مهنة التدريب من أصعب المهن وأكثرها تعقيدا لأنها لا تستمر إلا في حالات نادرة جدًا وقد يلعب الحظ والتوفيق فيها دورًا كبيرًا . ويمكن تعريف التدريب بأنه إعداد بدني وذهني وخططي ومهاري للاعبين لتنفيذ خطط المدرب لتحقيق الانتصارات والبطولات، ويمر التدريب بمراحل متعددة حسب رؤية المدرب لإعداد الفريق. تختلف مدراس التدريب ويختار كل مدرب طريقة اللعب التي تتوافق مع أسلوبه التدريبي ويخلط الناس كثيرًا بين طريقة اللعب والخطة حيث أن طريقة اللعب هي تنظيم قوي يتم إعداد الفريق عليه من بداية الموسم وهي لا تتغير ويرسم من خلالها المدرب الواجبات الدفاعية والهجومية لتحقيق الهدف.
قد نختلف أو نتفق على جدوى الوقت المحدد لبداية الدوري الممتاز حيث أن الاتحاد العام لكرة القدم ينظر بمنظار استمرار أندية القمة في المنافسات الأفريقية وأن بداية الموسم في التوقيت المقرر تساعدهما في حال الاستمرار في البطولات القارية. أما من وجهة نظري أن المريخ غادر بطولة الأندية الأبطال الأفريقية نتيجة لعدم الإعداد الجيد والوصول إلى لياقة المباريات التي هي المطلب الرئيسي لقوة الأداء والفوز ومن هنا يتضح لنا أن النجاح في الفوز أو تحقيق البطولات يحتاج إلى الإعداد البدني القوى للفريق لأن الكرة أصبحت تعتمد على السرعة والمهارة، ولاتكفى المهارة وحدها لقيادة الأندية أو المنتخبات لتحقيق الانتصارات، وتعتبر كرة القدم الحديثة لعبة شاقة وفيها الكثير من الإجهاد. لذلك أصبح من الواجب إعداد اللاعب لهذا المجهود البدني العنيف، ولما كانت مرحلة الإعداد والتكوين هي المرحلة الأساسية التي تعد اللاعب لمواجه وتحمل المباريات والمنافسات. فإن هذه المرحلة تأتي في المقدمة من حيث الأهمية في برنامج التدريب، إذ يتوقف عليها نجاح الفريق
بالنظر إلى إعداد الأندية السودانية للموسم الرياضي نجد أن أندية القمة كثيرًا ماتعاني من حضور المحترفين في الزمن المحدد لحضورهم بعد انتهاء الإجازة المقررة لهم من إدارة الكرة .
تعددت فترات الإعداد في هذا الموسم فكانت البداية قبل بداية الدوري الممتاز ثم بين الدورتين ثم يتوقف الدوري في نهاية رمضان في فترة توقف إجبارية للفرق وبالتأكيد لها تأثير على عدد من الأندية لأن بعض الأندية قد اكتسبت حساسية المباريات وتوقف قد يؤثر سلباً عليها بعد عودة المنافسة مرة أخرى وقد يكون التوقف سبب في عودة بعض الأندية التي تعاني من ضعف في المستوى والأداء والنتائج وذلك بمراجعة كل الأخطاء وترتيب وضع الفريق والعودة بقوة لمباريات الدوري بعد التوقف، ولن يشمل التوقف فريق الهلال الذي يقاتل في بطولة الأندية الأفريقية الأبطال حيث تنتظر الفريق مباراة مهمة جدًا أمام القطن الكاميروني في المرحلة الرابعة من دوري المجموعات في البطولة الأفريقية في نهاية الشهر المبارك.
لابد للأندية من الاهتمام بالإعداد البدني للاعبين قبل الموسم وأثناء المباريات وبين الدورتين حتى يكون الفريق قادرًا على مواصلة المباريات بلياقة بدنية عالية لأن ضعف الإعداد يتسبب في الإصابات التي تحدث للاعبين.
على الاتحاد العام لكرة القدم الاهتمام بالتدريب والمدربين وإقامة الدورات التأهيلية لهم وإرسال بعضهم للدول المتقدمة في المجال التدريبي لرفع الفكر التدريبي واكتساب الخبرات والعودة مرة أخرى لتطبيق ذلك.
ختاماً نتمنى التوفيق لكل المدربين وفي مقدمتهم مدرب المنتخب الوطني محمد عبدالله مازدا والعودة بنقاط مباراة الكنغو والتأهل للنهائيات الأفريقية للأمم.