صفاء الفحل يمضي الوقت و(البرهان) ما يزال متخوفاً في كيفية إيصال القناعة التي توصل إليها للقابضين على عنقه من متطرفي (الحركة الإسلامية) وفلول النظام السابق والأرزقية من خلفهم الذين يتسلقون ب(الاسلام) كواجهة للوصول إلى غايتهم بالعودة إلى السلطة رغم أن كافة الأمور قد أصبحت واضحة بأن الاستمرار في (الوضع الحالي) من حرب وقتل وجوع ومرض وتشريد صار أمراً مستحيلاً لن يقبله عقل أو منطق وأن الجلوس والحوار لإنهاء هذا الوضع أصبح ليس من باب الرجاء أو التراجع أو الخذلان بل ضرورة يمليها ضمير كل إنسان حقيقي يؤمن بحق الجميع في حياة كريمة آمنة. فقائد الحركة الإنقلابية وللقناعة التي وصلت إليها تلك المجموعة التي أشعلت وقامت بتمويل هذه الحرب بانه يسلك خط التراجع لذلك فانها تواصل الصرف الآن للهجوم عليه في محاولة لإثناءه وقطع الطريق أمام تراجعه ليعيش في دواخله حالة (إنفصام) بين ما اقترفه في حق الشعب والوطن وبين الإستمرار في ذات الخطأ وهو الطريق الذي يحاولون به اقناعه بأن إيقاف الحرب والجلوس للحوار لا يعني النهاية لهم وحدهم بل نهاية لأحلام والده بينما يعملون من خلال إعلامهم للتأكيد بأن هذه الحرب لن تتوقف أبداً ويدفعون أرزقيتهم لتمويلها بدلاً عن إغاثة المحتاجين الذين أنهكهم الجوع والمرض. مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس حدد خلال حوار له فترة ثلاثة أشهر لإعادة الإستقرار للبلاد تدريجياً من خلال تواصل (لا ينقطع) مع قائد الجيش البرهان وقائد الدعم السريع حميدتي قطع فيها الطرفان العهد بإنهاء القتال وإيقاف الحرب رغم مواصلة الدعم حصار الفاشر وإستمرار إعلام النفخ على كير الحرب والتحشيد (للفتك والمتك) وكان من المفترض أن تكون السيطرة على تلك الغرف الإعلامية الممولة من الطرفين هو أول خطوات (التهدئة) ورسم خارطة لتحويل تلك الغرف إلى (داعية للسلام) بدلاً عن إستخدامها كأداة لإستمرارها. الحراك مستمر ومحاولات الفلول لن تتوقف لعلمهم بأن النهاية أصبحت قريبة وآخر الأوراق هي اللجوء لروسيا التي فتح الوفد الوزاري الذي زارها أبواب البلاد لتأخذ ما تريد ووقع على إتفاقيات (سرية) سيسافر البرهان منتصف أكتوبر ل(يبصم) عليها وهو ما فعله بشار الأسد في آخر أيامه قبل أن يسرق آخر ما تبقي من أموال سوريا ويهرب إلى هناك ويبدو أن البرهان يمهد لذلك وهو يدري أن النهاية ان لم تكن بيد المجتمع الدولي فهي قادمة بأيدي شباب الوطن فالأوضاع ما صارت تتحمل وقريباً سيكون الخيار إما الموت (الأكرم) بأيدي زبانية السلطان أو الموت تحت ضربات الجوع والمرض فالتغيير صار قراراً لا رجعة فيه لكل أبناء الوطن وأبناء الوطن بكل تاكيد سيختارون شرف الموت من أجل الإنعتاق كما فعلوا في ثورة ديسمبر الخالدة .. والثورة أبداً لن تتوقف .. والمحاسبة والقصاص لكل من أجرم في حق الوطن ستظل راية مرفوعة .. والمجد والخلود لشهدائنا .. الجريدة