يدخل الهلال مباراته غدًا أمام القطن الكاميروني في الجولة الثالثة لربع نهائي دوري أبطال أفريقيا وعينيه على النقاط الثلاث والتي ستكون هي الأهم في المرحلة الحالية، وتعتبر المباراة المنعطف الأهم والصعب في مشوار الأزرق بالدور ربع النهائي حيث يتوقع أن تحدد مباريات هذه الجولة ملامح الأندية التي ستتواجد في الدور نصف النهائي بالمجموعتين. ويبقى من الخطأ أن يكثر الحديث في الوقت الحالي عن ترشيح الهلال للفوز بالبطولة، فمثل هذه التصريحات التي تصدر من قرن شطة وغيره تمثل حملاً ثقيلاً على لاعبي الهلال وهي تمثل تصريحات (مخدرة) وتزيد من الضغط النفسي عليهم، فالكل حالياً يطالب بالكأس واللقب وهذا هو الخطأ الأكبر فالمنطق يفرض علينا أن نتعامل مع البطولة بشكل ممرحل ولا نزيد الضغط ويكون تركيزنا على كل مباراة لوحدها ونؤجل الحديث عن البطل والبطولة.
والكابتن قرن شطة يعرف تأثير هذه التصريحات سلبياً على أي فريق في الوقت الحالي وخصوصاً اللاعب السوداني، وكان عليه عدم التطرق لهذا الأمر إذا أراد أن يخدم الهلال ويتركه يسير في الوضع الطبيعي لأن البطولة بالفعل أصعب بكثير في ظل وجود أندية في قيمة الترجي والوداد يجب علينا أن نحترمها إذا أردنا الوصول للقمة.
التركيز على ترشيح الهلال للكأس هو حديث ملغوم يمكن أن يدفع ثمنه لاعبي الهلال في الفترة الحالية وكثيرًا ما شربنا من هذه الكأس والتي كان أخرها في العام 2009 عندما انشغل لاعبو الهلال ببطولة العالم للأندية قبل مواجهتي مازيمبي في نصف النهائي وكان ثمن كل ذلك فادحاً فنرجوا أن لا نكرر ذات الأخطاء ونقع في مصيدة التصريحات ونعيش في عالم الأوهام والأحلام.
ولابد أن يكون الجهاز الإداري قريباً من اللاعبين في هذه المرحلة المهمة ويؤكد على أن الفريق لازال أمامه الكثير ولا مجال للحديث عن اللقب حالياً وليكن الحديث عن مباريات دور المجموعات وكيفية الصعود إلى الدور نصف النهائي.
وتفكير اللاعبين يجب أن لا يتعدى هذه المرحلة حالياً، وهذا الشئ لايعني قتل طموح الفريق بل هو نوع من المعالجات لتخفيف الضغط وعدم ارهاق التفكير وهو ما يؤثر عليهم بدنياً في أرضية الملعب.
ويبقى دور الجهاز الفني في الوقت الحالي وهو أن يخلق التوازن النفسي والذهني ويظهر الفريق ويلعب المباراة يوم غدٍ بدون قيود ويدخل لاعبو الهلال المباراة دون توتر وأن لا يكون الانفعال مسيطرًا على أقدام اللاعبين، فالفريق الكاميروني ليس بالخصم السهل والذي يمكن أن نتجاوزه بالسهولة، ولكن بالعمل الجاد في أرضية الملعب والتركيز والانضباط والتنظيم يمكن للهلال أن يتفوق على خصمه لأن امكانيات المارد الأزرق فنياً أفضل بكثير من القطن.
ينتظر أن تكون هذه الجولة لفض الاشتباك في المجموعتين أيضاً بعد أن تعادل الهلال وانيمبا في النقاط مع نهاية الجولة الماضية ولكل منهما أربع في المجموعة الأولى وأيضاً تعادل القطن والرجاء في عدد النقاط بذات المجموعة ولكل نقطة واحدة.
وهذا الأمر نفسه انطبق على فرق المجموعة الثانية بتعادل الوداد والترجي في النقاط بعد أن جمع كل واحد منهما أربع وتعادل الأهلي ومولودية الجزائر أيضاً في عدد النقاط ولكل منهما نقطة، وستكون الجولة لفض الاشتباك لفرق هذه المجموعة والتي يلعب فيها الوداد مع الترجي في المغرب والمولودية أمام الأهلي في القاهرة.
مايهمنا هو مواجهة الهلال مع القطن والتي لا تقبل انصاف الحلول واكتملت فيها الصفوف لتحقيق الفوز والخروج بالنتيجة الايجابية والنقاط الثلاث في مرحلة مهمة وحساسة للتأكيد على الانطلاق وتحقيق الفوز الذي يعزز من موقع الهلال في مجموعته.
ننتظر أن يرتفع مستوى الهلال في اللقاء في ظل عودة أهم الركائز واكتمال صفوف الفريق ، إضافة إلى تكامل البرنامج التحضيري للمدرب ميشو والذي لعب مباراتين إعداديتين من أجل هذه المباراة وحقق منهما الفوائد الفنية.
لازلنا نؤكد على أن الهلال فنياً فارق عن بعض الأندية ولكن دائماً ماينقصنا هو المردود الجماعي والتماسك وثقافة الانتصارات والفوز بالبطولات وننتظر في العام الحالي أن نعالجها لنصل إلى مبتغانا.