قال القيادي الجنوبي لوكا بيونق، المحاضر بجامعة هارفرد الأميركية، إن جنوب السودان مرشح ليكون ملعباً لمعارك إقليمية وتصفية خلافات البلدان المجاورة ودول حوض النيل، وهو ما يتطلب من الفرقاء الجنوبيين الوصول إلى تسوية سياسية عاجلة. واستبعد لوكا في حديث ل "شبكة الشروق" إدخال جنوب السودان تحت الوصاية الدولية. وقال "لا توجد وصاية دولية ناجحة، وهي أصبحت أمراً غير محبب، ولاسيما أنها مكلفة جداً وصعبة الحدوث وفقاً للمتغيرات التي يشهدها العالم الآن". لكن لوكا عاد، وقال إن الوصاية الدولية قد تكون الحل الأخير في حال استنفاد كل المحاولات في تخطي الأزمة في أحدث دولة في العالم. وحذر القيادي الجنوبي من تأزم الوضع الأمني والإنساني بشكل أوسع إذا لم تحرز مفاوضات أديس أبابا بين حكومة الجنوب والمتمردين بقيادة نائب الرئيس المقال ريك مشار اختراقا بشكل سريع. ونبه إلى أن عدم الالتزام باتفاق وقف العدائيات سيدخل البلاد في وضع عدم الاستقرار لفترة طويلة ما يمكن أن يقود لحرب أهلية. ونصح حكومة جوبا بإطلاق سراح بقية المعتقلين في إطار مصالحة داخل الحركة الشعبية الحاكمة لإعطاء مباحثات السلام دفعة في اتجاه التوصل لاتفاق نهائي، مشيراً إلى أن محاكمتهم ستقعد بفرص الحل. مهمة صعبة وعاب لوكا بيونق اضطلاع "إيقاد" بمهمة مراقبة اتفاق وقف العدائيات، لجهة أن الخطوة تطعن في صدقية المنظمة كوسيط بين أطراف الأزمة في جنوب السودان ويدخلها كطرف في الصراع، موضحاً أن قرارها نشر قوات بالجنوب جاء كمعالجة لسحب القوات اليوغندية. ورأى أنه كان من الأوفق أن تقوم بالمهمة قوات الأممالمتحدة بآلياتها الموجودة بجنوب السودان مع دعمها بقوات اضافية بدلاً من خلق قوات جديدة في الدولة الوليدة. وأشار إلى أن "إيقاد" ستواجهها عدة مشكلات في عملية ستأخذ زمناً طويلاً، كما أن الخطوة تضع المنظمة في مجازفة الدخول في تحدي النزاع بالجنوب، وهو ما تتعرض له لأول مرة. وأكد أن عملية مراقبة الهدنة سترهق "إيقاد" التي تعاني من شح الموارد وتعتمد على التمويل الخارجي، ما يجعل العملية تعاني نقصاً لوجستياً بائناً، فضلاً على عدم خبرة المنظمة في عمليات حفظ السلام، وتابع "حتى الأممالمتحدة رغم خبراتها وامكاناتها تواجه مشاكل في جنوب السودان".