منح عميد لاعبي الهلال هيثم مصطفى الإعلام ومجالس المدينة مادة دسمة للنقاش لا تزال اصداها مستمرة حتى الان وهو يخرج على الملأ مُصدراً بياناً حمل هجوماً ضمنياً على مجلس إدارة نادي الهلال، رغم أن اللاعب لم يذكر ذلك صراحة، بل تحدّث عن الظروف المالية التي يمر بها الفريق، مبيناً الاستحقاقات المالية المتراكمة لنجوم الفريق. وجاءت ردود الفعل متباينة على بيان اللاعب الذي عدّه البعض، وفي مقدمتهم، السيد صلاح إدريس الرئيس السابق لمجلس إدارة نادي الهلال (بدعة) لم يسبق أحد عليها اللاعب، وسار على نهج الأرباب عدد من الإعلاميين الذين أكدوا أن بيان قائد الهلال أخرجه من دائرة اختصاصه كلاعب مناط به التركيز داخل المستطيل الأخضر وأدخله في دوائر اختصاص أخرى. البيان الأول من نوعه بيان البرنس الداعي لمساندة الفريق والالتفاف حوله إن كان الأول من نوعه إلاّ أن لاعبي الكرة ظلوا على الدوام في حالة استقبال لهجوم وانتقادات الجماهير والإعلام عليهم. إلاّ أن الذاكرة الرياضية حفظت العديد من الحالات التي انعسكت فيها الآية، وتبدّل فيها الموقف ليصبح اللاعب في موقف المهاجم . " حالات هجوم اللاعبين وانتقادهم لمجالس إدارتهم تبقى قليلة إذا ماقيست بحالات هجومهم على مدربيهم " ومع ذلك فإنّ حالات هجوم اللاعبين وانتقادهم لمجالس إدارتهم تبقى قليلة إذا ماقيست بحالات هجومهم على مدربيهم خاصة إذا كان اللاعب قد جلس أسيراً لدكة البدلاء بأمر مدربه. وفي هذه الحالات فاللاعب غالباً ماينتظر رحيل المدرب ليصب جام غضبه عليه ويحمّله مسؤولية عدم ظهوره بالمستوى الذي كان متوقعاً منه. علاء الدين يوسف والهجوم المباشر وكان علاء الدين يوسف لاعب خط وسط الهلال أكثر جرأة ومباشرة من قائده حينما طالب، في حوار أجريته معه، مجلس إدارة نادي الهلال بلعب أدوار أكثر فاعلية في دعم الفريق حيث قال: (الذي يوفّر للفريق المتطلبات وكل شئ شخص واحد فقط هو السيد صلاح إدريس رئيس النادي لهذا السبب سيصبح غيابه مشكلة كبيرة للفريق). وامتدت سهام نقد علاء الدين لتصل مدير الكرة السابق أمين عبد الوهاب مطالباً بتنحيته عن منصبه قائلاً: (أقول بكل صراحة ودون مجاملة أن الفترة المقبلة ليست فترة أمين، الإجتهاد وحده لايكفي في الفترة القادمة، نحن نحتاج للخبرة والمعرفة والدراية بأمور الكرة، نحتاج لمدير كرة أقرب إلى اللاعبين، التعامل بين أمين وبيننا اليوم فيه نوع من الجفوة، لقد كانت العلاقة بين أمين واللاعبين جيدة، وقد ساعدناه كثيراً حتى يقوم بعمله على الوجه الأكمل، المفترض في مدير الكرة أن يكون قريباً من اللاعبين حتى يعرف متطلباتهم ويحل مشاكلهم، لدينا بعض المشاكل الصغيرة لكن تراكمها يمكن أن يبعدنا عن التركيز). العجب يهاجم كاربوني في السودان نال المدربون نصيبهم من هجوم اللاعبين، وإذا أردنا البداية من (الآخر) فسنبدأ بالانتقادات التي وجهها قائد المريخ فيصل العجب لمدرب الفريق السابق البرازيلي كاربوني على خلفية خسارة المريخ مباراته أمام الهلال بنتيجة صفر\2 في نهاية النصف الأول من بطولة الدوري الممتاز. وجاءت انتقادات العجب لكاربوني تحمل