من الأخبار المحزنة جدا التي حملتها النسخة الحالية من بطولة الدوري السوداني الممتاز تواجد اندية بقيمة وقامة الأهلي مدني والموردة في منطقة الخطر برصيد 15نقطة للأهلي و 16 نقطة للموردة يتهددهما شبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى إن لم تحدث شبه المعجزة في ما تبقى من جولات المنافسة ..!! معاناة فريق الموردة الحالية ليست وليدة هذا الموسم فقد ظل الفريق وفي اكثر من نسخة يعاني من التواجد في مناطق الخطر ..في وقت كانت تنافس فيه الموردة على لقب البطولة ولا ينافسها احد على المركز الثالث فكانت هي ولفترة طويلة تشكل الضلع الثالث لقمة الكرة السودانية قبل ان تتكالب على النادي العريق عديد ظروف ومشاكل داخلية من صنع أبنائها واقتصادية بفعل سيطرة المادة وأهلها على مقاليد الأمور .. ساهمت كلها في تدهور نتائج الفريق وتراجع ترتيبه في روليت المنافسة في عدد من نسخ بطولة الدوري الممتاز .. وها هي الموردة الآن قاب قوسين او أدنى من الهبوط للدرجة الأولى سيما إن لم تتحسن نتائج الفريق في مقبل المواجهات (الصعبة) التي تبقت له في المنافسة امام المريخ والهلال ومريخ الفاشر والأهلي شندي والنسور والأهلي عطبرة ..!!
مطلوب تضافر جهود الجميع بمختلف ارائهم المؤيدة او المختلفة.. وبغض النظر عن المشاكل والخلافات الكثيرة و (المعقدة) للوقوف خلف الفريق في هذه المرحلة .. ينبغي حل المشكل الحالي أولا والمتمثل في ترتيب الفريق وكيفية خروجه من هذه المنطقة الحرجة التي لا تتناسب وتاريخ النادي والدور الذي يجب ان يلعبه في تطور اللعبة في السودان ..!! ثم الجلوس بعد ذلك لدراسة كيفية حل المشاكل والخلافات المزمنة التي اصبحت تسكن ديار الموردة ... عمل كبير ينتظر الجميع .. وعمل كبير ينتظر رابطة المشجعين لضخ دماء الغيرة والشجاعة في شرايين الفريق حتى يتمكن من تجاوز هذا الموقف الصعب .
فريق الأهلي مدني الذي كان ملء السمع والبصر .. ترتعد فرائص الخصوم عند نزاله وتخشى مواقعته اندية القمة القادمة من العاصمة ..لا يملأ عينه ان ابن آدم وإن طالت عمامته قوي معتد ومعتز بنفسه وتاريخه .. اصبح هو الآخر هينا سهلا .. ناعم الشوكة .. وعلى ما يبدو انه قد تأثر كثيرا بفعل الظروف الإقتصادية وهجرة الكوادر الإدارية والمشجعين للعاصمة وإلى خارج السودان .. حيث كان اكثر ما يميز سيد الأتيام حظوته برجال متمكنون في إدارة كرة القدم وقاعدة جماهيرية شرسة مثلت في السابق أنموذجا للتشجيع وللولاء .. !! فقد الأهلي كل ذلك فصار ناد (عادي جدا) للأسف الشديد .. هبط من الدرجة الممتازة لأكثر من مرة ولم يعد من الأندية التي تنافس على مراكز متقدمة .. بل من تلك التي تعتبر ان مقياس تفوقها وتحقيقها للبطولة هو البقاء ضمن اندية الدرجة الممتازة ..!! امر مؤسف ومخجل للغاية هذا الذي يحدث لأندية مدني .. وصوت لوم نرسله لحكومة الولاية هناك والتي لم نسمع بتفاعلها ودعمها للجمهور الرياضي وللأندية التي تمثلها في المحافل القومية .. فحتى البنية التحتية من ملاعب واستادات اصابتها الشيخوخة وسكنتها العناكب والوطاويط دون ان يستدعي ذلك تدخل حكومة الولاية في ظل غياب دعم الأقطاب والأثرياء الذي اصبح حصريا على اندية العاصمة ..!!
انقذوا رياضة كرة القدم في مدني .. واعلموا ان نجاحها وتميزها وتطورها فيه اشارة لنجاح وتطور كل مناحي الحياة هناك .. والعكس طبعا صحيح .!! ما يحدث للموردة والأهلي مدني .. ما هو إلا ثيرموميتر يخبر عن مدى التدهور الذي ضرب رياضة كرة القدم في السودان بفعل العوامل الإقتصادية .. كانت هذه الأندية قمة في التميز ومثالا للقوة قبل ان تسود لغة المليارات فلم تجد من يعلمها هذه اللغة فصارت للأسف الشديد .. مثل أطرش في زفة ..!!