شعرت بالارتياح مع أول نشاطات رئيس الوزراء دكتور كامل ادريس بعد عودته للبلاد ، فقد التقي في يومه الأول وزراء المالية دكتور جبريل ابراهيم ،و الخارجية السفير محي الدين سالم و الزراعة دكتور عصمت قرشي ، وهذه القضايا الأكثر إلحاحاً وتشكل اجندة المرحلة ، مما يشير إلى وعي كامل بتحديات المرحلة ، ويبدو أن رحلة رئيس الوزراء اعادت تركيزه على المهام الأهم وعزل نفسه عن المنازعات والانشغالات الصغيرة ، سيكون مهماً لو ان رئيس الوزراء: – شكل غرفة وشبكة فاعلة للتعامل مع أزمة التفاعلات الخارجية للقضية الوطنية بأبعادها الدبلوماسية والاعلامية وتدفق المعلومات ، بما يتجاوز الاداء الروتيني إلى توظيف كل الطاقات والموارد لتحليل المحتوى اليومي ولتقييم الاداء العام وقراءة اتجاهات الراي العام .. هناك الكثير مما يمكن انجازه ، خاصة إذا توفرت منصة أو شبكة رقمية ذات قدرات تقنية عالمية واداء مهني احترافي ، بما يحقق سبقاً في الأحداث ووفرة في تدفق المعلومات والبيانات ، والتواصل مع الفاعلين والمؤثرين في وسائط الإعلام ، هذه معركة تتطلب اليقظة والحذر.. وتوسيع المشاركة الشعبية والوطنية ، فقد تلاحظ حضور وفد أماراتي في كل محفل ومنبر عالمي تتبني قضية المليشيا.. – وودت لو أن رئيس الوزراء اعطى اهتماماً خاصاً لولايتي البحر الأحمر ونهر النيل ، الأولى احتضنت الفعل السياسي والجهاز التنفيذي ، ومع ثقل الحضور الحكومي ، فانها منهكة في خدماتها وطرقاتها وصحتها ، وهى بحاجة لتوظيف هذا الثقل السياسي والإداري إلى بنية تحتية متينة وبناء مشروعات حيوية ذات قيمة للمواطن وللوطن.. – وولاية نهر النيل احتضنت المقاومة والمدافعة ، وشكلت مركزاً لكل المشغولين بمعركة الكرامة والمشاركة فيها بالنفس والمال والرأي ، وتشكلت فيها (جبهة معركة الكرامة) وهى حالة متفردة جمعت كل طيف وطني لغاية واحدة وهدف سامي ولعبت دوراً محورياً في الاسناد والدعم ، ومع استقبالها للكثير من الصناعات الصغيرة ، وبإعتبارها اكبر المنتجين للذهب ، فإن المدينة متعبة ، في طرقاتها غير المعبدة واسواقها غير المخططة وخدماتها المتواضعة ، ولو أنها حظيت برؤية نهوضية لربما احدثت فرقاً.. – وقطعاً كل ولايات السودان بحاجة لرؤية ومشروع.. – إذا تيسر للسيد رئيس الوزراء زيارة مدينة الدبة للوقوف علي احوال النازحين من الفاشر ، فإن هذه الاوضاع المأسوية تذكرنا بما حدث في ولايات الجزيرة وسنار والخرطوم ، وحتى لا تطوى الأيام جرائم وانتهاكات مليشيا آل دقلو الارهابية غير المسبوقة في التاريخ ، ومع أهمية التعجيل بتحقيق العدالة والمحاسبة والقطع مع هذا السلوك الهجمي ، فلابد من اطلاع العالم على جرائم هذه المليشيا من خلال المكلومين.. – شكلوا لجان مصغرة من ابناء (السريحة ، ود النورة ، الهلالية ، التكينة ، جلنقي (سنار) وبارا والفاشر ) ، لرواية ما حدث ، واقامة مؤتمرات صحفية وعرض حقائق وارقام وانشاء مواقع وصفحات.. – وهكذا كل اصحاب المصلحة ، من المزارعين ورجال الاعمال ومراكز الخدمات العامة والخاصة ، والحديث.. – ولا نريد أن نكثر من الوصايا ، ولكن قرارات صغيرة تحدث فرقاً..