تدور الأيام دورتها الطبيعية ليلتقي مساء غدٍ الخميس العملاقان الكبيران الهلال والمريخ في لقاء أصطلح على تسميته بلقاء القمة , مباراة الغد تكتسب أهميتها من كونها تأتي في إطار منافسة الدوري الممتاز البطولة الأكبر والأرفع في السودان، كما أن الفارق بين المريخ المتصدر للمنافسة حتى الان والهلال الذي يدافع عن لقبه الذي ناله في الموسم الماضي يبلغ خمس نقاط لذلك تتباين دوافع الفريقين، فالمريخ يسعى لتوسيع الفارق من النقاط حتى يبلغ ثماني نقاط ليغرد منفرداً في الصدارة بينما يسعى الهلال بدوره لتقليص فارق النقاط إلى نقطتين فقط وينتظر تعثر نده التقليدي في قادم الإستحقاقات سواءً بالخسارة أو التعادل , ومن هنا تأتي أهمية اللقاء الذي يتوقع أن يشهد تدافعاً جماهيرياً كبيراً نتمنى أن يتحلى الجميع بالأخلاق الرياضية الرفيعة وأن يهنيء الطرف الذي يخسر اللقاء المنتصر لأن الرياضة ليس فيها مهزوم فالكل منتصر ونتمنى أن تسود العلاقات الطيبة التي تجمع جميع ألوان الطيف الرياضي في بلدنا الحبيب. واهتمام مجلس إدارة نادي الهلال بقيادة الأستاذ الأمين محمد أحمد البرير المتعاظم بمباراة الغد يظهر من واقع حرصهم على حل الإشكالية المالية التي حالت دون عودة المهاجم المالي المرعب محمد تراوري المحترف في صفوف الفرقة الزرقاء والتحاقه بالفريق عقب سفره إلى بلاده بعد انتهاء النصف الاول من الموسم التنافسي . يعرف مجلس إدارة نادي الهلال وعلى رأسه السيد الأمين البرير والذي عرف بإجادته لشغل (الكوره) القيمة الفنية الكبيرة لمهاجم في حجم المالي المرعب تراوري فهو ثعلب ماكر أمام المرمى إضافة لإجادته التمركز داخل المنطقة المظلمة مما يجعل مهمة مراقبته صعبة، كما أن تقدم مدافعي الخصم لبناء هجمات فريقهم ودعمها يبدو مستحيلاً في ظل وجود مهاجم من طينة الكبار مثل تراوري لذلك بذل مجلس الهلال الجهد مضاعفاً مستعيناً بخبرات ومقدرات الدكتور حسن علي عيسى التفاوضية وإجادته للغة الفرنسية في إقناع اللاعب حتى يعود للإلتحاق بصفوف الفريق والمشاركة في مباراة الغد المهمة . وفي ظل الإصابة التي تعرض لها المهاجم الوطني بكري عبدالقادر المدينة خلال مشاركته مع منتخبنا الوطني في مباراته الاخيرة ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل منتصف العام المقبل 2014م أمام منتخب ليسوتو تتضح الرؤية الثاقبة لمجلس الهلال وهو يسعى لإستعادة خدمات المحترف المالي محمد تراوري ليلعب في المقدمة الهجومية مع المهاجم الأول لمنتخبنا الوطني مدثر الطيب كاريكا ليشكلا خط هجوم مرعب تصعب مراقبته والحد من خطورته. الهلال بات جاهزاً لمباراة الغد فنياً ونفسياً وتعتبر الحوافز الضخمة التي أعلن عنها قطب الهلال الكبير أشرف سيد أحمد الحسين الكاردينال دافعاً إضافياً للاعبي الازرق حتى يظهروا بأفضل ما عندهم وحينها نحن نثق في مقدرتهم على جندلة أعتى الخصوم وتحقيق الفوز. والمطلوب من جماهير الهلال احتلال مدرجات إستاد المريخ منذ وقت مبكر وتشجيع ومؤازرة اللاعبين طوال زمن المباراة والمساهمة بفاعلية في تحقيق الإنتصار , وجماهير الهلال التي عرفت طوال تاريخ النادي الطويل بإلتفافها حول الفريق إلتفاف السوار بالمعصم وعشقها للمواعيد الكبيرة لن تقصر في القيام بدورها وهي لا تحتاج لمن يذكرها بالدور الذي عليها أن تلعبه بالمدرجات.وعود على بدء نقول إنه على جماهير الفريقين التحلي بالخلق الرياضي القويم والتشجيع المثالي قبل وأثناء وبعد المباراة حتى نعكس للعالم الوجه الحضاري لإنسان بلاد ملتقى النيلين الذي يقف على إرث حضاري تليد.