جمعت الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو أمبيكي وفدي الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال، في اجتماع حاسم، يوم الإثنين، سعى لوضع اللمسات النهائية للتوقيع على الاتفاق الإطاري بعد تأجيله للمرة الثانية. وكانت الآلية التي ترعى المفاوضات الجارية حالياً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، أرجأت الاجتماع الذي كان مقرراً له عند الخامسة من مساء الأحد إلى الحادية عشرة من صباح الإثنين، لكنه انعقد بعد الظهر. وأفاد موفد "الشروق" إلى مقر المفاوضات، أن الاجتماع انتهى ولم يدل الوفدان بأي تفاصيل حوله، مشيراً إلى أن الوساطة ستعقد مؤتمراً صحفياً في وقت لاحق لتوضيح ما تم التوصل إليه. وكانت مصادر في مقر التفاوض أرجعت أن التأجيل للمرة الثانية للضغوط الكبيرة التي لا تزال تمارس على وفد الحركة الشعبية بغية عدم التوقيع على الاتفاق. ردود الطرفين وينتظر أن يكون الاجتماع قد ناقش ردود وفدي الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال، على مسودة اتفاق أعدتها آلية الوساطة منذ السبت الماضي. وسيضع الاتفاق إطاراً عاماً للتفاوض بين الجانبين إلى جانب القضايا الإنسانية الملحة في المنطقتين. ولا يزال مقر المفاوضات في فندق ريدسون بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا يعج بالوفود الأجنبية، إلى جانب ممثلين للحركات المسلحة في دارفور. ووصل إلى مقر المفاوضات الإثنين وفد آلية الحوار الوطني (7+7 ) بقيادة رئيس حركة "الإصلاح الآن" غازي صلاح الدين العتباني. من جهة ثانية، خاطب أمبيكي ورشة عقدت الإثنين في أديس أبابا لبحث سبل اتفاق لوقف العدائيات في إقليم دارفور بحضور الحركات الرافضة للسلام في الإقليم، والتقى ممثلين لحركة العدل والمساواة وتحرير السودان المتمردتين في الإقليم. سلام دارفور وأكد قياديون في حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم وتحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، حرصهم على تحقيق السلام والاستقرار في دارفور. وأوضح الأمين السياسي للعدل والمساواة أحمد تقد لسان في تصريحات صحفية عقب الجلسة الافتتاحية للورشة الإثنين، أن الورشة تهدف لتهيئة أرضية تمكن القادة الميدانيين في الحركات المسلحة من التعرف على القضايا المتعلقة بوقف إطلاق النار وعملية التفاوض. واستعرض تقد في هذا الصدد الترتيبات المتعلقة بقضايا وقف إطلاق النار. وقال الأمين السياسي للحركة، إن الاجتماع المعلن في الثاني والعشرين من الشهر الجاري بأديس أبابا سيكون فرصة سانحة لأطراف النزاع في دارفور على التوافق حول أجندة تمكنهم من الدخول في مفاوضات مباشرة مع الحكومة. وجدد تقد حرص الحركة على السلام، مشيراً إلى مشاركة العدل والمساواة في عدة منابر بحثاً عن السلام في الإقليم.