الهلال يهزم القادسية الكويتي 3/صفر هدفان للمتألق شيخ إدريس وهدف لقائد الهلال ونجم اللقاء عز الدين الدحيش هلال الاثنين يتألق ويعيد البسمة التي سلبها من جماهيره ليلة السبت
خلال شهر يوليو 1973م شهدت البلاد زخماً رياضياً كبيراً بوصول ثلاثة بعثات رياضية في وقت واحد، حيث وصلت بعثة المملكة العربية السعودية الرياضية للمشاركة في أسبوع الصداقة السوداني السعودي في مناشط السلة ، الطائرة ، التنس ، تنس الطاولة، كما وصلت بعثة منتخب النجوم البريطاني لكرة القدم بالطائرة من لندن مباشرة والذي ضم ألمع نجوم الكرة البريطانية بدعوة من نادي المريخ، كما وصلت بعثة نادي القادسية الكويتي الشقيق بكامل نجومه الافذاذ بقيادة حمد بو حمد وقاسم يعقوب للتباري مع نادي الهلال والمريخ.
وكنا قد تناولنا في الحلقة الماضية من سلسلة حلقاتنا «ملاحم خالدة في تاريخ الهلال» لقاء المنتخب البريطاني بفريق الهلال والذي جرت فعالياته باستاد الهلال مساء السبت 14/7/1973م وأسفر عن تعادل الهلال مع المنتخب البريطاني 1/1 بعد أن كان الهلال متقدماً بهدف السبق الذي احرزه شواطين، وكان المنتخب البريطاني قد خسر لقاءه الأول أمام المريخ بثلاثية احرزها كمال عبد الوهاب والفاضل سانتو.
وشهد نجوم القادسية الكويتي لقاء الهلال والمنتخب البريطاني وتحدث سكرتير النادي السيد راشد الخالدي مشيدًا بفريق الهلال وبنجمه رقم (7) الفاتح النقر الذي سبب صداعاً حاداً للدفاع الانجليزي.
وكان فريق القادسية الكويتي الشقيق قد أذهل المتفرجين بالمستوى المتطور الذي ظهر به أمام المريخ وقدم مباراة تاريخية خسرها 3/4 وكان العرض الرائع الذي قدمه حديث الجماهير الغفيرة التي شهدت المباراة وموضع الثناء والاعجاب ومادة دسمة تناولتها الصحف بالصورة والكلمات.
أحداث اللقاء
خرجت الجماهير الرياضية بصفة عامة والهلالية على وجه الخصوص من استاد الهلال مساء السبت 14/7/1973م وهي تتحسر على النصر التاريخي الذي اضاعه الهلال امام منتخب النجوم البريطاني في ذلك اللقاء الذي انتهى بالتعادل 1/1 وكان يفترض أن ينتهي بنصف دستة من الاهداف لصالح الهلال لو استثمر لاعبو الهلال تلك الفرص التي أتيحت لهم اثناء المباراة ولو ارتفع اللاعبون لمستوى المسئولية ولكن اضاع الهلال نصراً كبيراً باستهتارلاعبيه وتهاونهم مما أثار عليهم غضب الجماهير والتي تحرشت بعد المباراة بقائد الهلال الكابتن عز الدين الدحيش وكادت أن تفتك به وقذفت سيارته بالزجاج الفارغ والحجارة، ولكن رغم ذلك زحفت الجماهير نحو استاد الهلال بعد 48 ساعة فقط من لقاء الهلال والمنتخب البريطاني لتمني نفسها بلقاء يمحو ذكريات اللقاء السابق بكل تداعياته السالبة ويحقق نصراً غالياً وفرحاً يبدد حسرة لقاء الهلال والانجليز مساء الاثنين 16/7/1973م، امتلأ استاد الهلال بالجماهير الهلالية الوفية التي تناست وتجاوزت حسرة اللقاء التعادلي بين الهلال والمنتخب البريطاني، وأخذت اماكنها في وقت مبكر لمشاهدة اللقاء الكروي المرتقب بين الهلال حبيب الملايين وفريق القادسية الكويتي الشقيق ذائع الصيت بقيادة نجميه الفذين اللاعب الزئبقي حمد بو حمد «كما وصفته الصحافة السودانية» والمهاجم المرعب هداف الخليج قاسم يعقوب الذي سبق له أن خلخل دفاع سانتوس البرازيلي واحرز هدف التعادل للقادسية في شباكه عام 1972م خلال تلك الزيارة الشهيرة لسانتوس بقيادة الملك بيليه ونجوم كأس العالم 1970م والتي زار خلالها سانتوس السودان وفاز بهدف استروبياً على الهلال.
وجاء لقاء الهلال بالقادسية الكويتي مساء الاثنين 16/7/1973م كمسك ختام للكرنفال الدولي لكرة القدم شاركت فيه الكرة البريطانية والكويتية والسودانية منذ مساء الأربعاء 11/7/1973م بجانب منتخبات المملكة العربية السعودية لكرة السلة ، الطائرة ، التنس ، تنس الطاولة والتي شاركت في اسبوع الصداقة السوداني السعودي.
