صباح محمد الحسن طيف أول: رؤية تعود لترتطم بالخرائط العمياء من أول مرارة خطأ وصولاً إلى أقصى تلك الغرابة !! وأكثر مايؤكد حالة الهوان التي تخيم على القيادة الإخوانية والعسكرية، هي محاولاتها لإعادة أفكارها المدمرة لإنتاج خطر جديد!!. وبالرغم من أنها كانت تزرع بذرة الضياع الذي جعل البلاد تقع تحت وطأة الحرب والدمار بسبب تعدد الجيوش وصناعة المليشيات لكنها تصر على إمتداد الخطأ الكارثي نفسه، واستمراره ليحيط بالوطن ويؤكد أن العقلية الكيزانية لاتفكر في الخروج من بئر المأزق ولكنها تسعى لجر كل الذين يراقبون سقوطها حتى يكونوا معها!!. وميلاد ميليشيا جديدة بالشمال يؤكد أن سير السلطة الإنقلابية إلى الوراء أصبح لا يحتاج إلى الحروف، لأن هذه الصناعة تتعارض مع معادلة خطة حكومة "ألم" الجديدة التي تتحدث عن الرفاهيات بينما يخاطب البرهان المؤتمرات الخارجية الخاصة بالتنمية!! وميلادها يعني الإعداد والإستعداد لمواجهة قادم يحتاج إلى السلاح والرجال، مما يؤكد أن كذبة الحكومة التي تتحدث عن نهاية الحرب تبددها هذه الخطوة المعنية بتغذية ميدان الصراع بقوات جديدة !! والسماح لرئيس كيان الشمال محمد سرالختم الجكومي رئيس مسار الشمال في اتفاق جوبا لا يبدأ بموافقة الرئيس الإريتيري أسياس أفورقي له بتدريب 50 ألف مقاتل من أبناء الإقليم الشمالي بولايتي الشمالية ونهر النيل، "تدريباً عسكرياً متقدماً". ولكنه بدأ بالسماح والموافقة من الفريق البرهان والسلطة الإنقلابية والكيزانية فالخلافات التي نشبت بين الحركات المسلحة وسلطة بورتسودان، والتي انتهت بموافقة البرهان على الإبقاء على إتفاقية جوبا وأعادت المنصاب إلى جبريل ومناوي لتلافي انعكاسات ذلك على الميدان العسكري، الذي لا يحتمل مغادرة الحركات في الوقت الراهن، وبالرغم من أن الحركات إستخدمت " لي الذراع" إلا أنها لم تربح ويجب أن لا تطمئن!! لأن الإعتماد على نص اتفاقية جوبا هو سند على جدار ضعيف، فالبرهان يستطيع ان يمزق ورقة الإتفاقية متى ما يريد مثلما تعامل مع الوثيقة الدستورية، ولكنه يرى أن هذا ليس الوقت المناسب، فقوى الحرية والتغيير لم تكن لها قوات عسكرية لهذا إعتدى عليها البرهان ونزع حكومتها بالسلاح ولكن، أمسكت الحركات المسلحة سلاحها واشهرته في وجه السلطة للحفاظ على مناصبها واستجابت السلطة لتنفيذ اوامرها لأنها في موقف لايسمح لها "بملاوتها" حالياً. ولكن هذا التنازل لن يمضي على الحكومة دون أن تفكر ملياً في الرد على الحركات من زاوية أخرى وذلك بالتفكير في إضعاف قواتها للحد الذي يُمكّن السلطة من نزع وزاراتها بلا مقاومة. لهذا ستبدأ بإبعاد الكتائب الإسلامية البراء ودرع السودان من واجهة القتال ومقدمة الصفوف و"إدخار القوات" هو نهج ليس بجديد تحدث عنه علي عثمان من قبل فبعد سحب الكتائب تجد الحركات نفسها في مربع الميدان وحدها الأمر الذي يضعف قواتها وينهكها، او يجعلها تضطر للانسحاب. وفي هذا الوقت تعيد السلطة الإخوانية العسكرية ترتيب صفوف جماعاتها المقاتلة، وتكوين وانشاء جماعات جديدة لذلك فإن الضوء الأخضر الذي حصل عليه الجاكومي والذي أقر بالترتيب لتدريب مجموعات كبيرة من أبناء الإقليم لحماية الشمال من أي مهددات، قال إن التدريب سيتم على دفعات متعددة. ولا شك أنه مستفيد من تعبيد أسهل الطرق التي توصله إلى السلطة، فربما يرى أنه الخاسر في اتفاقية أهملت كل المسارات ولا أحد استفاد منها سوى قيادة الحركات المسلحة وكأنها اتفاقية ثنائية بين الجيش والحركات. ولكن هذا لم يأت لطمع الجاكومي في السلطة وحسب ولكن بموافقة الحكومة التي تبحث لها عن جناح عسكري يعيد لها قوة القرار الذي سلبته الحركات بالإتفاقية لذلك هي "حيلة سلاح" لإستعادة القرار والقوة والهيمنة على الميدان، فالشمال الذي قدم فلذات أكباده من المستنفرين لحماية الجيش لماذا يعجز الجيش عن حمايته ويترك مهمة أمنه وسلامته للجاكومي!! ولماذا لا تفتح القوات المسلحة أبواب التدريب لإستيعاب 50 ألف تدربهم المؤسسة العسكرية لحماية الشمال وكل ولايات السودان، لكي يكون أمر هذه القوات وقرارها بيد قائد الجيش وليس الجاكومي!! فهوان السلطة الإنقلابية يجسده عقم الفكرة في صناعة ميليشيا، فمثلما نزعت الحركات المسلحة "حقها" في السلطة بقوة السلاح، فالجاكومي ربما يتحول إلى قائد تعلو كلمته على الدولة.!! طيف أخير: البرهان من إشبيلية: عينا رئيس وزراء مدنياً كخطوة نحو استكمال الإنتقال الديمقراطي. والتعيين وحده لا يكفي المصداقية هي المفتاح والسلطة الإنقلابية تعلم أنها كاذبة في هذه الخطوة. الجريدة