ما إنْ فتح صعود الرّأسماليّة، في أوروبا القرن الثّامن عشر، وتوسُّعها المتنامي ثغرة في جدار مبدأ السّيادة الوطنيّة حتّى كانتِ البشريّة جميعُها على موعدٍ مع فصْلٍ تاريخيّ جديد من فصول اجتياحات الحدود ونقْضِ السّيادات دشّنتْه (الفصل) واقعتان: بداية (...)
حين كان يتقدم الجيش السوري حثيثاً، إلى منطقة سجن حلب، مروراً بمنطقتي الشيخ نجار والمدينة الصناعية، ويحكم السيطرة على السجن، وعلى البوابة الشرقية الشمالية لريف حلب، دافعاً بمقاتلي "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" إلى الجلاء بعيداً إلى الشمال الشرقي، (...)
هل كان احترام النظام الرأسمالي والليبرالية الوحشية من الشروط التي التزمت تنفيذها النخب الإسلامية في اتفاقاتها غير المعلنة مع الإدارة الأمريكية؟
راجت، منذ سنوات عدة، معلومات عن اتصالات تجري، بواسطة “رعاة عرب وإقليميين، بين الإدارة الأمريكية وجماعة (...)
تشتكي دول عربية عدة من تدخل الأجانب في شؤونها الداخلية، على مثال شكوى دول الخليج العربي من تدخلات إيران في شؤونها، وعلى مثال شكوى سوريا من تدخل تركيا في شؤونها . والشكوى مشروعة ومبررة، مشروعة لأن الدولة - أية دولة - ذات سيادة لا تقبل الانتهاك، حتى (...)
ليست “الفوضى الخلاّقة«، في السياسات الأمريكية الكولونيالية الجديدة، سوى الاسم الحركي لهندسة الفتن والحروب الأهلية قصد إعادة تقسيم المقسم في الوطن العربي . أما الهدف من ذلك كله فتمكين الدولة الاستيطانية الصهيونية من البقاء وحدها الدولة القوية (...)
في صورة العلاقة بين الإدارة الأمريكية والحركات السياسية الإسلامية، اليوم، متغير جديد لا سبيل إلى الاعراض عن رؤيته بكل اليقظة الفكرية المطلوبة، لاتّصاله بالهندسة السياسية التي تعد، بإحكام، لمستقبل الوطن العربي، ونوع النظام السياسي الذي ينبغي أن يقوم (...)
تلوح في أفق المنازعات الدولية، اليوم، ملامحُ استقطاب سياسي جديد يعيد توزيع علاقات القوة، بين قطبين كبيرين، بعد ردحٍ من الزمن، امتدّ إلى عقدين، سادت فيه حقبةٌ ظَلْمَاءُ من الأحادية القطبية (الأمريكية، الغربية) أعقبت نهاية الحرب الباردة، وانفراط (...)
اتسعت رقعة المعارك الدموية في سوريا لتصل إلى أحياء داخل دمشق، بعد أن غمرت فصولها الرهيبة مدناً أخرى مثل حمص وحماة ودرعا والبوكمال وإدلب وسواها.
وصول المعارك إلى دمشق منعطف كبير وخطير في الحرب، ونتائجه النفسية قد تكون أبعد أثراً من نتائجه العسكرية، (...)
ليس من ديمقراطية، في التاريخ تجزّئ الأوطان، وتفتت وحدة الشعب والكيان، وتقود المجتمعات إلى الفتن والحروب الأهلية . كل “ديمقراطية" من هذا النوع عليها ألف علامة استفهام . إنها التفتيت ونشر الفوضى وقد تَلَفعا برداء فكرة عظيمة . وكم من فكرة عظيمة في (...)
.ليس من ديمقراطيّ يملك أن يجادل في أن نظم الحكم العربية القائمة أضافت إلى تراثها في تقديس التجزئة ومناهضة الوحدة، وفي الإيغال في التبعيّة للأجنبي في القرار الاقتصادي والسياسي، وفي اللامبالاة الكاملة أمام الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وفي الفشل الذريع (...)
أياً تكن معاناة الدولة الوطنية القائمة مع سيل الاعتراضات الداخلية على شرعيتها، من النوع الايديولوجي السياسي كانت أم من نوع الفعل السياسي المادي، فإن أكثر ما يمتحن شرعية وجودها في الحاضر وفي المستقبل إنما هو ما يأتيها من مصادر تهديد خارجية. وأبلغ هذه (...)
حين يعبّر أحد عن موقف سياسي: قومي، يساري، إسلامي، ليبرالي . . إلخ، يقال على الفور باسم المعرفة والتحليل الموضوعي إنه موقف إيديولوجي . والحق أن الوصف دقيق، لكنه لا يعيب صاحب الموقف ولا يقلل من شأن موقفه كما قد يظن، ذلك أن الإيديولوجيا السياسية شكل من (...)