السابعة مساءً وصل الفريقان الهلال والقادسية الكويتي معاً ونزلا إلى أرض الملعب في صفين متماسكي الايدي في اخاء ومحبة فاهتز استاد الهلال بالتصفيق الحاد والهتافات الهادرة وتفاجأ الجمهور بالنجم الكبير عز الدين الدحيش في تشكيلة الهلال كابتناً له وكان جميع من بالاستاد جماهير واعلام ومسؤولين يظنون أن الدحيش سيكون خارج تشكيلة الهلال نسبة للهتافات الثائرة ضده في لقاء الهلال والمنتخب البريطاني اضافة إلى تحرش الجماهير به ومحاولاً الاعتداء عليه باعتباره اضاع النصر على الهلال امام المنتخب البريطاني لأن لعبه كان استعراضياً ولم يلعب بجدية واضاع فرصاً سهلة باستهتاره لا تضيع ولكن جاء الدحيش بروح معنوية عالية ولم يتأثر نفسياً بما جرى له بعد اللقاء السابق.
ونزل لاعبو الهلال وجميعهم مصممين على تحقيق الفوز وتقديم العرض الذي يجعلهم على كل لسان لتعويض النصر الذي ضاع منهم بتعادلهم أمام المنتخب البريطاني.
أما لاعبو القادسية فهم بدورهم جاءوا إلى الملعب لمضاعفة الجهد ومحاولة انتزاع النصر واسترداد الأرض التي سحبها منهم الشياطين الحمر خاصة بعد أن اخذوا الراحة الكاملة وازدادوا تأقلماً على الطقس وشهدوا لقاء الهلال بالمنتخب البريطاني.
جاء فريق الهلال إلى أرض الملعب بثلاثة دوافع .. الدافع الاول انتزاع النصر وتعويض هذه الجماهير الوفية العرض المتواضع الذي قدمه الفريق أمام المنتخب البريطاني والدافع الثاني الأخذ بالثأر من فريق القادسية والذي سبق له أن فاز على الهلال 2/1 بالكويت عام 1968 في اطار جولة الهلال على دول الخليج عام 1968 والدافع الثالث رد البسمة إلى شفاه جماهيره بتحقيق نصر كاسح وكبير وتقديم عرض تاريخي أمام القادسية.
بعد أن حيا اللاعبون الجماهير التي بادلتهم التحية بحرارة وقف اللاعبون في خاناتهم بأرض الملعب وتصافح كابتني الفريقين وتبادلا الأعلام التذكارية ومن ثم اطلق حكم المباراة عابدين عبد الرحمن صافرته معلناً عن بداية اللقاء التاريخي الأخوى بين الهلال والقادسية الكويتي.
الشوط الأول
تخوفت الجماهير الهلالية في بداية اللقاء لغياب لاعب الهلال الفنان محمد حسين كسلا عن تشكيلة الفريق ولكن بدأت مخاوفها تتبدد تدريجياً بمرور الوقت نسبة للبداية القوية والجادة لخط هجوم الهلال المكون من الثلاثي الدحيش ، شيخ إدريس وبابكر الزين شنوا هجمات محكمة لم تخل من الخطورة منذ الدقائق الخمس الاولى للمباراة وفرض فريق الهلال سيطرته الكاملة على مجريات المباراة مقدماً عرضاً برازيلياً رائعاً اصاب نجوم القادسية بالوجوم والدهشة وتجاوبت الجماهير الغفيرة التي شهدت اللقاء مع تابلوهات الدحيش الرائعة وانطلاقات شيخ ادريس المرعبة ومراوغات الفاتح النقر المذهلة وتسديدات بابكر وفتاح المتقنة، وقدم لاعبو الهلال فواصلاً من الابداع الكروي واللعب الجماعي والانتشار في كل ارجاء الملعب ساعدتهم لياقتهم البدنية العالية وضاعت عدة فرص لخط هجوم الهلال خاصة كرة عز الدين الدحيش التي سددها برأسه في مقص المرمى ارتدت من العارضة ولم تجد من يتابعها ويكملها داخل الشباك وقام دفاع القادسية بتشتيتها إلى خارج الملعب منقذاً مرماه من هدف مؤكد في الدقيقة 10، وبالمقابل ضاعت فرصتان للقادسية احدهما حوّل فيها كوري الكرة فوق العارضة لركنية وأنقذ زغبير الأخرى من قذيفة قاسم يعقوب التي سددها من رأس خط 18 احتضنها زغبير بفدائية وعند الدقيقة 12 يصاب حمد بو حمد إثر احتكاكه بدفاع الهلال ويخرج للعلاج ثم يعود إلى الملعب وفي الدقيقة 15 يستلم الفاتح النقر الكرة في منطقة الجناح اليمين ويتقدم بها مراوغاً الباك الشمال ويعكسها أمام مرمى القادسية يجري نحوها الدحيش وشيخ إدريس فيلحق بها شيخ إدريس ويلعبها قذيفة داخل مرمى «الشطي» حارس مرمى القادسية هدف أول للهلال اشعل المدرجات بالنيران والهتاف الداوي وفجر براكين الابداع في دواخل لاعبي الهلال الذين اخذوا يتناقلون الكرة فيما بينهم برشاقة واتقان وتأتي الدقيقة 28 بالهدف الثاني للهلال حينما انفرد الدحيش بمرمى القادسية ولم يتبق امامه سوى الثيردباك وحارس المرمى وحاول تمرير الكرة من فوق رأس الثيردباك الذي لم يجد سوى التقاطها بيديه خارج خط (18) ليعلن الحكم عن ركلة حرة مباشرة تصدى لها عز الدين الدحيش مرسلاً الكرة قذيفة ولكن تحرك الحائط البشرى الذي اقامه فريق القادسية حماية لمرماه فأعاد الحكم اللعبة مرة اخرى ليرسلها الدحيش بمهارة داخل الشباك على شمال حارس المرمى «الشطي» أرضية بين أقدام المدافعين هدف ثاني للهلال اشعلت على إثره الجماهير الصحف بالمدرجات فاحالت ليل الاستاد إلى نهار وأحكم لاعبو الهلال سيطرتهم تماماً على مقاليد المباراة حتى نهاية الشوط الأول والذي انتهى بتقدم الهلال 2/صفر.