بكائية على رحيل المدرب الأسبق الألماني مايكل كروجر الذي كان بحسب تصريحات العجب لصحيفة (السوبر) الأقرب للاعبين والأكثر معرفة بمقدراتهم وكيفية توظيفهم التوظيف المناسب. وإن خفت حدة نقد العجب فإنّ زميله السابق في المريخ ولاعب نيل الحصاحيصا نور الدين عنتر أخرج الهواء الساخن عقب رحيل المصري محمد عمر وقال قولة شهيرة للصحافة (منك لله ياعمر). الحضري وجوزيه والوصول للمحاكم وإذا حاولنا الخروج بالظاهرة من السودان إلى وطننا العربي فسنجد في طليعة اللاعبين المنتقدين لمدربيهم حارس المنتخب المصري ولاعب الزمالك الحالي والنادي الأهلي السابق عصام الحضري، الذي كانت له مشاكل عديدة مع البرتغالي مانويل جوزيه مدرب الفريق السابق والذي حمّله الحضري مسؤولية رحيله التراجيدي عن القلعة الحمراء عقب نهائيات أمم أفريقيا 2008. " الحارس الحضري كان نصيبه من انتقادات جوزيه وافراً حيث وصفه بأنه الأسوأ إنسانياً، مؤكداً أنّه على استعداد لبيع عائلته من أجل المال " وجفّ ماء الود بين الحارس ومدربه بعد اصرار الأخير على تجريد الحارس من حقه في ارتدء شارة كابتنية النادي الأهلي ومنحها للاعبين أحدث منه في صفوف الفريق. وقد تطورت مشكلة الحضري مع جوزيه بشكل كبير خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها جوزيه لمجلة سوبر الإماراتية عقب رحيله لتدريب منتخب أنجولا وهي تصريحات أثارت غضب واستياء قطاع واسع من المشتغلين بالرياضة في مصر لاسيما الصحفيين. وكان نصيب الحضري من انتقادات جوزيه وافراً حيث وصفه بأنه الأسوأ إنسانياً، مؤكداً أنّه على استعداد لبيع عائلته من أجل المال، ورغم ذلك وضع جوزيه في رده على سؤال حول التشكيلة المثالية للأهلي الحارس عصام الحضري في طليعة اختياراته، مبيناً أنّه حارس مرمى متميز لكنّه انسان غير جيد. ميدو ينفجر في وجه حسن شحاته ومن القضايا التي تدخل في صميم هذا التقرير قضية اللاعب أحمد حسام ميدو مع المدرب حسن شحاته وهي قضية بدأت عندما قام شحاته باستبدال ميدو في مباراة المنتخب المصري أمام السنغال في نصف نهائي بطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر عام 2006. وعبّر ميدو عن غضبه للاستبدال بصورة غير لائقة وكاد الأمر أن يصل لاشتباك بالأيدي بين شحاتة وميدو، لولا تدخل حسام حسن . وبدأت بعدها الحرب الكلامية بين المدرب واللاعب الذي أطلق العديد من التصريحات التي تنتقد شحاته وكان من ضمن ماقاله ميدو أن حسن شحاتة يختار اللاعبين بمزاجه وليس بمستواهم، نافياً نيته اعتزال اللعب الدولي معلناً عن جاهزيته للدفاع عن ألوان المنتخب المصري متى ما اتيحت له فرصة ذلك. الراهب ينتقد ونور يرفض وفي السعودية شنّ حسن الراهب لاعب نادي الأهلي جدة هجوماً عنيفاً على مدربه البرازيلي سيرجيو فارياس وإدارة فريقه التي قال عنها: (كان هناك حلقة مفقودة بين الإدارة واللاعبين، فماذا استفيد بالإداري الذي تنحصر كل مهامه في معرفة من حضر ومن غاب من اللاعبين). وعن المدرب قال الراهب: (خرجنا من كأس فيصل وكأس ولي العهد، وكان المفروض أنه لايمسك الفريق بكأس فيصل.. لقد كان هذا خطأ إدارياً)، وغير بعيد عن قلعة الكؤوس تفجّر الموقف بصورة غريبة في القلعة الاتحادية بين المدرب مانويل جوزيه وقائد النمور محمد نور. وتعود تفاصيل المشكلة لرفض محمد نور اجراء الفحص الطبي الشامل الذي أجراه كافة اللاعبين بالإضافة إلى رفضه إجراء فحص طبي على موضع الإصابة التي يعاني منها، نتيجة الأسلوب الذي اتبعه المدرب معه عندما تحدث بشكل لائق في الاجتماع الذي عقد مع زملائه اللاعبين مما دعا إلى حدوث مشكلة بين اللاعب والمدرب جعلت جوزيه يرفض بشكل قاطع مغادرته للمعسكر الخارجي. اتهام رئيس الاتحاد والمدرب بالتواطؤ ومن السعودية إلى العراق حيث أعقبت خسارة المنتخب العراقي أمام السعودي بنتيجة صفر\1 في بطولة خليجي 18 التي اقيمت بالإمارات عام 2007 موجة من الانتقادات التي وجهها اللاعبون إلى إدارة اتحاد الكرة العراقي، وتحديداً رئيسه حسين سعيد ومدرب المنتخب أكرم سلمان بسبب ما أسماه اللاعبون بالمؤامرة التي أدت لمغادرة المنتخب البطولة الخليجية. وكان في طليعة المهاجمين والمنتقدين كابتن المنتخب أحمد كاظم الذي قال: (إن المنتخب العراقي تعرض إلى مؤامرة كبيرة جداً حاكها حسين سعيد رئيس الاتحاد وأكرم سلمان مدرب الفريق، ووقع اللاعبون بها وكان الضحية الشعب العراقي المسكين الذي كان ينتظر فرحة جديدة تسهم في خلاصه ولو مؤقتاً من حالة الهم والغم التي تحيط به). سأظل ألعنه كل ماذكرته انتقادات اللاعبين للمدربين ليس مسرحها السودان والوطن العربي فقط، لكنها ظاهرة عالمية وصدرت من لاعبين كبار لهم اسمهم ووزنهم في عالم كرة القدم، ومن هؤلاء البرازيلي ريفالدو لاعب ميلان السابق والذي أطلقها بحق المدرب كارلو إنشيلوتي مدربه وقتها ومدرب تشيلسي الحالي حيث اختزل ريفالدو معاناته من مدربه في عبارة: (سأظل ألعنه كل ماذكرته). " انتقادات اللاعبين للمدربين ليس مسرحها السودان والوطن العربي فقط، لكنها ظاهرة عالمية وصدرت من لاعبين كبار لهم اسمهم ووزنهم في عالم كرة القدم " وقد تفاقمت الأوضاع بين اللاعب ومدربه بصورة أدت إلى في نهاية المطاف لرحيل ريفالدو الذي لم يعمّر طويلاً مع الفريق الإيطالي المنتقل إليه من صفوف برشلونة الأسباني بعد مواسم عامرة بالبذل وانتهت مسيرة ريفالدو مع الميلان بعبارات مقتضبة قال فيها: (كل ما أردته هو أن أستمر في لعب كرة القدم، وهذا الأمر لا يحققه لي ميلان في ظل وجود أنشيلوتي). إيتو يهاجم غوارديولا ومن المهاجمين لمدربيهم وإداراتهم الكاميروني صامويل إيتو الذي لم يتخيّل بعد كل مابذله من أجل النادي الكاتلوني أن يغادر من الباب الخلفي بسبب رغبة المدرب بيب غوارديولا العارمة في التخلص منه. ولم يكن مستغرباً أن ينتقد إيتو بعنف المدرب الإسباني الذي كان السبب المباشر في رحيله عن برشلونة، وطالت انتقادات إيتو رئيس النادي خوان لابورتا حيث قال في رده على سؤال حول ما إذا كان مستاءً من مغادرة برشلونة: (نعم أعتقد أني سأقول لشخصين وبكل تأكيد بيب ولابورتا وهناك العديد من الأشخاص خذلوني، لم أكن أتصور أنني سأخرج من برشلونة، لقد كان شيء صعب جداً). انتقادات أنيلكا أطاحت بالديوك وكانت بطولة