كيجيلي هو ملك رواندا الأخير الذي نُفي عام 1961 وتوفي مؤخراً في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد أن أمضى معظم حياته في المنفى آملاً في فرصة للرجوع وحكم البلد الذي يتوسط القارة الأفريقية إذا رغب رعاياه في إعادته للحكم. لكن حلمه لم يتحقق وتوفي يوم الأحد 16 أكتوبر 2017م في الولاياتالمتحدةالأمريكية عن عمر بلغ الثمانين عاماً. وقال موقعه الإلكتروني بأن وريث عرش رواندا سيُعلن في حينه. وكان كيجيلي قد طُرد من رواندا في عام 1961، عندما تخلت البلاد عن الملكية واعتبرتها جزءاً من تاريخ التوترات العرقية والعنف التي بلغت ذروتها بالإبادة الجماعية عام 1994 – أي بعد ذهاب الملكية حتى. وقد قتل المتطرفون من الهوتو وهم الأغلبية العرقية 800000 شخص من التوتسي الأقلية العرقية ومن الهوتو المعتدلين على مدى ثلاثة أشهر. آخر ملوك التوتسي وُلد جين بابتسيتي نداهيندوروا – وهذا هو الاسم الكامل للملك الراحل - في عام 1936 في مملكة رواندا التي كانت تسمى اورندي آنذاك." الملكية انتهت بانقلاب قاده دومينيك مبونيوموتوا عام 1961، وأُجبر فيه كيجيلي ومعه عشرات الآلاف من التوتسي على الفرار إلى المنفى " واعتلى العرش في يوليو 1959 وكان آخر ملوك التوتسي الذين حكموا رواندا، وتبع صعوده الموت المريب لأخيه غير الشقيق. تولى كيجيلي العرش في وقت تصاعد فيه التوتر الإثني بين الهوتو والتوتسي. وواجه معارضة من إدارة الاحتلال البلجيكية في البلاد. وانتهى ذلك بانقلاب قاده دومينيك مبونيوموتوا عام 1961. وتولى مبونيوموتوا المقاليد كرئيس للبلاد حيث أُعلنت رواندا جمهورية في عام 1962. وهو ذات الوقت الذي أُجبر فيه كيجيلي ومعه عشرات الآلاف من التوتسي على الفرار إلى المنفى. توترات عرقية مستمرَّة وعانت رواندا عقب الاستقلال من التوترات العرقية والعنف لمدة ثلاثة عقود وبلغ ذلك ذروته في النهاية بالإبادة الجماعية المعروفة للعالم. حيث شن المتطرفون الهوتو وقتها حملة اغتيالات بعد اغتيال الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا (من الهوتو)، حيث لم يتم التأكد من هوية قتلة هابياريمانا بشكل مستقل. لكن المتطرفون الهوتو كانوا قد ألقوا بالمسؤولية على الجبهة الوطنية الرواندية - منظمة يقودها التوتسي وتضم الرئيس الحالي لرواندا بول كاغامي. بينما قال كاغامي بأن الاغتيال كان حيلة من المليشيات الهوتية ليحصلوا على ذريعة للإبادة الجماعية. ونعود للملك كيجيلي والذي بعد تطواف على عدد من دول شرق أفريقيا منحته الولاياتالمتحدة حق اللجوء السياسي في العام 1992. وهناك أسس كيجيلي مؤسسة الملك كيجيلي الخامس والتي تعمل مع اللاجئين الروانديين في الولاياتالمتحدة. كما عاش الملك حياة بسيطة في فرجينيا في السكن المدعوم وكان يتلقى المساعدات من الحكومة الأميركية حسب ما أوردته عنه مجلة الواشنطن بوست في العام 2013. رغبة العودة إلى رواندا وأعرب كيجيلي عن رغبته بالعودة إلى رواندا في العديد من المناسبات، وقال في مقابلة له مع البي بي سي في 2007 بأنه ناقش هذا الأمر مع الرئيس الرواندي نفسه كاغامي." الملك كيجيلي أعرب عن رغبته بالعودة إلى رواندا في العديد من المناسبات، وقال بأنه ناقش هذا الأمر مع الرئيس الرواندي كاغامي " وقالت الجبهة الوطنية الرواندية بأنها ترحب بعودة كيجيلي لكن كمواطن عادي وليس ملكاً. بينما أصر كيجيلي في مقابلة له مع البي بي سي بأن القرار لابد أن يطرح على التصويت العام. وقال إن على الشعب الرواندي أن يحدد إن كان يرده أم لا، لأنه بحاجة لأن يعرف هل لا يزال الروانديون يريدونه ملكاً عليهم. هذا في الوقت الذي قاد فيه حزب رواندا الديمقراطي الأخضر وهم مجموعة معارضة صغيرة، حملة لإعادة كيجيلي للبلاد. وقال رئيس الحزب فرانك هبينيزا بأنه يجب أن يعود كيجيلي في شهر مايو وأن يسمح له بلعب دور في وحدة وإصلاح الشعب الرواندي. وبعد وفاته نادى الحزب بإعادة جثمان الملك الراحل إلى رواندا وإقامة جنازة رسمية له.