مع إطلالة عيد الاضحي المبارك من كل يبرز (الشربوت) كمكون رئيس للمائدة السودانية على اعتبار أنه مهم في عمليات الهضم كما يزعم البعض، والشربوت هو عصير سوداني خالص يستخدم غالباً في كافة المناسبات السعيدة التي يكون الأكل الدسم حاضراً فيها، وقد اشتهر به قدماء النوبة في شمال السودان، وأصبح بمرور الزمن جزءاً من ثقافتهم، ومن ثم انتشر في أنحاء الوطن، وصار مشروباً يجمع عليه أهل السودان فقراء وأغنياء شيبًا وشباباً. وقد حاولنا من خلال هذه الجولة أن نقف على أنواعه والأثر الطبي له والتحليل والتحريم لدخول التخمير كمكون رئيس له … فكانت هذه الجولة أنواع متعددة تقول الحاجة آسيا بت المك الخبيرة في عمل (الشربوت) كما يجمع جميع الأهل على ذلك . قبل العيد بأيام يصنع الشربوت من البلح تضاف إليه بعض البهارات مثل العرق الأحمر، والزنجبيل والحلبة، ومن ثم يترك لفترة قصيرة لا تتعدى اليوم الواحد يخرج بعدها بمذاق رائع، كما أن البهارات الموجودة فيه مفيدة لبعض أمراض الأمعاء، ويساعد في عملية الهضم بامتصاصه الدهون داخل الجسم، وتفننت الأجيال الحديثة في طريقة صناعته، باستخدام مواد غذائية جديدة مثل العنب والتفاح والجوافة والكركدي كما ان بعض الفقراء يستخدمون بقايا العيش (القرقوش) في صناعته لتقليل التكاليف. جلسات أسرية يرتفع شأن الشربوت عادة خلال أيام عيد الأضحى المبارك في جلسات الأنس الأسرية ويتم تجهيزه قبل أيام العيد بالاتفاق بين الأسرة الكبيرة، حيث غالباً ما يوجد متخصصون بينهم لتحضيره. والأصل في القضية تسهيل الهضم كما يزعم الجميع، حيث تجمع الأاسرة على تناوله كباراً وصغارًا نساء ورجالاً دون تحفظ. حرام أم حلال اجمع عدد كبير من أهل الدين على أن (كل مسكر حرام) لذلك فطريقة عمل الشربوت لابد أن تتخذ من ذلك الحديث أرضية لتقف عليها، هكذا بدأ الشيخ مصطفى الأمين حديثه ليواصل .. على أن تحرص كل أسرة تعشق ذلك المشروب على الابتعاد عن أية شبهة قد تقود للحرام. ويواصل أن فترة التخمير والمكونات تدخل في هذا الأمر على أن لا يكون التخمير لفترة طويلة كما تدخل النية أيضًا عاملاً في هذا الأمر، فالبعض يصنعه لتخفيف آثار الدهون على البطن والارتخاء والبعض الآخر ربما يصنعه ليشعر بنشوة السكر وهنا تدخل الحرمة. وللطب رأي أيضاً يقول دكتور محمد التجاني، إن الناس يشربون الشربوت ليساعد في عملية هضم اللحمة ويسميه البعض «الكاتول» أي الذي يقتل اللحمة فلا تثير أي اضطرابات في المعدة، ولكن للأسف الشديد فقد تراجع استعماله رغم فائدته للمعدة، أن الناس لجأت للمشروبات الغازية رغم أضرارها الصحية خاصة تلك التي في الأوعية البلاستيكية ذات الحجم العائلي فما أن تدخل منزلاً إلا وتفتح الثلاجة وتجد كمية من الشروبات الغازية، ولكن الكاتول يجعل عيدنا مُعولماً وصحياً فلندع الشربوت جانباً ونقول «الشربوت في السماء» ولننظر للقضية من زاوية أخرى، فقبل عدة سنوات كانت فرندات متاجر الخرطوم تعج بالحلل الكبيرة وهذه مفردها حلة حيث المشروبات المحلية من كركدي وعرديب وقنقليز وكان الليمون سيد الموقف، هذا بالإضافة لعصائر الفواكه من مانجو وجوافة وقريب فروت وبرتقال كل هذه الأشياء اختفت الآن أو كادت لتحل محلها المشروبات الغازية التي تأتي كل مركزاتها ومنعشاتها من الخارج، وفي ذلك تحطيم كبير لمنتجاتنا المحلية لتحل محلها المستوردات وليت وزارة المالية تمدنا بمعلومة توضح لنا كم يدفع السودان من ملايين الدولارات مقابل مركزات المياه الغازية .. عمومًا أنصح الجميع باستخدام الشربوت وبلا تخوف فالمواد المستعملة فيه طبيعية ويستفيد منها الجسم.