ارتفعت وتيرة الاهتمام الرسمي والشعبي بقطاع السياحة والآثار في الفترة الأخيرة، مع انطلاق مهرجانات السياحة بعدد من الولايات. ونادى مختصون إلى ضرورة الاهتمام بالقطاع وإكمال البنيات التحتية لدورها المهم في دعم الاقتصاد بالبلاد. وشهدت قاعة الشارقة بالخرطوم ندوة (الفلكلور والسياحة بجبل البركل) التي نظمتها لجنة الندوات بهيئة مهرجان البركل للسياحة والثقافة والاستثمار. وأكد الباحث والأستاذ بجامعة دنقلا أ.دمحمد المهدي البشرى أن جبل البركل يعد مركزاً حضارياً، في منطقة شهدت أعظم الحضارات الإنسانية، التي امتدت لثمانية آلاف عام، بجانب ما تتمتع به منطقة البركل به تنوع بيئي سياحي يمكن تطويره عبر مزيد من الاهتمام للاستفادة منه لأقصى حد ممكن. فوائد متنوعة " البشرى دعا للاهتمام بالعمارة الدينية وآثارها وترميمها والحفاظ عليها كشواهد سياحية وقال إن بيئة البركل والمنطقة عامة غنية بالشعر والفن والمديح وكافة ضروب الفن باعتبارها موارد سياحية تجد الاهتمام من قبل السواح من داخل وخارج البلاد " واستعرض البشرى الإمكانات السياحية التي تزخر بها الولاية الشمالية خاصة، والسودان بصفة عامة، ودعا لضرورة الاهتمام بالإمكانات السياحية للبلاد، وذلك لفوائدها الترفيهية والاقتصادية والمجتمعية. وأوضح البشرى أن المسح الأثري والفلكلوري بمناطق الحماداب ومروي بالشمالية، أثبت أن هناك آثاراً دينية، حيث توجد بالمنطقة خلاوى منذ 400 عام. ودعا للاهتمام بالعمارة الدينية وآثارها وترميمها والحفاظ عليها كشواهد سياحية، كما تناول مناطق أثرية سياحية مثل قرية شبا التي تقع قرب جبل البركل وسوق كريمة لعراقته والحرف التي توجد به، بجانب مناطق نوري وجمالها والقرير والمقل ومنطقة الكرو وغيرها. وقال البشرى إن بيئة البركل والمنطقة عامة غنية بالشعر والفن والمديح وكافة ضروب الفن، باعتبارها موارد سياحية تجد الاهتمام من قبل السواح من داخل وخارج البلاد. من جانبه، أكد الباحث والأستاذ الجامعي أ.دسليمان يحيى محمد أن التنوع الثقافي والديني والإثني الذي يزخر به السودان والمقومات السياحية به، تساهم بصورة فعالة في الارتقاء بالقطاع السياحي بالبلاد وتحقيق الاستفادة القصوى منه. قرى نموذجية " محمد قال إن التنمية السياحية أساسها الإنسان ودعا لتدريب الكوادر في المجال السياحي وترميم الآثار السياحية وحمايتها وجدد الدعوة لإقامة قرية نموذجية تراثية سياحية قومية بالبلاد يتم تنفيذها خلال مهرجان البركل الحالي " واستعرض تاريخ السياحة محلياً وعالمياً. وقال إنها نشاط نافع للدول والمجتمعات، ودعا لضرورة إدخال الجانب السياحي في مؤتمر الحوار السياسي الذي تشهده البلاد حاليا للمساهمة في دعم القضايا الوطنية وتحصين السودان وإنسانه بإثراء قيمه ضد النزاعات والصراع التي يشهدها العالم حاليا. وأضاف محمد أن التنمية السياحية أساسها الإنسان، ودعا لتدريب الكوادر في المجال السياحي وترميم الآثار السياحية وحمايتها. وجدد الدعوة لإقامة قرية نموذجية تراثية سياحية قومية بالبلاد يتم تنفيذها خلال مهرجان البركل الحالي. وقد شهدت الندوة مداخلات جادة من المشاركين من باحثين وأساتذة جامعات ومهتمين بهذا الجانب، الذين أجمعوا على أهمية تنمية السياحة ونشر الوعي حولها، وتغيير المفاهيم المجتمعية تجاهها، من أجل النهوض بها، لتحقيق أكبر عائد منها، خاصة في بلد يزخر بموارد سياحية ثرة حباها به الله سبحانه وتعالى.