فاجأ المريخ السوداني أنصاره بنتيجة مذلة ومحبطة في أولى مواجهاته بذهاب الدور التمهيدي من البطولة الإفريقية لكرة القدم، بعد تلقيه خسارة بثلاثة أهداف دون مقابل أمام تاون شيب في المباراة التي جمعت بينهما عصر اليوم السبت. ولم يقدم الأحمر مستوى فني عالٍ في المواجهة رغم تصريحات مديره الفني الكابتن محمد عبد الله مازدا قبل المباراة والتي أكد فيها جاهزية فريقه وطموح لاعبيه في تحقيق نتيجة إيجابية حتى تسهل مهمة الفريق في الإياب بعد أسبوع. ودخل المريخ موقعة ملعب بتسوانا الوطني في ظروف معقدة، فاقداً عدد من أبرز لاعبيه والذين تشبعوا بالخبرة على رأسهم المهاجم بكري المدينة والذي وضح تماماً بأن غيابه شكل علامة فارقة في تدنٍي مستوى المقدمة الهجومية حيث غابت الأهداف منذ مواجهة الأهلي الخرطوم في خواتيم الموسم الماضي وهو ما خلق فراغاً كبيراً يصعب تعويضه. ولم تتوقف معاناة المريخ في غياب مهاجمه الشهير ب(العقرب) وامتدت إلى احتجاب المهاجم الثاني وهداف الفريق خلال الموسم الماضي محمد عبد الرحمن عن الظهور بعد أن تعرض إلى الإصابة خلال نهايات العام الماضي. المريخ السوداني وعاني الغربال من الإصابة قبل موقعة الفريق في نهائي بطولة الدوري الممتاز أمام (الهلال) مما استدعى مغادرته البلاد بعد ذلك إلى العاصمة المصرية القاهرة من أجل الخضوع إلى العلاج من (الشق) الذي أصابه في قدمه. وبين ليلة وضحاها، وجد المريخ نفسه بلا (مهاجم) متخصص وهداف خاصة في ظل الإصابة (القديمة) التي عانى منها السيراليوني فوفانا والذي أوضحت الكشوفات الطبية التي أجريت له إصابته بيد أن المسئولين تمسكوا بضمه على أن يتم إكمال علاجه بعد ذلك لكن اللاعب لم يشارك برغم تواجده مع الفريق ببتسوانا. وشكلت إصابة الظهير الأيمن رمضان عجب صدمة كبيرة للجهاز الفني خاصة وأن الأخير يعد بمثابة (الجوكر) في الفرقة الحمراء ، وظل يشارك مع الفريق باستمرار بجانب رمضان فقد مثلت إصابة أمير كمال، وصلاح نمر (القشة) التي قصمت ظهر المريخ باعتبار أن الثنائي من أهم أعمدة الفريق في خط الدفاع. ولعب غياب الحارس جمال سالم عن التشكيلة الأساسية دوراً في هزيمة المريخ أمام تاون شيب. وشارك سالم في مباراة الاتحاد الليبي الودية بالخرطوم، لكنه فاجأ الجميع بالغياب في تحضيرات الفريق بمعسكر أديس أبابا.وهو ما خلق أكثر من علامة استفهام. جمال سالم في احدى تدريبات المريخ ببتسوانا وقال مصدر بالنادي ل(باج نيوز) بإن الحارس جمال سالم ليس مصاباً وأن هناك اتفاقاً مالياً بينه ومجلس الإدارة الحالي من المفترض أن ينفذ منذ عودته من العاصمة الأوغندية (كمبالا). وأشار إلى أن المجلس (تماطل) في تسليم اللاعب حقوقه وهو ما تسبب في تعلل الأوغندي بالإصابة. ومثل عدم وجود جمال سالم في حراسة المرمى مصدر إزعاج وقلق خاصة في ظل عدم جاهزية الحارس منجد النيل والذي لم يشارك في استحقاقات المنتخب الوطني رغم اختياره ضمن قائمة صقور الجديان. ويعاني المريخ على الصعيد الإداري كذلك، حيث يمر النادي بحالة عدم استقرار بناءً على خلفية قرار المرشح لرئاسة النادي سوداكال إيقاف دعمه المالي وعدم إكمال إجراءات التقاضي ضد قراري المفوضية ولجنة الاستئنافات بخصوص رفض ترشحه رئيساً للنادي. وأثر الغموض الإداري الذي يشهده النادي حالياً على المستوى الفني وتسبب في الكثير من الإشكاليات على رأسها الالتزامات المالية التي يطالب بها عدد من اللاعبين بخلاف التأخر في علاج المصابين، عطفاً عن عدم التعاقد مع مدرب أجنبي كفء يقود الفريق إلى بر الأمان حيث فشلت المفاوضات مع المدرب البرتغالي ألفارو لأسباب مالية بحتة. وسيكون موقف المريخ صعباً خلال جولة الإياب المرتقبة أمام تاون شيب البتسواني حيث يجد الفريق نفسه مطالباً بإحراز (4) أهداف والمحافظة على شباكه نظيفة في ذات الوقت حتى يضمن التأهل إلى الدور الأول من البطولة الإفريقية.