يتميز المجتمع السوداني بعدد من العادات والتقاليد التي تصاحب مناسباته المختلفة، وله طرق معينة للاحتفال والترتيب لها تختلف من مناسبة لأخرى، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك يدخل مشروب «الشربوت» من ضمن أولويات العيد المصاحبة للأضحية، ويرجع تاريخ هذا المشروب لزمن بعيد تناقلته الأجيال حتى الآن بصورة ثابتة لهضم اللحوم. ويصنع من ثمار البلح و تُضاف عليها بعض البهارات مثل العرق الأحمر والجنزبيل والحلبة، ومن ثم يترك لفترة قصيرة لا تتعدى اليوم الواحد يخرج بعدها بمذاق رائع.. كما أن البهارات الموجودة فيه مفيدة لبعض أمراض الأمعاء، ويساعد في عملية الهضم بامتصاصه للدهون داخل الجسم. وتفننت الأجيال الحديثة في طريقة صناعته، باستخدام مواد غذائية جديدة مثل العنب والتفاح والجوافة وغيرها.. «آخر لحظة» تجولت وسط عدد من ربات المنازل لمعرفة أهمية الشربوت في عيد الأضحى وطريقة صناعته، فكانت هذه الحصيلة:- ü في البداية أكدت الحاجة زوبة على أنها تقوم بصناعة الشربوت منذ فترة بعيدة، لأنه أهم ما في عيد الأضحى وهو مكمل أساسي لخروف العيد، وأصنعه من البلح الذي أغسله جيداً ثم أضعه في إناء كبير وأخمره بالماء، وبعد ذلك أضيف إليه البهارات الخاصة به وأتركه لفترة لا تتجاوز اليوم الواحد حتى تمتزج ثمار البلح مع البهارات، وبعد ذلك يصبح المشروب جاهز للتقديم، كما أنني أقوم بتبادل الشربوت مع الجيران، وأضافت الحاجة زوبة بأن هنالك أسراً تصنعه بطريقة مختلفة، حيث تتركه يتخمر لمدة يومين أو أكثر ليصبح مخمراً لدرجة بعيدة، ويدخل ضمن الخمور وهذا حرام. ü ومن جانبها أشارت الحاجة بخيتة إلى أنها تجيد صناعة الشربوت بصورة مدهشة، حتى أنها أصبحت تمتهن بيعه للزبائن خلال أيام عيد الأضحى، وأيضاً في سوق الناقة بأم درمان على طول العام وأصبح لها زبائن كثر، وقالت أنا لا اكتفي بصناعته من البلح فقط، بل استخدم معه التفاح البلدي الذي استجلبه من جبل مرة وله زبائنه الذين يحرصون عليه، ولكن الشيء المهم في كل ذلك هو أنني لا أخمره بصورة مسكرة، لأن ذلك يدخل في الحرام لأنني اعتمد على هذه المهنة في تربية أبنائي.