أجرى زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي يوم السبت، اتصالات بقادة في أحزاب المؤتمر الوطني الحاكم والشعبي بزعامة الترابي والاتحادي الأصل لحثها على توضيح موقفها من الاتفاق الذي أبرمه مع الجبهة الثورية في باريس الجمعة. وهاتف زعيم حزب الأمة قادة أحزاب الوطني والشعبي وتحالف الإجماع، كما كشف عن ترتيبات للاتصال بزعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني. وقال المهدي لصحيفة "سودان تربيون" الإلكترونية من مقر إقامته بباريس، إنه يعتزم الاتصال بكل القوى السياسية كما ينوي تسويق الاتفاق مع الجبهة الثورية بإجراء اتصالات دبلوماسية مع المجتمع الدولي وتنفيذ ما أسماه "غارة دبلوماسية" قبل العودة إلى السودان. وكان رئيس حزب الأمة ورئيس الجبهة الثورية وقعا في باريس، الجمعة، على إعلان، التزمت الجبهة الثورية بموجبه بوقف عدائيات لمدة شهرين في جميع مناطق العمليات لمعالجة الأزمة الإنسانية وبدء إجراءات صحيحة للحوار والعملية الدستورية. اتصال بإسماعيل وقال المهدي إنه أجرى مهاتفة بالأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم المسؤول عن ملف حزب الأمة د. مصطفى عثمان إسماعيل ليدلي الحزب الحاكم بدلوه حول الاتفاق. وقال المهدي "إذا قبل المؤتمر الوطني هذا الإعلان يكون خيراً، وإذا رفضه فنحن ماشين للانتفاضة". وأفاد زعيم حزب الأمة أنه أجرى أيضاً اتصالات بقيادة الأحزاب في الداخل وأنه تحدث مع زعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي، لافتاً إلى أن "إعلان باريس يتيح الفرصة لإيجاد مخرج للبلاد" من الأزمة السياسية التي تعيشها. وأوضح أنه اتصل مع رئيس قوى الإجماع الوطني فاروق أبوعيسى الموجود حالياً بلندن وأطلعه على الاتفاق. وكشف المهدي عزمه الاتصال بزعيم حزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني ومطالبته "باتخاذ موقف إيجابي من إعلان باريس". تعميم للوطني وفي الخرطوم, عمم حزب المؤتمر الوطني الحاكم تصريحاً لأمينه السياسي د.مصطفى عثمان إسماعيل، أكد فيه تلقي الأخير مهاتفة من المهدي. وقال إسماعيل إن زعيم حزب الأمة نقل إليه فحوى اتفاق باريس مع الجبهة الثورية وأبدى أملاً في أن يحظى التفاهم بالتجاوب. وطبقاً لإسماعيل، فإن المهدي لخص الاتفاق في عدة نقاط أهمها التأكيد على الوحدة، ونبذ العنف واستخدام القوة، فضلاً عن الرهان على العمل السياسي وأن يكون المخرج قومياً. ونقل إسماعيل للمهدي أن الحزب الحاكم سيدرس الاتفاق من كل جوانبه قبل أن يتخذ موقفه المناسب حياله. وأعلن الصادق المهدي عزمه مغادرة باريس إلى القاهرة، حيث يبتدر منها اتصالات دبلوماسية مع المجتمع الدولي قبل العودة إلى الخرطوم. وأضاف أن المكتب السياسي لحزب الأمة سيتداول الموقف ويحدد الخطوات المقبلة.