قللت مفوضية الانتخابات السودانية من الانتقادات التي وجهها مركز كارتر الأميركي لعملية فرز أصوات الناخبين في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي بالسودان، وقالت إنها غير معنية بما جاء في تقرير المركز الذي راقب العملية الانتخابية. وقالت بعثة مركز كارتر الإثنين، إن فرز الأصوات بعد الانتخابات اتسم بالفوضى، وكان عرضة للتزوير والتلاعب، ما يثير القلق بشأن دقة النتائج. وأضاف في بيان له أنه: "يشعر بالقلق بشأن مدى دقة النتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية". ونشر المركز -الذي يرأسه الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر- نحو 70 مراقباً، وعبّر عن قلقه من أنه تم الالتفاف على نظم النتائج والإجراءات الأمنية الداخلية أثناء فرز الأصوات. وقال إنه في سبع ولايات تم منع مراقبيه من الإشراف على عملية الفرز. وأشار إلى أن العديد من مراكز الاقتراع شهدت إقبالاً على التصويت بلغ 100%، أو أنه أُعطي لمرشح واحد أو حزب واحد 100% من الأصوات، وخاصة في شرق السودان وجنوبه، حاثاً المفوضية على مراجعة النتائج. وأسفرت نتائج الانتخابات عن فوز الرئيس عمر البشير بنسبة 68% من الأصوات، في حين أُنتخب رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت بنسبة فاقت 90% من الأصوات. المفوضية تدرس من جانبه، أكد نائب رئيس المفوضية، عبدالله أحمد عبدالله أن المفوضية غير معنية بما جاء في تقرير مركز كارتر، وقال ل"مرايا" إن المفوضية ستدرس تقرير المركز لكنها غير ملزمة بالرد عليه. في السياق نفسه، قالت المفوضية إنها قد تؤجل الانتخابات المقررة بجنوب كردفان إلى ما بعد فترة ال60 يوماً المحددة في قانون الانتخابات. وقال نائب رئيس المفوضية إن الولاية تعيش أوضاعاً استثنائية ويمكن تأجيل الانتخابات، موضحاً أن المفوضية تدرس إمكانية إجراء الانتخابات وفقاً لتعداد سكاني أو اللجوء إلى معالجات أخرى. وفي الأثناء، قررت الرئاسة إعادة الإحصاء السكاني بجنوب كردفان خلال شهري مايو ويونيو بمشاركة الجهاز المركزي للإحصاء. وأجلت المفوضية الانتخابات بجنوب كردفان على مستوى الوالي والمجالس التشريعية المحلية لمدة ستين يوماً بعد انسحاب مرشحي الحركة الشعبية من الانتخابات. في غضون ذلك، أكدت المفوضية أنها ستحدد موعداً جديداً للانتخابات التشريعية بولاية الجزيرة بعد أن رفعت المحكمة المختصة عدد مقاعد المجلس التشريعي إلى 84 مقعداً. وفاز المؤتمر الوطني بأغلب مقاعد البرلمان في الشمال بينما اكتسحت الحركة الشعبية الانتخابات التشريعية في جنوب السودان.