(5) مواسم رائعة وثنائية مدهشة في خط المقدمة الهجومية للهلال هدف تاريخي في شباك عزير حقق النصر للهلال على المريخ 1972م كانت قوته البدنية ولياقته العالية وسرعته الهائلة تسبب الرعب والخلعة والرجفة لدفاعات الخصوم شارك مع الهلال أمام سانتوس وساوباولو البرازيليان ومنتخب النجوم البريطاني ويورنج الدنماركي والقادسية الكويتي 1973م
تمر بنا اليوم الاثنين الموافق 13/5/2013م الذكرى الخامسة لرحيل لاعب الهلال المدفعجي عبد الفتاح الديبة الذي انتقل في مثل هذا اليوم من عام من عام 2008م إلى رحمة مولاه بمستشفى ودمدني بعد صراع وكفاح مرير مع المرض الذي ألزمه الفراش الأبيض حتى فاضت روحه إلى بارئها وورى جثمانه ثرى مدني التي أحبها وأحبته مخلفاً وراءه دموع الحزن والأسى وآهات الحسرة والألم الدفين في نفوس أهله وأصدقائه وزملائه وأحبابه من قبيلة الرياضيين بصفة عامة والهلالاب بصفة خاصة كيف لا وهو الذي صال وجال خلال النصف الأول من السبعينات في خط هجوم الهلال مسبباً الرعب والخلعة والرجفة لدفاعات كل الفرق التي التقاها الهلال بداية بالمريخ في ذلك اللقاء الخالد مساء الجمعة 16/6/1972م في دوري الدرجة الأولى وذلك الصاروخ العابر للقارات يخترق حصون ودفاعات المريخ ويمزق شباك عبد العزيز عبد الله هدفاً ثانياً للهلال وكان أن أهدى الهدف الأول لفتى الهلال الذهبي محمد حسين كسلا لينتهي اللقاء بهدفين دون مقابل.
ونحن في ذكراه الخامسة نترحم عليه وندعو الله أن يتقبله قبولاً حسناً وأن ينزل على قبره شآبيب رحمته وغفرانه وأن يجعل الجنة مسكناً له وحق علينا نحن الأهلة الذين شاهدنا صولاته وجولاته أن نكتب بعض الأسطر عنه في ذكراه الأولى.
بطاقته الشخصية
الاسم: عبد الفتاح محمد قسم الله.
اللقب: الديبة ، المدفعجي.
تاريخ الميلاد: 1950 ودمدني.
المراحل الدراسية:
مدرسة ودمدني الأولية.
مدرسة ودمدني الوسطى.
مدرسة ودمدني الثانوية العليا.
تاريخه الرياضي:
لعب في فريق «العمالقة» أحد فرق الروابط بودمدني وزامله في فريق العمالقة كل من الأسيد، الفاضل سانتو ، شيخ إدريس بركات، طيفور، محمد سيف جكسا.
انتقل إلى فريق المريخ بودمدني درجة ثالثة.
وقع لأهلي مدني وزامل لاعب الهلال فيما بعد كسلا وبابكر سانتو وكان ذلك في موسم 68/1969م.
تألق مع فريق أهلي مدني ومع منتخب الجزيرة فسعى الهلال إلى ضمه إلى كوكبته الرائعة هو والمدافع الصلد خضر الكوري وكان للهلال ما سعى.
وقع لفريق الهلال عام 1971م.
بعد توقيعه لفريق الهلال عمل موظفاً ببنك الشعب التعاوني «فرع أم درمان» مع فوزي المرضي وأبو العز لاعبي الهلال.
كان يسكن في مدني في حي بانت ثم انتقل إلى حي دردق.
انتقل لقب «الديبة» إليه من شقيقه الأكبر «مبارك الديبة» الذي كان لاعباً ممتازاً بفريق أهلي مدني.
ولقبته جماهير الهلال والإعلام الرياضي بالمدفعجي لقوة تسديداته التي قلما تخطئ أهدافها وإن أخطأت بقليل فهي كفيلة بتسبيب الارتباك والرجفة.
مسيرته الرائعة مع فريق الهلال
كان فتاح يمتاز بالتكوين الجسماني المثالي طولاً وفتوة وكان يمتاز بالسرعة وقوة التهديف الذي قلما يطيش، حيث كانت قذائفه التي يطلقها بكلتا قدميه لا تخطئ الشباك لذا كان مدافعو الفرق التي يلتقيها الهلال تعمل على قطع الكور عنه ومضايقته باستمرار لكيلا يتمكن من التهديف بارتياح وكانت ضرباته الرأسية المتقنة تشكل هاجساً للمدافعين عند الضربات الركنية والكرات المعكوسة أمام المرمى.
لقب «فتاح» بالمدفعجي ،تزامن تسجيله كذلك مع تسجيل النجم الفلتة «كسلا» فشكلا ثنائياً رهيباً ومن أشهر مباريات الهلال التي شكل فيها فتاح وكسلا ثنائياً مميزاً لقاء الهلال والمريخ ضمن فعاليات دوري الدرجة الأولى موسم 1972م ذلك اللقاء الذي كسبه الهلال 2/صفر بعد عرض رائع بهدفي كسلا وفتاح.
