تهتز به الحافلة على الطريق الصحراوي السريع . على وجهه صرامة محارب قديم خرج لحسم حرب مؤجلة . ربما تكون هذه آخر معاركه مع الحياة لذا سيخوضها بقلب قوي . هكذا حدث نفسه . لا يمكنه ترك الأمور معلقة إلى ما لا نهاية على كتف الزمن. الزمن يمضي بسرعة وهو لم (...)
ببساطة لقد ضبطته يخونني; لم أكن أحب التطرق للأمر; بسبب أنني أجلس هنا في جو تحفه السكينة والوقار من كل جانب; كنت أخشى لو أطلقت لنفسي العنان; ربما أتلفظ بكلمات قد تخدش الحياء; وتكون سببا في ابعادي من هذا المكان; لذا جثوت في مكاني ورحت أرقب الأطياف (...)
( ضم أصابعك يا أستاذ; لو سمحت). طلبت منه الممرضة بلطف وهي تلف ساعده بشريط مطاطي ضاغط; استجاب لطلبها بآلية; نكشت طبقات جلده بالابرة عدة مرات حتى وجدت وريدا طريا. رويدا رويدا نضحت قطرات روحه ممزوجة بالسائل الثقيل اللزج. تابعها ببصره حتى انسرب المزيج (...)
قصة قصيرة
تراتيل نيمة على محراب العشق
بعد أن اختطفتني عنقاء الغربة وحملني جناحاها الأسطوريان وحلقا بي في سموات بعيدة. شرقية وغربية. لعقت شفتيها وقد امتصت رحيق عمري ومن ثم فتحت نافذة زمن الضياع ورمتني منتوف الأعضاء مثلما تسقط الحديا ريش العصفور (...)
قصة قصيرة
ظلام دامس يغمر أرضية الغرفة الضيقة. ويتكسّر كما الموج على سطح الجدران. وأنا بداخل الغرفة كغريق أتمسك لا بقشة. أتشبث بتلابيب الحياة. بنقاط النور المنهمرة من أخرام السقف. في خضم هذا الظلام سبحت بصعوبة بالغة على أرضية الغرفة الغارقة في أوحال (...)
طاحونة اللبيب.
...................
قصة قصيرة
................
في القرية المنسية منذ زمن سحيق داخل جيب من جيوب جبة التاريخ القديم. تقبع طاحونة اللبيب في ركن قصي على حواف الذكرى الداخلية لأهل القرية كعلامة الصانع التجارية. مثل رسم باهت بقطعة قماش (...)
دخان الغليون.
...................
قصة قصيرة
حين كانت كافتريا هافانا بالخرطوم تقدم عصير جوز الهند بنفس طعم رقصة السالسا في شوارع هافانا. ويقدم مطعم بابا كوستا النبيذ اليوناني الفاخر بنفس نكهته المعتقة في حانات أثينا. وتعزف فرقة جاز الديم معزوفة (جيني (...)
برزت في السنوات الأخيرة المسابقات والجوائز المصاحبة لها. والتي تقام في كل عام هنا وهناك احتفاءا بالأدب عموما وبجنس الرواية على وجه الخصوص.
مما لا شك فيه أن هذه المسابقات والجوائز التي تصحابها خلقت حراكا ثقافيا. وأدت الى تسليط الضوء على هذا الجنس من (...)
رغوة الابتسامة البيضاء.
قصة قصيرة
كان الوقت هزيع ليل والظلام قد أنهى للتو لف القرية بثوبه الأسود. وكان السكون الواقف على أهبة يصب مزيدا من العتمة كلما تناهي الى مسامعه شخيب الطلمبات وهي تشفط مياه النيل بتواطو تام مع القمر الذي غاب عن الحضور متحججا (...)
في عالم البرزخ الروحاني جلست روح الشاب مع مجموعة من الأرواح التي فارقت أجسادها في لحظة انفصال العقل عن الجسد جراء نزاع قوي ونقاش مثير و معاناة طويلة مع داء الغرام الروحي انتهى بصعود الأرواح الى السماء وهبوط الجسد الى الأرض. بدأت كل روح تحكي عن (...)
تمددت على ظهري بالشط محدقا في السماء. وماخوذا بالسكون القادم من ضوء القمر و النجوم دون أن أفكر بأي شيء. كنت وحيدا بين النيل والليل. وكان القمر يسبح في الفضاء بلا هدف. فراحت عيناي المأخوذتين تراقبانه. يشدهما اليه بخيط رفيع من النور. أذناي ترهفان (...)