حسن فاروق الملك فيصل العجب من أميز اللاعبين اللي مروا على تاريخ الكرة السودانية من المواهب النادرة التي عرفتها كرتنا، يجيد اللعب بالقدمين والرأس، هداف بل من أخطر الهدافين رغم أنه لم يكن المهاجم الصريح، ومع ذلك كان العلامة الفارقة مع ناديه المريخ الذي كتب معه المجد والتاريخ. وتحكي مبارياته مع المنتخب عن عبقرية لاعب عرفته ملاعب القارة ومنتخباتها كبيرها وصغيرها، فقد كان ضيفا ثقيلاً على شباكها باروع الأهداف. ولعب الدور الأبرز في عودة المنتخب إلى نهائيات أمم أفريقيا بعد غياب طال لأكثر من 30 عاما. فيصل العجب شخصية هادئة بعيد عن الضوضاء حديثه في الملعب، مقل في حواراته الصحفية والأعلامية، يعتبر من المواهب القليلة في تاريخنا الرياضي التي تجذب الجمهور للمدرجات، وتنتزع منهم الآهات، ومع كل (مروحة) مراوغته الشهيرة تميل المدرجات حتى تظن أن حشودها تسقط من طولها، ومع كل هدف تهتز المدرجات فرحاً وطرباً، فهو زارع الفرح في نفوس جمهور النادي العريض، ومحل احترام وإعجاب الخصوم خاصة الند التقليدي الهلال. العجب إنسان بكل ماتحمل الكلمة من معنى لم تحمل سيرته الرياضية سوى المواقف النبيلة تجاه زملاءه وأصدقاءه في الملعب وخارجه، متواضع متاح للجمهور أينما حل، وفي كل مكان زاره او تواجد فيه، تسبقه ابتسامة تغطي ملامح وجهه. قائد بفلسفته عرفته عن قرب في بعض المواقف وعكس شخصية قوية تمنحه احترام اللاعبين بدون صراعات وتصنيفات هذا معي وذاك ضدي، وعرفت قيادته للمريخ هدوء داخل غرفة الملابس فرضها بشخصيته الطيبة في الظاهر والصارمة دون صخب. من القلائل الذين منحوا اللاعب حقه الأصيل في أنه أساس اللعبة وجعل منه مركز الحدث والأضواء التي يسرقها الإداري في نزاعه التاريخي من أصل اللعبة وأساسها ( اللاعب). العجب كان لاعباً استثنائيا ويستحق ختام أفضل من الذي إنتهت عليه مسيرته ولكنها تبقى تعقيدات كرتنا وأمراضها المزمنة. توقف العجب عن اللعب ولكن لم تتوقف سيرته ولن يقف التاريخ من الكتابة عنه بأحرف من نور.