=========
مباراة خالدة للراحل فتاح الديبة أمام المريخ 1972م
الهلال يهزم المريخ 2/صفر في دوري الدرجة الأولى 1972م
جرى ذلك اللقاء مساء الجمعة الموافق 16/6/1972م باستاد الخرطوم وكان الشوط الأول قد انتهى تعادلياً دون أهداف رغم السيطرة الهلالية الواضحة على أرض الملعب .. وفي الشوط الثاني وعند الدقيقة (20) أطلق «فتاح» قذيفة صاروخية نحو مرمى المريخ شتتها الدفاع بصعوبة إلى خارج خط (18) بعشوائية لتجد لاعب الهلال الفنان «كسلا» فيقابلها على الطائر مباشرة في حلق المرمى بيسراه لم يستطع «عزيز» حارس مرمى المريخ صدها أو حتى مجرد محاولة صدها لأنها كانت فوق تصور أي حارس مرمى هدف أول للهلال.. وبعد خمس دقائق يلحق «فتا ح» بكرة «هائمة» أمام دفاع المريخ ويأخذها «فيرست تايم» قنبلة في سقف المرمى هدفاً ثانياً اشعل المدرجات وألهب الحماس ليتسيد الهلال الملعب طولاً وعرضاً مقدماً فواصل مدهشة من الإبداع الكروي المذهل ليعلن الحكم عبد الرحمن الخضر نهاية اللقاء بفوز الهلال على المريخ 2/صفر.
شارك «فتاح» في جميع مباريات الهلال خلال خمسة مواسم قضاها بالهلال (71-1975م) أحرز خلالها أهدافاً رائعة وأشهرها هلال موردة مساء 30/6/1972م والتي أحرز فيها هدفاً وكسلا هدفاً لينتهي اللقاء بفوز الهلال 2/صفر ثم لقاء الهلال وشمبات الذي انتهى 10/1 لصالح الهلال أحرز فيها «فتاح» هدفين رائعين مساء 8/6/1972م.
مباريات خالدة شارك فيها مع الهلال ضد فرق أجنبية زائرة
الهلال وسانتوس البرازيلي
رغم أنه كان احتياطياً في ذلك اللقاء الخالد لفريق الهلال مع فريق سانتوس البرازيلي بقيادة «الجوهرة السوداء» بيليه مساء الثلاثاء 20/2/1973م والذي انتهى بهدف «استروبيا» لسانتوس إلا أن فتاح كان جاهزاً للقاء وجلس احتياطياً ومعه الدحيش وقاقارين.
الهلال وساوباولو البرازيلي
في اللقاء الودي الذي جرى بين الهلال وساوباولو البرازيلي مساء الأربعاء 2/5/1973م وانتهى بالتعادل 1/1 أحرز هدف الهلال بابكر بورتسودان كان فتاح نجم اللقاء وقدم أجمل لقطة في تلك المباراة من التهديفة الصاروخية التي سددها بدقة من خارج خط 18 فطار إليها حارس مرمى ساوباولو سابحاً في الهواء وأبعدها بطرف أصابعه من مقص المرمى إلى ضربة ركنية واصطدم بالقائم ليدخل رجال الإسعاف ويقدمون له العون الطبي اللازم .. خرج «فتاح» بعد تلك القذيفة الأسطورية ليحل مكانه اللاعب الفذ «كسلا» والذي كان احتياطياً ليلعب بدلاً عنه ويتألق محققاً «نجومية المباراة» مشاركة مع «فتاح».
الهلال ومنتخب النجوم البريطاني
السبت 14/7/1973م قاد «فتاح» هجوم الهلال في لقائه مع منتخب النجوم البريطاني باستاد الهلال في اللقاء الذي انتهى تعادلياً 1/1 أحرز هدف الهلال «شواطين» من باص ثرو من كسلا في الشوط الأول.
الهلال وفريق يورنج الدنماركي
شارك في لقاء الهلال وفريق يورنج الدنماركي مساء الأحد 25/2/1973م ذلك اللقاء الذي كسبه الهلال 3/2 أحرز أهداف الهلال كل من شيخ إدريس بركات ، كسلا ، قريب الله وكان متألقاً صال وجال وسط دفاعات الدنماركيين مما اتاح الفرصة لزملائه لإحراز الأهداف وتحقيق النصر للهلال بثلاثية رائعة.
خلال رحلة عطائه ومسيرته الناجحة مع فريق الهلال قدم «فتاح» مباريات قوية رائعة وأحرز أهدافاً صاروخية كتب لها الخلود في ذاكرة التاريخ وفي أفئدة عشاق الموج الأزرق.
تم اختياره للفريق القومي السوداني.
بعد انتهاء مسيرته مع فريق الهلال ظل ملازماً لساحة الرياضة مداوماً على «نادي الهلال» فهو بيته وملاذه ثم سافر بعدها إلى الإمارات وعمل مساعدًا للمدرب المرحوم ديم الصغير بفريق «حتا» موسم 88/1989م.
بعد عودته إلى السودان آثر الاستقرار في مدينة ودمدني مسقط رأسه وعمل مع شقيقه الأكبر « مبارك الديبة» في مكتب افتتحاه «للمراجعة والمحاسبة» بمدني.
وفاته
يوم الثلاثاء الموافق 13/5/2008م ترجل الفارس «عبد الفتاح الديبة» وصعدت روحه الطاهرة المضمخة بحب الهلال ورفرفت عالياً إلى بارئها في هدوء مخلفاً وراءه الذكرى الطيبة والسيرة العطرة الناصعة.
رحم الله «فتاح» رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء وحسن أولئك رفيقاً.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
