أعلن رئيس وزراء إثيوبيا، هيلي ماريام ديسالين، الموافقة على مناقشة مقترح مصر بشأن إشراك البنك الدولي كوسيط في مفاوضات سد (النهضة)، في اجتماع اللجنة الثلاثية في وقت قريب. وأعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ترحيبه بالخطوة. وقال ديسالين، خلال مؤتمر صحفي مشترك، الخميس، مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بالعاصمة القاهرة "نهر النيل يجب أن يكون منبعاً للتعاون بين الدولتين، ونتفق على أهمية أن يكون نهر النيل مرحلة ثقة وليس صراعاً". وأوضح أن بلاده تعمل من أجل التنمية، وتتطلع أن يكون سد النهضة مسار أمل وليس تهديداً. وأكد التزام بلاده باتفاقية إعلان المبادئ الموقع في الخرطوم بين الدول الثلاث في 2015. استعداد للحل " تتخوّف القاهرة من تأثير سلبي محتمل لسد (النهضة) على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل (55.5 مليار متر مكعب) مصدر المياه الرئيس لمصر " وتابع "بالسد سنتغلب على كثير من المشاكل ونحصل على الطاقة والموارد، ولن يؤثر في مصر بشكل سلبي، ولن يكون هناك أي ضرر عليها". وشدَّد على أن إثيوبيا لن تعرض مصر للخطر. وأضاف "نحن على استعداد لحل أي قضايا عالقة تعوق أي تقدم في مفاوضات السد". بدوره، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن "الهدف من طرح وساطة البنك الدولي، تجاوز التأخير في مفاوضات سد النهضة حتى يمكن دفعها بشكل حاسم". ومضى "كان من الممكن أن نطرح طرفاً ثالثاً بخلاف البنك الدولي، ويحدث عليه خلاف، ويأخذ وقتاً ونتأخر". ولفت إلى أن الطرح "لا يزال قائماً ولا يزال يدرس من أشقائنا"، مشيراً إلى اتفاقه مع رئيس الوزراء الإثيوبي على دراسة معينة. وقال "لن نتكلم عنها بشكل علني إلا عندما نصل لتصور واضح". ودعا دولتي السودان وإثيوبيا إلى تجاوز حالة الجمود التي تعتري المفاوضات الفنية لسد النهضة. وأكد أن أعمال اللجنة العليا المشتركة مع إثيوبيا تعقد للمرة الأولى على مستوى قيادة البلدين. قائلاً "سعى الطرفان خلال الفترة الماضية لعقد هذا الحدث المهم، بغرض توسيع مستوى التشاور لدفع العمل الثنائي". تجاوز العقبات " تقول أديس أبابا إن السد سيمثل نفعاً لها خاصة في مجال توليد الطاقة الكهربائية ولن يمثل ضرراً على دولتي مصب النيل السودان ومصر " ولفت إلى أن انعقاد اللجنة إشارة واضحة لشعوبنا، والعالم أجمع على ما لدى البلدين من إرادة سياسية وعزم على تجاوز أي عقبات تقف أمام العلاقات بين البلدين. وأكد أن مصر لديها إيمان بحق إثيوبيا ودول حوص النيل في التنمية مع أن يكون النيل مصدراً للترابط والبناء وليس مصدراً للصراع. ورفض السيسي أن تكون قضية المياه (معادلة صفرية)، مشدداً على أهمية أن تكون قاطرة للتعاون لاسيما والأمر متعلق بأكثر من 100 مليون مصري. واستدرك "نقدر ما تؤكده إثيوبيا من حرصها على عدم الإضرار بمصالح مصر المائية، إلا أن السبيل الأمثل والوحيد لترجمة ذلك هو استكمال الدراسات المطلوبة، والالتزام بنتائجها، بما يضمن تجنب أي آثار سلبية للسد على دولتي المصب". واقترحت مصر مشاركة البنك الدولي كطرف (محايد) في اللجنة الفنية الثلاثية لتجاوز جمود مفاوضات سد (النهضة)، خلال مباحثات أجراها وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيره الإثيوبي ورقينة جيبيو، في أديس أبابا، في ديسمبر الماضي.