أفرجت السلطات السودانية ليل الأربعاء عن زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض د. حسن عبد الله الترابي بعد مرور شهر ونصف على اعتقاله في الخرطوم وإغلاق الصحيفة التابعة لحزبه. وصادف ذلك الذكرى السنوية الحادية والعشرين لثورة الإنقاذ. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن مصدر أمني قوله إن الرئيس عمر حسن أحمد البشير أمر بإطلاق سراح الترابي. وقال الترابي في أول رد فعل له بعيد الإفراج عنه، إن سلطات الأمن لم تبلغه بسبب اعتقاله، وأكد أنه لا يوجد تفسير "للاعتقال والإفراج"، ولم تكن هناك شرعية لتلك الإجراءات. لكنه أشار إلى إغلاق صحيفة "رأي الشعب" قائلاً إنه ليس ضمن طاقمها إن كان هذا هو سبب اعتقاله. حيثيات بلا سند واعتبر الترابي وفق جريدة أخبار اليوم السودانية أن اعتقاله يمثل أحد الاضطرابات التي يمر بها السودان، مضيفاً أن الوقائع تحدث في ظل ذلك الارتباك دون حيثيات أو سند قانوني. " الترابي يصف الانفصال بأنه ضربة كبيرة للوطن وأهله وإلى ما ننتسب إليه من ثقافة وإسلام، مؤكداً أنه سيسيء إلى سمعة وتاريخ السودان "وأكد أن اعتقاله يؤكد استمرار الحكومة في منهج مصادرة الحريات وتكميم الأفواه وحجب الرأي الآخر. ودعا السلطات للتخلي عن هذا النهج وأن تمنح الصحف بالبلاد والسياسيين حقهم في التعبير وإبداء الرأي في قضايا مصيرية تهم جميع السودانيين. وعرج بحديثه إلى قضية الاستفتاء محذراً من انفصال الجنوب. مشدداً على أنه يمثل خطورة كبيرة على الجيل الحالي الذي يرى بلداً كاملاً ينشطر ويفقد عدداً كبيراً من جيرانه. ووصف الانفصال بأنه ضربة كبيرة للوطن وأهله وإلى ما ننتسب إليه من ثقافة وإسلام، مؤكداً أنه سيسيء إلى سمعة وتاريخ السودان. سدة الحكم وتم اعتقال الترابي بعد شهر واحد من انتهاء الانتخابات السودانية التي أعادت الرئيس السوداني عمر البشير ثانية إلى سدة الحكم. وكان حزب المؤتمر الشعبي شارك في الانتخابات لكنه اتهم بعد ظهور نتائجها حزب المؤتمر الوطني بالتزوير وعدم النزاهة في إجرائها. وخلال الصراع الطويل بين الرجل والحكومة تعرض د. حسن الترابي أبرز المعارضين في السودان إلى اعتقالات كثيرة. ويعتقد مسؤولون من حزب المؤتمر أن الترابي اعتقل للاشتباه في توجيهه للمتمردين في منطقة دارفور بغرب السودان. وجاء الإفراج الأخير عن زعيم الشعبي يوم الأربعاء في الذكرى السنوية الحادية والعشرين لليلة التي تولى فيها البشير الحكم في انقلاب أبيض بمساندة من الإسلاميين بزعامة الترابي. مصير الصحفيين ومن جانبها انتهزت قيادات بحزب المؤتمر الشعبي إطلاق سراح الترابي للمطالبة بإطلاق الصحفيين من صحيفة رأي الشعب الذين اعتقلوا في وقت متزامن مع أمين عام الحزب. وقال نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي عبد الله حسن أحمد حسب صحف الخرطوم الصادرة اليوم: "رغم عدم إجراء أي تحقيق لرئيس الحزب إلا أن الإفراج عنه يعد خطوة جيدة للقوى السياسية". وأبدى أحمد أمله في أن يكون ذلك بداية حقيقية لبسط الحريات وإطلاق سراح صحفيي رأي الشعب والسماح للجريدة بالعودة إلى الصدور. وقال إن اعتقال زعيم الحزب وحّد القوى السياسية، مشيراً إلى أنها ضغطت من خلال اعتصام نفذته للإفراج عن الرجل أو تقديمه للعدالة. وحذر المسؤول السياسي في الحزب كمال عمر من أن الحريات بالسودان في خطر ووصفها بأنها الأساس للحياة.