أظهرت النتائج شبه النهائية لانتخابات الرئاسة التي جرت في كولومبيا صعود المرشحين اليميني إيفان دوكي واليساري غوستافو بيترو إلى جولة إعادة مقرر إجراؤها يونيو المقبل، وذلك بعد فشلهما في حسم السباق الرئاسي من الجولة الأولى. وبعد فرز أكثر من 94% من الأصوات، تصدر دوكي السباق بحصوله على نحو 39%، في حين حاز بيترو على نحو 25%، وهذه هي أول انتخابات تشهدها البلاد بعد توقيع السلام مع حركة القوات المسلحة الثورية (فارك) عام 2016. وشابت الحملات الانتخابية اتهامات بأن المرشحين المتنافسين سيقوضون الاقتصاد بسياسات اشتراكية أو سيجبرون البلاد على العودة لساحة المعركة أو يفسدون الموازنة بإنفاق مفرط. وتتزامن الانتخابات أيضاً مع أزمة مهاجرين من فنزويلا المجاورة. وتطالب كولومبيا بالحصول على دعم دولي للتأقلم مع وصول مئات الآلاف من الفنزويليين القادمين إليها عبر الحدود هرباً من نقص الغذاء وارتفاع معدلات الجريمة، مع تعمق أزمة اقتصادية في بلادهم. ووعد دوكي -صاحب السياسات الداعمة لقطاع الأعمال والذي اختاره الرئيس السابق ألفارو أوريبي- بخفض الضرائب على الشركات ودعم مشروعات النفط والتعدين، إضافة إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على مقاتلي فارك السابقين. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن انتهاء الصراع مع فارك أدى لتغيير أولويات الناخبين من القضايا الأمنية إلى غياب المساواة الاقتصادية والفساد، بما فتح الباب لليسار للمرة الأولى.