طلبت حكومة ولاية شمال دارفور من البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي "يوناميد" بالقبض على جميع الجناة في حادثة إطلاق النار على معسكر للنازحين في منطقة "سرتوني" بالولاية، معتبرة أن البعثة أوقفت مشتبهين من طرف واحد فقط. وكانت البعثة أعلنت في بيان الثلاثاء عن تمكن قواتها من توقيف اثنين من المتهمين في حادثة الهجوم الذي استهدف تجمعاً للنازحين هناك على يد مسلحين مجهولي الهوية. وقال نائب والي شمال دارفور آدم النحلة بعد لقاء جمعه مع نائب رئيس قطاع الشمال باليوناميد الثلاثاء، إنهما بحثا أحداث معسكر سرتوني. وأفاد أن بعض المسلحين اعتدوا على مواشٍ للرعاة ونهبوا حوالى 40 رأساً، دخلوا بها المعسكر، وأن الرعاة تقفوا آثار الجناة حتى المعسكر ليتم تبادل إطلاق النار داخل المخيم بين الجناة وأصحاب الماشية نتج عنه مقتل خمسة أشخاص ثلاثة من الجناة واثنان من أصحاب الماشية. أصحاب الماشية " نائب والي شمال دارفور يؤكد أن الحياة عادت إلى طبيعتها في سرتوني وأن الحكومة طلبت من اليوناميد ترحيل المتهمين إلى كبكابية لمزيد من التحري " وأضاف النحلة أن قوة اليوناميد تدخلت واعتقلت اثنين من أصحاب الماشية في سرتوني، بينما لم يتم توقيف المتهمين من الطرف الثاني. ونفى نائب الوالي تواجد الحركات المسلحة في معسكرات النازحين بالولاية، وعد الحادثة ظاهرة جديدة لم يسبق حدوثها في شمال دارفور. وأكد النحلة أن الحياة عادت إلى طبيعتها وأن الحكومة طلبت من اليوناميد ترحيل المتهمين إلى كبكابية لمزيد من التحري. ومن جهتها، شجبت بعثة يوناميد في بيان الحادثة، قائلة إن المسلحين مجهولي الهوية الذين نفذوا الهجوم كانوا يستغلون سيارات مدججة بالأسلحة، ما أدى إلى مقتل طفلين وجرح آخرين بينهم أحد جنود حفظ السلام. وأفاد البيان أن إطلاقاً للنار وقع في ذات يوم الحادث وهو الإثنين الماضي في السوق على بعد حوالى 300 متر من موقع التجمع، نجم عنه مقتل ثلاثة أشخاص وجرح أربعة آخرين ما زالوا يتلقون العلاج بمستشفى البعثة في سورتوني. المتأثرون بالحادثتين " بعثة يوناميد تحث أطراف الصراع في سورتوني على التحلي بأعلى درجات ضبط النفس والكف عن تنفيذ أعمال عدائية أخرى وحل قضاياهم عبر الحوار والوساطة " وطبقاً لبيان "يوناميد"، فإن البعثة المشتركة تتقصى لمعرفة العدد الحقيقي للمتأثرين بالحادثتين. وكانت منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في السودان مارتا رويدس، نددت في بيان، الثلاثاء، بعملية إطلاق النار، وقالت إنها أدت إلى مقتل ستة مدنيين بينهم اثنان من الأطفال على أيدي قبائل مسلحة محلية بالقرب من موقع النازحين الفارين من جبل مرة. وأوضح بيان بعثة يوناميد، أن التوتر ما زال متصاعداً في (سورتوني) منذ الثاني من مايو، عندما اتهم الرعاةُ الرحل عدداً من النازحين بسرقة مواشيهم وطالبوا باسترجاعها وأقاموا بعدئذ حواجز متفرقة على الطريق بين كبكابية وسورتوني وهو الطريق الرئيس لتوفير المياه والمساعدات الإنسانية. وتابع "في 7 مايو، انسحبت مجموعة من الرجال المسلحين مجهولي الهوية يستقلون سيارة مدججة بالأسلحة كانت متحركة باتجاه المنطقة المأهولة بالنازحين بالقرب من موقع البعثة الميداني بعد أن تم توقيفها واستجوابها بواسطة دورية ليوناميد". وحثت البعثة أطراف الصراع في سورتوني على التحلي بأعلى درجات ضبط النفس والكف عن تنفيذ أعمال عدائية أخرى وحل قضاياهم عبر الحوار والوساطة.