على مدى ثلاثة أيام، إنتظمت بفندق برادايس بالخرطوم، ورشة للكتابة الصحفية الثقافية بالتركيز على عرض الكُتب، تحت إشراف الخبير والكاتب اللبناني المرموق عبيدو باشا، حيث شهدها حضور نوعي من المحرريين الثقافيين والكُتَّاب والناشطين في المجتمع المدني وأندية القراءة. وأكدَّ المدرب الإعلامي اللبناني في مستهل حديثه في اليوم الأول للورشة، أنه يطمح لفتح مسارات جديدة للكتابة مع الكُتَّاب السودانيين، والتفكير معاً، في تقديم اقتراحات بناءة وخلَّاقة لكتابة جديدة تخاطب راهن المجتمع العربي أهمية التخصص وبيَّن باشا أهمية إيلاء عملية التخصص في مهنة الصحافة أولوية قصوى. وقال في الورشة التدريبية التي نظمها اتحاد الكُتَّاب السودانيين بالتعاون مع مشروع قراءة من أجل التغيير أن النقد يتقدم على المنتج الإبداعي ويفتح له مسارات جديدة، مشيراً إلى أن الناقد يحتاج إلى قوة مضاعفة أكثر من قوة الكاتب المبدع. ويرى أن النقد ليس معناه الهجاء أو الذم، بل إن النقد هو محاولة مد يد المساعدة للآخر وإضاءة عمله المنجز. وذهب إلى أنه لا يمكن أن يفكك عملاً إبداعياً ومنجزاً بوجهة نظر الناقد، بل إن هذا يتم من وجهة نظر الكاتب. وهاجم باشا ما أسماه ب" تهافت العلاقات السياسية والثقافية" في المجتمعات العربية، التي لا تستطيع ابتكار نقد ونقاد حقيقيين في المشهد الثقافي العربي الراهن. وضعية الثقافة في السياق، تطرَّق الخبير اللبناني إلى عددٍ من القضايا المرتبطة بالكتابة الصحفية خاصة فيما يتعلق بالشأن الثقافي، وكذلك عن مدى وضعية الاعتراف بها وبالنقد وغيره بالإضافة إلى الفروقات المهنية بين اللقاء والحوار، إلى جانب تبيين الفروق بين الكتابة في الصحف والكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار في هذا الصدد إلى أن الكتابة ليست قضية مستحيلة، وأكد أهمية العمل الثقافي وضرورته وقوته البارزة على التغيير، وضرب باشا عددا من النماذج الثقافية. وشارك في هذه الورشة عدد من المحررين الثقافيين والكتاب والنقاد بنقاشات ضافية ساهمت كثيرا في عملية الحوار. وقال الناقد السر السيد، عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الكُتَّاب السودانيين ل " شبكة الشروق" أن الورشة كانت ذات طابع حواري هدفها دعم مشروع القراءة والكتابة وأسمهت كثيراً في دفع الحوار الثقافي، بين المدرب والدارسين، خطوات متقدمة من المؤمل أن ينتج عنها فعل ثقافي مثمر في الأفق القريب.