يلتقي منتخب السودان مع نظيره الجزائري يوم غدٍ السبت، في واحدة من أبرز مواجهات ربع نهائي بطولة أمم أفريقيا للمحليين "شان 2025′′، في ثالث لقاء رسمي يجمع بين المنتخبين في تاريخ البطولة. ويدخل السودان المباراة وهو متصدر المجموعة الرابعة بعد تعادله الأخير مع السنغال، مستفيداً من صلابة دفاعه الذي استقبل هدفاً وحيداً فقط طوال الدور الأول.. ويعود آخر لقاء بين المنتخبين إلى نسخة 2011، حين تعادلا سلباً في دور المجموعات، قبل أن يحسم "صقور الجديان" مواجهة المركز الثالث بهدف دون رد. المنتخب السوداني لم يعرف الخسارة في مباريات ربع النهائي من قبل، إذ سبق أن تجاوز النيجر بركلات الترجيح عام 2011 وزامبيا بهدف نظيف في نسخة 2018. ويمثل الفوز السبت فرصة للسودان للتأهل إلى نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخه بعد 2011 و2018. ورغم أن نتائجه الأخيرة لم تكن مثالية بتحقيقه فوزاً وحيداً في آخر ست مباريات، فإن الأرقام تظهر كفاءته الدفاعية وفعاليته أمام المرمى؛ فقد سجل خمسة أهداف من أصل ثمانية تسديدات فقط على المرمى، وهو أفضل حصاد هجومي له في نسخة واحدة من البطولة. محاربو الصحراء على الجانب الآخر، يدخل المنتخب الجزائري المواجهة بسجل قوي في مباريات خروج المغلوب، إذ لم يعرف الخسارة في ربع النهائي من قبل، بعدما أطاح بجنوب إفريقيا عام 2011 وكوت ديفوار عام 2022. كما لم يخسر أي مباراة إقصائية في الوقت الأصلي، حيث جاءت جميع هزائمه عبر ركلات الترجيح. محاربو الصحراء، الذين لم يعرفوا طعم الهزيمة منذ سقوطهم أمام السودان قبل 14 عاماً في مباراة تحديد المركز الثالث، يمتلكون سجلاً دفاعياً صلباً، إذ حافظوا على نظافة شباكهم في ثماني من آخر عشر مباريات، واستقبلوا هدفين فقط في ست مباريات إقصائية خاضوها عبر تاريخ البطولة. ورغم تعادلاته الثلاثة الأخيرة، يظل المنتخب الجزائري رقماً صعباً في البطولة، خصوصاً مع امتلاكه خطاً هجومياً فعالاً قاده لتسجيل خمسة أهداف في دور المجموعات – وهو أفضل سجل له في هذه المرحلة عبر جميع مشاركاته. ويبرز عبد الرحمن مزيان كأحد أبرز مفاتيح اللعب بعد صناعته ثماني فرص تهديفية. صراع تكتيكي مفتوح الأرقام تعكس مواجهة متوازنة؛ فالسودان لم يخسر أمام فرق شمال إفريقيا في تاريخ البطولة، بينما يتمتع الجزائريون بأفضلية واضحة أمام منتخبات شرق إفريقيا. دفاعياً، يتفوق لاعبو الجزائر في الالتحامات بنسبة نجاح بلغت 70%، مقابل 52% للسودان، ما ينبئ بصراع بدني وتكتيكي شرس على بطاقة نصف النهائي. سيكون ملعب زنجبار مسرحاً لتجديد الصراع بين المنتخبين، في مباراة تحمل ذكريات نسخة 2011، عندما كانت الغلبة للسودان. وبين رغبة "صقور الجديان" في تكرار الإنجاز، وطموح "محاربي الصحراء" لمواصلة سجلهم المميز في الأدوار الإقصائية، تبقى التوقعات مفتوحة أمام مواجهة قد تُحسم بالتفاصيل الصغيرة، وربما بركلات الترجيح.