يبدو أن المدرب الصربي للهلال ميشو بدأ يتأثر ببعض الانتقادات والتي لم تصل إلى مرحلة التجريح حتى تكون ردة فعل المدرب بهذه الطريقة في حديثه لقناة (قوون) أول أمس، وقال ميشو في تصريحاته أنه صنع أسمه في القارة الأفريقية وأنه لم يأت للهلال عن طريق الصدفة مبيناً أنه رفض تدريب منتخب غانا من أجل الهلال و تلقى أكثر من عرض لقيادة أندية أفريقية وعربية كثيرة من ضمنها نادٍ يشارك حالياً في المجموعة الثانية لأبطال أفريقيا التي تضم الأهلي،الترجي،المولودية والوداد ورفض ميشو ذكر اسم النادي مبيناً أنه اتخذ هذه الخطوة من أجل عيون الهلال وجماهيره. ونقول للمدرب الصربي إنه يتوجب عليه التحلي بالهدوء وهذا ليس وقت المزايدة والحديث عن تلك العروض والتي لا نريد أن نصفها بالوهمية والخيالية، فلا يوجد مدرب في الدنيا يمكن أن يرفض تدريب منتخب غانا بعد المونديال الأخير من أجل عيون أي نادٍ أفريقي مهما بلغت مكانته وقيمته.
فمثلما يعتبر المدرب الصربي أنه صنع اسمه فلابد أن يعرف أن الهلال أضاف لسيرته الكثير بقيادته له من الموسم الماضي، وقد سبقه مدربين لهم وزنهم وحققوا مع الفريق أيضاً انجازات أكبر بكثير من الذي وصل إليه المدرب الصربي حالياً، وعلى المدرب أن يعود للتاريخ ويتعرف على انجازات من سبقوه أمثال أحمد عبد الله وريكاردو وغيرهما من المدربين.
الانتقادات التي طالت المدرب الهلالي لم تتعد حدود أرضية الملعب وكانت عبارة عن ملاحظات للمردود الفني في الفريق والأخطاء التي ظلت ترافق التشكيل، ولم يكن فيها تشكيك في سيرة المدرب واسمه وهذا الشئ يفرض على ميشو أن يتعامل بحكمة وأن تكون ردة فعله في الحدود ولا يستغل الانتصارات للمزايدة على نفسه خصوصاً وأنه يرتبط بعقد مع الهلال.
وما يحسب للمدرب ميشو أنه لا يكابر ويستفيد من بعض الأخطاء، ويأتي اعترافه بتقصير الحارس المعز محجوب في مباراة القطن الأخيرة وتلميحه لإعادة جمعة إلى الفريق الأساسي لتؤكد أن المدرب الصربي لم يكن راضياً على المعز وأن جمعة سيكون الأساسي اعتبارًا من لقاء اليوم أمام حي العرب.
ولا اعتقد أن هنالك أي شخص يمكن أن يتحدث عن اقالة المدرب حالياً، فالوقت الحالي لا يخدم الهلال لإستجلاب أي مدرب وقد قطع رئيس الهلال الطريق على البعض بنفيه ارتباط الهلال بالمدرب المصري مصطفى يونس.
لقد قطع ميشو مع الهلال نصف المشوار في طريق الوصول إلى الدور نصف النهائي، وسيكون على المدرب التركيز أكثر خاصة وأنه يحارب على جبهتين بين المشاركة الأفريقية والبطولة المحلية التي بدأ العد التنازلي فيها .
وتبقى المرحلة المقبلة تمثل تحدياً كبيرًا لمدرب الهلال فجميع المباريات سواءً على صعيد الدوري الممتاز أو في دوري أبطال أفريقيا ستكون حاسمة ومفصلية وتحتاج إلى جهد مضاعف من قبل الجهاز الفني.
مباريات الهلال الماضية أثبتت أن الفريق سيكون في حاجة إلى معد بدني محترف وبقدرات عالية للتغلب على مشاكل الإرهاق وضغط المباريات وتخفيف الحمل على اللاعبين وتجهيزهم بشكل أفضل.
فمشاكل الإصابات التي لاحقت الفريق وعدم وجود التأهيل المناسب الذي تسبب في استمرار غياب سامي عبدالله يفرض على الجهاز الإداري مراجعة عمل الجهاز الفني فيما يخص تأهيل اللاعبين بدنيا، فما يتعرض له بعض اللاعبين من ارهاق أمثال هيثم مصطفى وعمر بخيت اللذين يغيبان عن مواجهة حي العرب الليلة تأكيد على أن وجود المعز أصبح ضرورة ملحة ليكمل مع الفريق بقية المشوار.