تجددت مرة أخرى أزمة الجازولين في أنحاء واسعة من العاصمة القومية الخرطوم، الأمر الذي جعل الأزمة لا تراوح مكانها وتبدو مجهولة للمواطن السوداني. مصادر مطلعة كشفت ل(باج نيوز) أن مطالبات شركات الترحيل العاملة في نقل المواد البترولية من الميناء إلى العاصمة بزيادة قيمة الترحيل هي السبب الرئيسي في تجدد الأزمة دورياً سيما وأن مطالبتهم لم تجد آذان صاغية من الجهات المسؤولة. الأزمة هذه المرة تبدو في أوجها بسبب التوقف الدوري لمصفاة الجيلي للصيانه مما يعني أن الكميات التي توفرها المصفاة من الجازولين أضحت غير متاحة للاستخدام في الوقت الراهن لحين انتهاء المصفاة من أعمال الصيانة الدورية. وأكدت مصادر بوزارة النفط والغاز أن المصفاة توفر 40% من الإستهلاك المحلي بينما يغطى العجز عن طريق الإستيراد من الخارج وهو ما يشير إلى وجود حاجة إلى شركات الترحيل في مثل هذه الظروف. استفحال الأزمة جعل الولايات تبحث عن مخارج لها كما حدث بالأمس بولاية الجزيرة حيث أعلنت وزارة المالية بولاية الجزيرة عن تعديل فئات النقل للمواد البترولية من بورتسودان إلى مدني بنسبة 80%.وذلك بناءً على موافقة وزير المالية على زيادة فئات النقل ليصبح ترحيل جالون البنزين(2,609 ) جنيهاً فقط ( جنيهان وستمائة وتسعة قرشاً) وترحيل جالون الجازولين (2,50 )جنيه فقط ( جنيهان وخمسون قرشاً) ليصبح سعر لتر البنزين للمستهلك (7,194 ) جنيهاً ويبلغ سعر لتر الجازولين (5 ) جنيهات غير أنها حددت موافقة وزير المالية مدة سريانها لفترة شهرين لحين اكتمال صيانة مصفاة الجيلي. وأكدت المصادر أن وزارة النفط والغاز رفعت مطالب شركات الترحيل إلى وزارة المالية غير أن الأخيرة لم ترد عليها حتى الآن بما ساهم في تفاقم الأزمة وتوقف عدد كبير من الشركات عن العمل وفي غضون ذلك أكدت لجنة الطاقة بالبرلمان على ممارسة ضغوط على الحكومة لتوفير كميات كبيرة من الوقود وأشار رئيس لجنة الطاقة، السماني الوسيلة إلى انسياب البواخر المحملة بالوقود عبر ميناء بورتسودان مؤكداً وجود حالة من التخوف لدى المواطنين زادت من الضغط على محطات الوقود وعزا الأمر لصيانة مصفاة الجيلي مشيراً إلى أن الصيانه ستأخذ وقتاً قد يمتد لأكثر من ثلاثة أشهر. ويرى وزير الدولة بوزارة النفط السابق، إسحاق جماع، إن حل أزمات الجازولين المتكررة يكمن في اجتهاد الدولة في زيادة الانتاج من النفط سيما بعد تدنى الإنتاج إلى 88 ألف برميل في اليوم وأكد جماع في حديثه ل(باج نيوز) عن وجود تحديات تجابه زيادة الإنتاجية في الوقت الحالي أجملها في التحديات المالية وتدني أسعار النفط العالمية بما يساهم في احجام المستثمرين عن الدخول في الاستثمار بالوقت الراهن.
