهاية المباراة التي جرت في إطار التصفيات لكأس العالم. وأشار إلى أن المناوشات التي حدثت بين جماهير الفريقين، عقب انتصار الفريق الجزائري، عادية ولا ترقى إلى مستوى المواجهات المخلة بالأمن إطلاقاً. ونفى في تصريحات ل "قدس برس" وقوع أي ضحايا أو إصابات خطيرة بين صفوف مشجعي الفريقين، وقال: "الأخبار التي تتحدث عن مواجهات وضحايا كلها أخبار عارية عن الصحة تماماً، فالأمن في الخرطوم مستتب ولا أثر لكل هذه الافتراءات التي ترددها بعض القنوات للأسف، فهذه إشاعات لا علاقة لها بالحقيقة، وهي جزء من التنافس الرياضي الذي يلجأ له البعض للتنفيس من نتائج المباراة، خصوصاً في مباريات مفصلية من هذا النوع". وأكد عبد العاطي أن الجماهير السودانية تحمست للمباراة وانقسمت كما هي عادة الجماهير بين مشجع للفريق المصري وآخر مشجع للفريق الجزائري. القاهرة تستدعي سفير الجزائر من جانبها استدعت الخارجية المصرية السفير الجزائري لإبلاغه "استياء مصر البالغ" تجاه ما وصفته باعتداءات قام بها المواطنون الجزائريون على المصريين بعد مباراة منتخبي البلدين والتي انتهت بفوز الجزائر بهدف غالٍ وتأهلها إلى كأس العالم. وأكد المتحدث الرسمي للخارجية المصرية حسام زكي في بيان رسمي، أنه سيتم كذلك إبلاغ السفير برسالة قوية حول حماية الوجود المصري في الجزائر, سواء الجالية أو المصالح والممتلكات. وكانت قنوات التلفزيون المصري الرسمية تحدثت عن تعرض المشجعين المصريين لهجمات من مشجعين جزائريين عقب المباراة رغم انتشار 15 ألف شرطي بالخرطوم لتأمين اللقاء والمشجعين. وأكد وزير الإعلام المصري أنس الفقي صحة هذه الإفادات، مشيراً إلى أنها أسفرت عن مجرد إصابات طفيفة. وقال إنه تم تنسيق بين السلطات المصرية والسودانية لنقل المصريين إلى القاهرة بنحو تسع طائرات إضافية، موضحا أن الرئيس حسني مبارك يتابع الموقف عن كثب. كما اشتكى مصريون تحدثت إليهم (بي بي سي) من سوء التنظيم في مطار الخرطوم، ما أدى إلى تأخر عودتهم واحتجازهم في المطار، ولكن مراسل (بي بي سي) أكد أن ما حدث هو مجرد تعديلات في جدول الرحلات كنتيجة طبيعية لكثافة الجماهير المصرية.