اسهل قرار تتخذه مجالس الادارات عندنا هو اقالة المدرب بجرة قلم وهو الحيطة القصيرة كما يقولون وهذا الأمر لا يسلم منه المدرب سواء أكان اجنبي او محلي والمدرب يمكن ان يقال بتصريح او كلمة بسيطة من رئيس النادي الذي يكون قد «تونس» في حضور بعض اعضاء المجلس بان هذا المدرب لم يحقق اي انجازات وهذه الونسة سرعان ما يحملها اعضاء المجلس وبعد ان كانت فكرة ورأي بسيط تفوه به رئيس المجلس ويكون العضو «المفتح» قد قرأ أفكار رئيس النادي وسرعان ما يتبناها ليصرح في الصحف ويهاجم المدرب هجوماً عنيفاً وينتظر فرصة اي هزيمة للفريق ويصب جام غضبه على المدرب وبسرعة شديدة يتم تكوين رأي عام ضد هذا المدرب المسكين وفي اول اجتماع لمجلس الادارة يصر هذا العضو «المفتح» على فتح ملف التدريب ويكون قبل الاجتماع قد كون «لوبي» من اعضاء المجلس لتعضيد فكرته ولسان حاله يقول لهم حتى «الرئيس ما دايرو» وبدون ادنى دراسة او دراية فنية تتم اقالة المدرب ويفرح العضو «المفتح» الذي اصبح قريباً من رئيس النادي ويقرأ وينفذ افكاره بحذافيرها فيكون الساعد الأيمن للرئيس .. نعم هذا هو سيناريو اقالة المدربين في اول الموسم او منتصفه او نهايته فهذا لا يهم كثيرا .. عقب مباراة الظفرة والمريخ الاخيرة في نهائي كأس الظفرة تمت اقالة مدرب المريخ التونسي الكوكي بموجب قرار مجلس الادارة .. والسؤال الذي يطرح نفسه لو فاز المريخ في هذه المباراة ونال الكاس هل تتم اقالته ايضاً؟ والاجابة بالطبع لا وألف لا فالكوكي كان سيكون بطلاً وهاك يا اشادات من الاعلام المريخي الذي سوف يصبح مادحاً له ويكيل في الاعتذارات وانه سبق ان ظلم الكوكي كثيراً في بداية مشواره مع المريخ والبعض سيقول لك ان الكوكي اعاد امجاد المريخ الغابرة ونال كاس محمول جواً بعد غياب طويل وطبعاً اعضاء مجلس الادارة «سيقبضون الجو» ويملأون الصحف بتصريحاتهم والانجازات التي حققتها لجنة التسيير في هذه الفترة البسيطة ويكفي انها «جابت» كاس للمريخ وسيكون القادم أحلي وترتفع معنويات جماهير المريخ وتحلم وتحلم بالكاس الافريقي ولكن احلامها تروح شمار في مرقة كما يقولون لان اللاعب السوداني اذا اكثرت في مدحه وتحفيزه سرعان ما ينهار ويحقق اسوأ النتائج .. نعم المدربون عندنا ضحايا وكبش فداء لادارات الاندية وافضل المدرب الاجنبي الذي يكون له عقداً موثقاً بواسطة الفيفا وينال حقوقه وشرطه الجزائي على داير المليم ولكن مدربينا الوطنيين بصراحة اصبحوا لعبة في يد الاداريين وهم في بعضهم مختلفين وكل واحد يتربص بالآخر ليحل محله دون ادنى حياد او خجل وينتهز فرصة اقالة زميله ويمكن ان يتسبب البعض فيها بكل «قوة عين» فمصلحة البعض اهم من الآخرين..
لقد سبق ان تحدثنا كثيراً عن خطورة اقالة المدربين في اي فترة ولكن ادارات الاندية لا تعير هذا الأمر اهتماما المهم الجمهور يكون راضياً عن الادارة وحملت الاخبار بان كروجر الألماني في طريقه للمريخ والمدرب ابو برمودا مدرب شاطر وكفاءة ونتمنى ان يتعاقد معه المريخ ويستفيد المجلس من الاخطاء السابقة التي اطاحت بكروجر الذي يبدو ان المريخ ندم عليه كثيرا والمريخ على مر السنين نجد انه اقرب للمدرسة الالمانية فالنجاحات التي حققها المريخ كانت ابان فترة المدربين الألمان فهنالك الالماني رودر الذي حقق مع المريخ كاس الكؤوس الافريقية عام 1989م وجاء بعد ذلك مواطنه هورست الذي حقق النجاحات مع المريخ وتم ايكال امر تدريب المنتخب الوطني له مرورا بكروجر واتوفيستر الذي قاد المريخ لنهائي الكونفدرالية وهذه هي تجربة الالمان مع المريخ والتجارب الاخرى كالبرازيلية والمدارس العربية نجدها لم تحقق الطموحات مع المريخ .. نتمنى ان تكون اخبار تعاقد وعودة ابو برمودا مع المريخ حقيقية فهذا المدرب رجل منضبط ويحب عمله ولا يحب التدخلات الادارية وهو يشرف اشرافا مباشرا على الجانب الغذائي كما ان هنالك امرا آخر في دوائر القمة فنجد ان الهزيمة التي تحدث للهلال من المريخ او من المريخ للهلال تجدها سرعان ما تعجل برحيل المدرب فهي مباراة ذات طابع خاص ومباراة خطيرة بالنسبة للمدربين فهل تنتهي هذه الظاهرة؟ ففي مصر القريبة كثيراً ما تشاهد الاهلي يهزم الزمالك والعكس صحيح ولكننا طيلة هذه السنين لم نسمع باقالة مدرب الزمالك او مدرب الاهلي بسبب هذه الهزائم وهذا يعكس مدي التعصب الأعمي الذي يسود بيننا على مستوى ادارات الاندية والجمهور والاعلام وعلى كل حدث ما حدث وغادر الكوكي واعتقد ان المدرب الجديد للمريخ سواء اكان كروجر او غيره فيمكن لركلة ركنية تلج مرمى الحضري او صاروخ من الغزال يمكن ان يعجل برحيل المدرب وكذلك يحدث الامر في الهلال فكفاية اقالة مدربين وفعلاً المدربين «مساكين».
آخر الأشتات
تعجبني رائعة الراحل المقيم عبيد عبد الرحمن غناء الفنان الراحل ابراهيم الكاشف التي تقول: