مدخل: القاص عبد الغني كرم الله من كتاب القصة الجدد الذين ظهروا بقوة كبيرة حيث عقدت عليه آمال بكتابه قصة مختلفة يمكن لها ان تؤسس لكتابة جديدة تنضاف للكتاب ذات الجهد المضموني والجمالي الذي تتجلى عبره الحياة السودانية المعاصرة في حراكها ما بين الماضي والراهن والمستقبل. أجرينا معه هذا الحديث حول مشروعه الابداعي. «المحرر» ? ماذا تكتب الان؟ للحق، صارت الكتابة أسلوب حياة، والحياة أسلوب كتابة، وللحق ايضاًَ أحسست، بوصايا الرهبان البوذيين للمريدين يسطير آرا-ئهم وأحلامهم، بل حتى خواطرهم، فالكتابة تعني فيما تعني، محاولة لفهم «الذات» وهيهات ولأن موضوع أي كتاب.. يدور حول «موضوع» أو «الذات».. صارت مراقبة الكون بهدوء جزءاً من طقوس الكتابة، وكذلك مراقبة الذات في أدق خلجاتها، وفرحها وهوانها، فأي شارع في الخرطوم، في كسلا، في داكار، يعني لي مشروع «حياة كبير» يجب رصده «بأسلوب سردي». ولا شك «القراءة» جزء من عالم الكتابة، فهذه الايام شرعت في كتابة «نقد سردي» أو شخصي لهذه الكتب. 1- الحب في زمن.الكواليرا 2- العجوز والبحر. 3- ميرامار. 4- الرقة التي تغتال. 5- مجموعة الالغاز «المغامرين الخمسة». 6- صحيح البخاري. 7- ثرثرة فوق النيل. 8- وكالة عطية. وانا بصدد اصدار مجموعة قصصية ورواية، وهناك عدة مقالات ودراسات يمنها «ذاكرة السلطة وخيال المثقف». ودراسة عن قضية التسير والتخيير منذ المعتزلة وإلى اليوم بإسم «لم يحب الاطفال التزحلق». ? ما الذي دفعك للنقد رغم أن عملك الاساسي هو الكتابة الابداعية أنت تكتب «قصصا» ؟.. أي كاتب هو ناقد وهو يحاور ويجادل نصه قبل الميلاد بل يرى عيوبه أكثر من النقاد، بل لا يرضى عن نصوصه على الإطلاق كناقد لنفسه.. اما مجادلاتي النقدية، فهي ليست بالمفهوم النقدي العام، ولكنها مراجعة للكتب التي اثرت في ذاكرة القراءة ودونتها بإسم «طقوس القراءة».. ? أرى في هذا الأمر شيئاً يتعلق ببحثك عن فضاءات الكتابة الابداعية؟ فإنت تبحث عن طرق او على الاقل تتأمل طرقا من خلال نصوص لكتاب آخرين فانت اذاً تكتشف ذاتك الكتابية من خلال نصوص للكتاب الآخرين... وفي تقديري ان الكاتب عندما يأخذ مهمة الناقد فهو بصدد تصميم اعماله هو فما رأيك ؟.. هو ليس نقداً، بقدر ما هو «وفاء» لكتب اعجبت الفرد في مراحل مختلفة، وهذا بمثابة «رد عرفان لها» ليس أكثر... وللحق أي أسد «هو خراف مهضومة».. ولكن الفرد لاشك يبحث عن «الفردية» والذاتية». وفي محاولاتي الكتابية، أحاول فهم نفسي، ولذا تكون مرجعيتي في الكتابة ليست «القراءة فقط» ولكن كل كرنفال الحياة، والاسئلة الوجودية، وغرابة الكون، وغموضه، كل هذه تجعلني أشبه بطفل امام غرابة وإنسجام الكون.. لذا، لا أشعر بأن الكتابة، موردها الأصلي هو القراءة فقط، ولكن التجربة الحياتية والمثابرة والصبر أداة اساسية لفعل الكتابة.. بل أي مشوار قد يخلق نصاً، أو تجربة عاطفية او حياتية، فالدافع للكتابة كرمل الصحراء، بل أكثر.. فالحياة تعبر عن نفسها. ? أعمالك الجديدة.. حالياً اعكف على مراجعة مسودة مجموعة قصصية وهي على وشك النشر، كما أني أواصل كتابة «متوالية قصصية» وهي بين الرواية والقصة.. كما أشرع في كتابة نص او رواية عن مدينة الخرطوم بين «0391-0002م» وهنا رجعت للمراجع والخرط وبعض المذكرات، كي ادمج الخيال مع الواقع، من «تبدلات الخرطوم». وهناك نص «مسرحي» مع الفنان والاستاذ «محمد السني دفع الله».. وهناك نص سردي - شعري - مقال عن بعض الشعراء السودانيين امثال التيجاني والناصر قريب الله.. حتى نجلاء التوم ومأمون والنشاور ومحفوظ بشزي ، وحامد بخيت وأنس مصطفى ومجموعة اخري.. ? إلى اي جنس تنتمي هذه النصوص..؟ حين أكتب لا أضع اي قالب في ذهني، فمتى ما تمثلت الموضوع، يأتي وللحق حين كان النص لم يكن النقد، بل النقد تابع للنص.. لا أقول أحاول ابتكار طرق جديدة، وإن جاءت، لأن مجرد المحاولة لابتكار طرق جديدة، تفسد حميمية النص، لذا لم اتحرى أي اسلوب، ولكني تركت للقلم العنان.. بين خيال وذاكرة.. ? كتابات كثيرة تناولت اعمالك، ما هو أهم رأي نقدي جاء في هذه الكتابات». مجموعتي الاولى، كانت رمزية، لذا انطلق النقاد لتأويل الرمز.. بين سياسي ووجودي واجتماعي.. وللحق شعرت بأن عملية النقد هي عملية ابداعية موازية.. اعطت للنص زخم آخر وزوايا فهم وتذوق متعدد الابعاد.. ? أهم الكتابات النقدية حول «آلام ظهر حادة»؟ في البدء كنت متخوف من نشر الكتاب، فالكاتب لا يرضي عن نفسه على الإطلاق، وكثير الشك، بل أحس بالخجل، حين يطلع أحد على محاولاتي!! وحين صدر الكتاب، وكتب عنه، للحق كان لدي فضول، كيف «يحس» الناس بكتابتي، وكيف يري الناس هذا الدفق الخاص، ولاشك اسعدتني كتابات مسئولة، وشاملة، وشجعتني كثيراً، فالاستاذ صديق محيسي، وهو رجل وإنسان من طراز خاص، وأحبه لرعايته الصادقة لي، وتشجيعه المتواصل، ودراسته الشاملة للمجموعة، وكم جلسنا معاً نتفاكر الشأن الثقافي السوداني، وحين كتب عن المجموعة رصد تجربتي كلها، وللحق حين قرأت الدراسات النقدية للمجموعة للاستاذة لمياء، أحسست بإبداعية النقد، وبأنها تمس جوهر ما أحس به حين أكتب، وصديقي وأخي الاستاذ محمد الربيع، طبعاً «ده» صديق وبنتعارف شديد وحامد بخيت سطر مدخل لدراسته النقدية أحسست بثرائها، وكذلك الأخت اماني ابو سليم ولأنها كابيها «أشارت لمتعة الكاتب حين يكتب»..