أعلنت رئاسة الجمهورية الجمعة تأجيلاً مفاجئاً للقاء الرئيس السوداني عمر أحمد البشير مع الأحزاب السياسية السودانية والذي كان مقرراً السبت للتشاور حول الاستفتاء القادم، وأرجع بيان رسمي الأمر إلى المزيد من التشاور وصولاً لإجماع وطني شامل. وقرر اجتماع مؤسسة الرئاسة الذي انعقد فور عودة البشير من إنجمينا بمشاركة نائبيه سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه، تأخير الملتقى التفاكري حول الاستفتاء وترجيح وحدة البلاد عن موعده المضروب إلى حين تحديد وقت لاحق. وبرر وزير الإعلام السوداني كمال عبيد حسب وكالة الأنباء السودانية، إرجاء اللقاء قبل يوم واحد من انعقاده بالاستجابة إلى رغبة عدد من القوى السياسية التي طلبت مهلة إضافية حتى تكون أكثر جاهزية. حديث رسمي غير أن بياناً رسمياً صدر عن القصر الجمهوري أرجع تأجيل اللقاء بين البشير والقوى السياسية لمزيد من التشاور وصولاً إلى إجماع وطني شامل حول تحديات الاستفتاء. ووفقاً لصحيفة الصحافة الصادرة اليوم السبت فإن عدداً من الأحزاب السياسية رفضت المشاركة في الملتقى بحجة أن الدعوة له استهدفت أشخاصاً وليست الأحزاب ما جعلها تطالب بتوسيع الدعوة باعتبار أن قضية استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر 2011 تهم السودانيين جميعهم. ورجحت مصادر عليمة أن تكون مشاورات جرت الجمعة بين الحركة الشعبية وقيادات من تحالف جوبا تسببت في إرجاء الاجتماع الذي اعتبره مراقبون أول خطوة عملية تهيء لإجراء الاستفتاء في أجواء صحية بجانب تحقيق خيار الوحدة بموجب إجماع وطني قومي. رفض مسبق وسبقت مجموعة من الأحزاب السياسية تأجيل اللقاء بتأكيدها عدم المشاركة لأسباب متطابقة، وفيما قال حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي، ألد خصوم الحكومة، إنه قرر عدم المشاركة، قال حزب الأمة إن الدعوة للملتقى خصت زعيمه الصادق المهدي وأمينه العام صديق أحمد إسماعيل. وأبلغ نائب رئيس المؤتمر الشعبي عبد الله حسن أحمد الصحافة أن الأمانة العامة للحزب قررت في اجتماعها الأخير بالجمعة عدم قبول الدعوة للقاء باعتبار أنها استهدفت ثلاثة قيادات هو والترابي وموسى المك كور. وأضاف أحمد أن الاجتماع رأى أيضاً تكوين لجان من ممثلي الأحزاب للتشاور حول الأجندة وصياغة مقترحات لكي يكون النقاش مثمراً ومبنياً على أسس متينة تحقق أهدافه المنشودة. رؤى متقاربة وسجل حزب الأمة القومي نفس الموقف واعتبر الأمين السياسي محمد المهدي أن الدعوة وجهت لقياديين فقط وأن الحزب لن يشارك باسمه. وأعلن الحزب الشيوعي السوداني أيضاً وفق صحيفة ألوان عدم مشاركة سكرتيره العام محمد إبراهيم نقد في ملتقى البشير والأحزاب السياسية. وقال عضو اللجنة المركزية صديق يوسف إن حزبه لديه جملة من المآخذ على الطريقة التي أعد بها الاجتماع. واشترط تكوين لجنة تحضيرية قومية لتضع أجندة الاجتماع. يشار إلى أنه التأم اجتماع أمس بين الحزب الشيوعي السوداني والمؤتمر الشعبي لكن لم ترشح منه أنباء بعد بسبب التكتم على فحواه. وامتدح زعيم الحزب الشيوعي نقد في تصريح سابق عقب لقائه نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه لقاء البشير والأحزاب، مؤكداً أنه خطوة عملية لتحقيق وفاق وطني، داعياً الجميع للتخلي عن الشد والجذب في أمر الاستفتاء باعتباره قضية وطنية.