كأس العالم التي أقيمت مؤخراً بجنوب أفريقيا مسرحاً واسعاً لانتقادات اللاعبين لمدربيهم ويأتي على رأس قائمة هؤلاء البرتغالي كريستيانو رونالدو أغلى لاعب في العالم والذي خرج مع منتخبه على يد المنتخب الأسباني ولم يكن يكن حصاد اللاعب الأغلى أكثر من هدف وحيد جاء في مباراة منتخبه أمام كوريا الشمالية. وشنّ رونالدو هجوماً على المدرب كارلوس كيروش محملاً إياه الخسارة والوداع أمام المنتخب الأسباني في محاولة منه لحماية نفسه من الهجوم العنيف الذي تعرّض له بسبب المستوى الذي قدّمه في البطولة والذي لايعبّر عن القدرات التي يتمتع بها النجم البرتغالي والتي صنّفته كأغلى لاعب في تاريخ كرة القدم بعد انتقاله من مانشيستر يونايتد الإنجليزي إلى ريال مدرب الأسباني. تمرد جماعي للاعبي فرنسا وتعتبر حادثة الفرنسي نيكولا أنيلكا مع مدربه ريمون دومنيك الأبرز في المونديال الأفريقي ليس لكم السباب والشتائم التي يقال أن أنيلكا وجهها لمدربه ولكن بسبب التداعيات التي أعقبت طرد مهاجم تشيلسي الإنجليزي قبل إكمال المنتخب لمبارياته في الدور الأول . وهي تداعيات ينسب لها خسارة المنتخب في مباراته الثالثة أمام منتخب جنوب أفريقيا، كما ينسب لها التمرد الجماعي للاعبي المنتخب الفرنسي ورفضهم التدريبات عقب طرد أنيلكا، ومع أن أنيلكا قام عقب كأس العالم بمقاضاة صحيفة ليكيب التي نقلت تفاصيل مشكلته مع دومنيك إلاّ أن العبارات المنسوبة لأنيلكا في حق مدربه كانت كافية ليرحل أنيلكا ويلحقه المنتخب الفرنسي وصيف بطولة 2006 من الدور الأول للبطولة. بنزيمة يسبق أنيلكا وإن كانت مشكلة أنيلكا مع دومنيك هي الأبرز فإنّها لم تكن الوحيدة حيث تعرّض دومنيك لهجوم عنيف من لاعب ريال مدريد كريم بنزيمة الذي لم يقم المدرب باستدعائه للدفاع عن ألوان المنتخب الفرنسي في مونديال جنوب أفريقيا، وانتقد بنزيمة تجاوزه في الاختيار، وقال ان هنالك مشاكل بينه وبين المدرب مضيفاً: (المدرب يفعل أشياء غريبة ولا يمنحني الفرصة لفعل شىء أنا شاب وأحتاج للفرصة وأشعر بخيبة أمل من عدم وجودي). وفتحت تصريحات بنزيمة الباب أمام الحديث عن نظرة المدرب للاعبين ذوي الأصول غير الفرنسية وخاصة ذوي الأصول العربية منهم حيث شملت قائمة الإبعاد سمير نصري وبن عرفة إلى جانب بن زيمة وسرعان وهو وضع خاطئ ماقام خليفة دومنيك المدرب بلان بتصحيحه وهو يستدعي الثلاثي لأول ظهور دولي للديوك عقب المونديال. تتعدد الأسباب والنتيجة واحدة تبادل الاتهامات وتوجيه الانتقادات في كرة القدم في الغالب الأعم يأتي بعد الخسارة، حيث يجتهد اللاعبون والمدربون في تبرئة أنفسهم ويسعون ما أمكنهم ذلك التنصل من تبعات الخسارة عملاً بمقولة (الهزيمة يتيمة). وقد تكون من بين الدوافع على نحو ماظهر من خلال التقرير مشاكل شخصية تحدث بين المدرب واللاعب أو بين الإدارة واللاعبين تدفعهم للخروج عن النص وتقمص شخصية الناقد وفي بعض الأحيان تخطي هذه المرحلة والوصول إلى الهجوم اللاذع الذي يحدث شروخاً قد تصعب معالجتها على نحو ماحدث للمنتخب الفرنسي وعلى نهج ماسارت عليه الأمور بين الحضري ومانويل جوزيه.