أقامت مجموعة أصدقاء المطرب السوداني مصطفى سيد أحمد احتفالية بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لرحيله، بالتعاون مع اتحاد المهن الموسيقية بمدينة أمدرمان، بحضور مقدر لعدد من كبار المطربين ورجالات المجتمع، وصاحب الاحتفال عروض لمقاطع غنائية وشعرية. وقال رئيس اتحاد الفنانين السودانيين عبدالقادر سالم، الذي كان من بين المحتفلين بذكرى الراحل للشروق، إن رابطة أصدقاء الراحل المقيم مصطفى سيد أحمد، درجت على الاحتفال به سنوياً، ما يؤكد أنه يحتفظ بجمهور عريض ونادر يكن لأغانيه الاحترام والتقدير ويحتفظ برغبة لربط الأجيال القادمة بأغاني الراحل التي جسدت مشاهد من البيئة السودانية. وأضاف أن الاحتفال من قبل جمهور الراحل يعد إضافة حقيقية لسجله التاريخي الزاخر بالتجارب الفنية. مسيرة فنية حافلة واعتبر سالم أن قمة أماني الفنان أن يتغنى جمهور عريض بأغانيه وأن يحتفل المجتمع بذكراه من خلال ألحانه وأشعاره التي خلدها في مسيرته الفنية. ومن جانبه، عدد الشاعر مدني النخلي في حديث للشروق، محاسن الراحل مصطفى سيد أحمد. وقال إنه كان يستحق لقب الفنان وليس المغني، لأنه تدرج في حياته الفنية إلى أن اختار الغناء طريقاً له ليشقه بقوة ويخلف تجربة غنائية رائدة ومتفردة. وأضاف النخلي الذي تغنى الراحل مصطفى سيد أحمد بعدد من أشعاره، أن مصطفى بدأ حياته الفنية بممارسة الرسم، ومن ثم كتابة الشعر وانخرط بعدها بفترة وجيزة في عزف العود. وأوضح أن الغناء كان آخر المحطات الفنية للراحل مصطفى سيد أحمد، واستطاع من خلالها أن يقدم نهجاً يخالف التقليد. حس غنائي عالٍ وقال النخلي إن الراحل كان يتمتع بحس غنائي عالٍ ويمتاز بانتقائية النص المكتوب. وأضاف كان من الصعب جداً اقناعه بنص مكتوب من دون أن يدقق فيه ويقرأه لأكثر من مرة ثم يبدي رأيه فيه. ونفى النخلي أن يكون سر الحزن والشجن في أغاني سيد أحمد مرتبطاً بمواقف شخصية للفنان أو يعكس جانباً مأساوياً من حياته التي عاشها. وأرجع المفردة الحزينة التي كانت تسيطر على أغاني الراحل مصطفى سيد أحمد، إلى أنه كان يسطر الواقع السوداني بصدق وأنه كان يتلمس هموم الناس عن قرب. وقال إن الراحل لم يكن حزيناً بل كان مهموماً بقضايا الناس من حوله. ورحل الفنان مصطفى سيد أحمد في عام 1996 بعد رحلة طويلة مع المرض مخلفاً وراءه سحابة من الحزن والأسى بعد أن لامست أغانيه وجدان جمهور عريض من المعجبين.