شهد منبر إعلامي نظمه المركز السوداني للخدمات الصحفية بالخرطوم، تبايناً في الآراء حول مفهوم ترشح المرأة في الانتخابات في السودان. بينما قالت المفوضية القومية للانتخابات، إنها أفردت مساحة واسعة لمشاركة المرأة في الانتخابات. وشهدت انتخابات العام 2010م لأول مرة تحديد دوائر للمرأة وللأحزاب على أساس التمثيل النسبي، حيث بلغت دوائر المرأة 25% ودوائر القوائم التمثيل النسبي 15% والدوائر الجغرافية 60%، وينطبق هذا التقييم على الهيئات التشريعية والقومية والولائية. وقالت مساعد الأمين العام لشؤون التنظيم بالحزب الاتحادي الديمقراطي، إشراقة سيد محمود، في منبر إعلامي بالمركز السوداني للخدمات الصحفية، يوم الأحد، إن هناك تطوراً إيجابياً كبيراً للمشاركة السياسية للمرأة السودانية. وقالت إن المرأة في السودان على مر العصور إذا ما قورنت بالمرأة في المجتمعات الأخرى سواء أكانت أفريقية أو عربية نجد أنها أكثر تقدماً، خاصة وأنها قد دخلت في معترك السياسة، وشاركت بقوة، وولجت البرلمان منذ الستينيات، وما قبل ذلك شاركت في الحركة المدنية، إلا أنها لم تحتل مواقع تنفيذية أو سياسية إبان الحركة الوطنية أو بعد الاستقلال. معدلات التعليم " إشراقة محمود عدَّت ترشيح المرأة لرئاسة الجمهورية خطوة قوية وجريئة للمجتمع السوداني ولنساء السودان وقالت إن البيئة المحيطة ساعدت في دفع المرأة سياسياً جنباً إلى جنب مع الرجال " وأضافت إشراقة "لكن رغم ذلك لم يكن لها دور كبير وواضح مسيطر، ويعود ذلك لمعدلات التعليم للمرأة التي حالت دون أن تتبوأ المناصب برغم مشاركتها في العمل السياسي، ثم بعد ذلك بدأت تظهر المرأة في الأنشطة السياسية بقوة وشاركت في البرلمان. وتعتقد القيادية بالحزب الاتحادي، أن هذا التطور أصبح بصورة أفضل وأقوى، وربطت ذلك بالتقدم الذي حدث للمرأة في التعليم، الاقتصاد والعمل التنظيمي والمشاركة في التشريعات والقوانين. وأوضحت أن هذا ساعد المرأة على أن تخطو خطوات جريئة وقوية، وأصبحت تشكل نسبة قوية ووجود كبير في كل مجالات العمل، كالخدمة المدنية والقضاء. وقالت إشراقة إن البيئة المحيطة ساعدت في دفع المرأة سياسياً جنباً إلى جنب مع الرجال.. وفي هذه الانتخابات عدَّت أن ترشيح المرأة لرئاسة الجمهورية خطوة قوية وجريئة للمجتمع السوداني ولنساء السودان. وأضافت "أن هناك نساء ترشحن بقوة في الدوائر الجغرافية وقوائم المرأة أو ما يعرف (بالكوتة)، وهي جاءت كأنها غرفة إنعاش لوضع المرأة الانتخابي خوفاً عليها من ألا تجتاز الامتحان للانتخابات في الدوائر الجغرافية، وبالتالي خصصت لها هذه النسبة لتحفظ وجودها داخل البرلمان ووصفت ذلك بأنه تمييز إيجابي". متابعة الجندر " حرم شداد تقول بالرغم من أن المرأة في العاصمة أفضل من غيرها لتوفر فرص التعليم ونيلها شهادات عليا إلا أنها لا توجد لديها الثقة في نفسها أن تتقدم لتكون قائداً في العمل العام " من جهتها، قالت عضو لجنة الجندر بمفوضية الانتخابات حرم شداد، إن المفوضية لأول مرة تشكل لجنة متابعة الجندر باعتبار أن المرأة جزء أصيل في كل المجتمعات. وأضافت أن المرأة كانت هي التي تهب الحياة في الحضارات السابقة، وأعتقد أن هذا جزء من الحقيقة، ولكن أن نقيم للمرأة مؤتمرات ولجاناً فهذا يجعلنا كأننا نتصدق عليها أو نبحث لها عن حقوقها. وقالت حرم شداد إن المبدأ من أساسه خطأ، خاصة أننا نعمل شيئاً منفصلاً للمرأة، هو خطأ، فالمرأة هي كائن وحدوي مع الرجل باعتبار أنهم وحدة واحدة.. وأعتقد أن هذه تمثل زاوية سلبية في حق المرأة وهذه النظرة أو هذه الجزئية موجودة لدينا في مجتمعاتنا الشرقية. وأوضحت أن الجندر تعني النوع الاجتماعي الرجل والمرأة على حد السواء، وفي المجتمع الشرقي تطلق كلمة الجندر على النساء وتعدى دور المرأة على الرجل، وهذا خطأ ولكن الجندر هو تكامل الأدوار. وأشارت حرم إلى أن المرأة السودانية بالرغم من تعليمها مازالت تفتقد الثقة في نفسها أن تكون قائدة قائلة: أعتقد أن عدم ثقة للمرأة في نفسها، فالمرأة في بعض الأحيان تقمع طموحاتها وتقمع أشياءها، ولا تستطيع أن توصل أهدافها بالصورة الصحيحة. وأضافت بالرغم من أن المرأة في العاصمة أفضل من غيرها لتوفر فرص التعليم، ونالت شهادات عليا، إلا أنها لا توجد لديها الثقة في نفسها أن تتقدم لتكون قائداً في العمل العام. استغلال المرأة " المرشحة لرئاسة الجمهورية محاسن التازي قالت إنها ترى أن السودان لا يتحمل أن تقوده امرأة في الوقت الراهن " وتقول حرم شداد، إن المرأة استغلتها الأحزاب فوجود المرأة في الأحزاب هو كمي وليس كيفياً، وأغلب الأحزاب السياسية وجود المرأة فيها لا يكون بصورة فاعلة إلا بعض الأحزاب التي دفعت ببعض النساء، ولكن أغلبية الأحزاب تستغل المرأة، وأنها مكملة للحزب وحتى داخل الحزب لا توجد مناصب قيادية. من جانبها، أكدت المرشحة لرئاسة الجمهورية العقيد شرطة (م) محاسن التازي، أن وجود المرأة في العمل السياسي أمر لابد منه، مشيرة إلى أنها أول امرأة تقدمت للعمل في القوات النظامية. ورأت أن عقلية الرجل السوداني لم تستوعب حتى الآن أن تقود البلاد امرأة، وقالت إنها رغم إقرارها بذلك تقدمت بطلب الترشيح لرئاسة الجمهورية، وذلك حتى تفتح المجال لمن يأتين بعدها ليصبحن يوماً قائدات ورؤساء. وقالت إنها ترى أن السودان لا يتحمل أن تقوده امرأة في الوقت الراهن، خلافاً لما ترى القيادية بالحزب الاتحادي الديمقراطي إشراقة محمود.