الشوط الثاني
ظل القادسية يلعب بخطة 4/3/3 ولكنه بدأ يهاجم منذ بداية هذا الشوط لتقليص الفارق خاصة والهلال يتقدم بهدفين نظيفين ولكن دفاع الهلال الصلب ومن خلفه زغبير المتألق حرموا خط هجوم القادسية من احراز أي هدف وواصل الهلال تقديم عرضه الطيب وقدم لاعبوه تابلوهات رائعة أرضت الجماهير ، وتأتي الدقيقة 23 من هذا الشوط أي الدقيقة 68 من عمر اللقاء ليطلق الهلال رصاصة الرحمة على فريق القادسية بواسطة اللاعب الفنان المشاكس شيخ إدريس الذي استثمر الباص الثرو من الدحيش ليراوغ الظهير الأيسر لفريق القادسية وينفرد بحارس المرمى الذي نزل بديلاً للشطي والذي تم استبداله في هذا الشوط ويخرج الحارس لملاقاة شيخ إدريس فيطرحه الشيخ أرضاً ويتخطاه برشاقة واضعاً الكرة بهدوء داخل المرمى هدف ثالث للهلال دون مقابل للقادسية.
وخلال الدقائق المتبقية للمباراة ينجح لاعبو الهلال في السيطرة على الملعب طولاً وعرضاً مقدمين مباراة خالدة للتاريخ حتى أعلن الحكم عن انتهاء اللقاء التاريخي بين الفريقين بفوز الهلال على القادسية الكويتي بثلاث اصابات دون مقابل.
تشكيلة الهلال
زغبير ، كوري ، فوزي ، عبد الله موسى ، حجو ، شواطين ، بابكر ، فتاح ، شيخ إدريس ، النقر ، الدحيش.
التحكيم: حكم المباراة الدولي عابدين عبد الرحمن بمعاونة الحاج هاشم وحسين رجب.
دخل المباراة: بلغ دخل المباراة 5550 جنيهاً.
لعب الهلال مباراة كبيرة وقدم عرضاً رائعاً أرضى جماهيره الغفيرة التي شهدت اللقاء وخرجت تهتف للهلال والدحيش الذي أكد أنه مازال ذلك اللاعب الممتاز والفنان وأحرز هدفاً رائعاً من ضربة حرة مباشرة وأحرز شيخ إدريس الهدفين الآخرين وظلت الجماهير تهتف للدحيش وهي تحاصره داخل سيارته معليش معليش يا الدحيش ، اعتذارًا عما بدر منها يوم السبت 14/7/1973م بعد لقاء الهلال بالمنتخب البريطاني والذي انتهى تعادلياً بهدف لكل.
أدلى العقيد عبد الفتاح حمد برأيه بعد المباراة مشيداً بلاعبي الهلال الذي لعب مباراة تاريخية خاصة نجومه زغبير ، الدحيش وشيخ إدريس.
كما أشاد الشيخ فهد الأحمد رئيس نادي القادسية ورئيس بعثته بالمباراة وبالهلال الذي قال: إنه لعب مباراة كبيرة وسيطر على الشوطين ولكنه قال: إن التحكيم كان قاسياً على فريقه مما أثر على نفسيات اللاعبين.
أقام السيد عمر صالح عيسى نائب الوزير للشباب والرياضة حفل شاي بحدائق الوزارة على شرف البعثات الرياضية الزائرة والقيت كلمات ترحيب وشكر وتقدير بين الجانب السوداني ورؤساء البعثات الرياضية الزائرة «البريطانية ، السعودية ، الكويتية».