في وقت سابق من العام الماضي أوصي الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بضرورة تمديد مهمة قوة حفظ السلام الأممية في مالي مع تأكيده علي أهمية عدم إدخال تقليص لقواتها الحالية وقد صوت مجلس الأمن علي تمديد ولاية هذه القوات حتي منتصف العام الجاري، وتضم البعثة أكثر من 13 ألفا من الأفراد العسكريين والشرطيين، إضافة إلي خمسة آلاف من القوات الفرنسية التي مهمتها مقاتلة الجماعات الإسلامية المتطرفة وهي تدار من القاعدة الفرنسية في تشاد وكذلك أكثر من خمسة آلاف مقاتل من دول الساحل الافريقي التي تضم تشاد، بوركينا فاسو، النيجر، مالي وموريتانيا، وتعمل لمحاربة بوكو حرام الإرهابية والجريمة المنظمة وكانت هذه الدول مجتمعة وجهت نداءً إلي مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لتعزيز صلاحيات البعثة المتكاملة في مالي )United Nations Multidimensional integrated Stabilization Mission in Mali) لدورها الكبير وأهميتها وتشهد مالي منذ 2012 تمرداً متعدد الأشكال، وتواجه عنفاً أهلياً ادي إلي مقتل الآلاف من الأشخاص ونزوح عشرات الآلاف، وكانت أعمال العنف بدأت في شمال مالي وامتدت إلي الوسط وكانت منطقة ازواد قد أعلنت استقلالها عن مالي وسقطت المدن الكبري غاو وتمبكتو وكيدال في ايدي الجماعات الإسلامية وحركات الطوارق والحركة العربية الازوادية. ويقول قادة الجماعات المسلحة في شمال مالي إنهم يُعانون من التهميش الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وعدم التمثيل في السلطة المركزية وانعدام التنمية والتعليم والخدمات الصحية ووقعت هذه الحركات المسلحة اتفاق الجزائر والآن التزم الانقلابيون بالاتفاق، غير أن بعض الأصوات النشاز في أوروبا خرجت تطالب بإلغاء الاتفاق وتعادل وازواد 66% من مساحة مالي وتبذل الجزائر مساع كبيرة لإحياء اتفاق المصالحة في مالي، حيث زارها وزير خارجية الجزائر صبري بوقادوم، والاتفاقة لم يحرز أي تقدم منذ ست سنوات. وقال المنسق العام لحركة ازواد في مالي محمد مولود رمضان إن ترؤس الجزائر لاجتماع كيدال محفز علي استكمال تنفيذ ما تبقي من بنود، خصوصاً فيما يتعلق بتوحيظ الجيش وتنمية المناطق الحدودية شمال مالي، ويكاد يتطابق الصراع في مالي مع قضية السودان في دارفور ذات المطالب والخطاب وتجد مطالب سكان شمال مالي المشروعة الدعم والتعاطف من دول الجوار والعالم الخارجي، وكان الأمين العام لمجلس الأمن الدولي في تقريره السابق دعا الي تعجيل تنفيذ اتفاق السلام الموقع في 2015 والتحقيق من مزاعم حقوق الإنسان والحالات الإنسانية وتتعرض قوات حفظ السلام في مالي من وقت لآخر لهجمات متفرقة وقتل حوالي 250 عنصرا في صفوف القوات الأممية حتي الآن، والواضح أن لا استقرار في مالي إلا بتنفيذ اتفاق الجزائر. ويقول محمد صالح النظيف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البعثة الاممية في مالي للعربية إن مهمة البعثة الأممية مساعدة مالي في حفظ الأمن وتكوين جيش وإقامة الانتخابات والمساعدة في تنفيذ اتفاق الجزائر، واحسنت الأممالمتحدة الاختيار بتكليفها لمحمد صالح النظيف برئاسة بعثتها في مالي فالرجل خبير في قضايا افريقيا ويُحظي باحترام كبير من أطراف الصراع في مالي والقوات الفرنسية وقادة دول الساحل الأفريقي ومجلس الأمن الدولي، حيث كان ممثلاً لبلاده في الاتحاد الأفريقي، وكان وزيراً لخارجية تشاد فهو يختلف تماماً عن مبعوث السودان القادم من وراء البحار، والنظيف أكثر دراية بمشاكل أفريقيا وخاصة دول الساحل ويعلم مدي أهمية اتفاقية الجزائر في مشاكل مالي ويقدر أهمية مشاركة دول الجوار في الحل وهو الأجدر لتنفيذ مهمة البعثة السياسية والتصالحية.