كشف حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان عن ما أسماه بعمليات إصلاح عميقة تقوم بها عشر لجان، تصاغ موجهاتها في وثيقة متكاملة يتم الفراغ من إعدادها في منصف يناير القادم، وتتم إجازتها من المكتب القيادي للحزب. وقالت القيادية بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان سامية أحمد محمد لبرنامج "وجهات نظر" الذي بثته "الشروق" يوم الأحد، إن الإصلاح الذي يجري داخل الحزب يعتبر تاريخياً. وأكدت سامية أن اللجان التي تعمل على إصدار الوثيقة، تشمل عدة مجالات تختص بتطوير أجهزة النزاهة والمحاسبة، وإصلاح الخدمة المدنية، والتحديات الخارجية، والحكم الفدرالي، ولجنة الدستور وغيرها. وأوضحت أن طبيعة الحياة تقتضي التطور والتجديد، مبينة أن الحزب استمر قائداً للدولة قرابة العقدين ونصف، وأداؤه كان متقدماً، ونجح في الكثير وأخطأ أيضاً، ولكن هذه طبيعة البشر. وذكرت سامية أن الإصلاحات الاقتصادية هي إحدى التحديات التي يقوم بها الحزب لكيفية إيجاد مؤشر تصاعدي وإيجابي للاقتصاد، وتحقيق مقاصد المواطنين في المعيشة. آلية الانتخابات " الوثيقة الإصلاحية تخاطب مبدأ التغيير لاستيعاب العضوية كمورد بشري مهم جداً بكافة الأصعدة بمفاهيم وآليات الشورى سيما وأن هناك تعديلاً جذرياً سيتم في اللوائح والنظام الأساسي للحزب " وكشفت سامية أحمد محمد عن مجموعة من اللجان داخل الحزب تعكف على مناقشة قضايا إصلاحية عبر مبادئ التواصل والشورى والإحاطة مع القواعد بكل أنحاء السودان للمزيد من تفعيل إداء العضوية. وأضافت: "أي حزب لديه جملة من الأهداف والمبادئ عبر آلية الانتخابات والاستعداد لها. وللمواطن حرية الاختيار في أهداف ومبادئ الحزب الذي يراه ملبياً لطموحاته". ودعت سامية القوى السياسية أن تأخذ التغيير الذي حدث داخل الحزب مأخذ الجد، لأن به الكثير من الإصلاحات والرؤى الجديدة لمستقبل الحياة السياسية بصورة جادة. وأضافت: "الوثيقة الإصلاحية المرتقبة تخاطب مبدأ التغيير ومنهج البناء، لاستيعاب العضوية بكافة الأصعدة، ومفاهيم وآليات الشورى والاهتمام بالكادر كمورد بشري مهم جداً، سيما وأن هناك تعديلاً جذرياً سيتم في اللوائح والنظام الأساسي للحزب". هزّة وتغيير من جانبه اعتبر القيادي بالحزب الاتحادي الأصل علي السيد في مداخلة للبرنامج التغيير والإصلاح داخل حزب المؤتمر الوطني، أمراً يهم المؤتمر فقط دون غيره من الأحزاب. وقال: "كنا نتوقع تغييراً جذرياً، ولكنه أتى ببعض الأفراد المطيعين للحرس القديم.. هو تغيير شكلي وليس في المضمون، لأن الذين خرجوا هم الذين اختاروا البدائل". وطالب السيد، حزب المؤتمر الوطني، بخطاب جديد ومحاولة جادة تجاه عملية الوفاق الوطني، عبر مبادرة تغير من نهج الحزب الحالي. وأضاف: "إذا استمر الأمر كما هو، من الممكن للأحزاب ألا تتجاوب مع دعوة غندور للحوار". وفي السياق قال نائب الأمين العام لحزب الأمة القومي صديق إسماعيل، إن حزبه ما زال يدرس قضية الإصلاح داخل حزب المؤتمر الوطني، ولم يتخذ فيها رأياً بعد. واستدرك قائلاً: "ما حدث من وجهة نظري هو تغيير حقيقي، وهزة أحدثها الرئيس البشير في منظومة الحكم، وخطوة في الاتجاه الصحيح. والشعب لا زال ينتظر المزيد من الإصلاحات نحو الحكومة القومية، والتحول الديمقراطي المطلوب".