ظهر فريقا القمة في هذا الموسم بمستويات غير مرضية للقاعدة الرياضية وقد توقعنا بعد التسجيلات التي قام بها الفريقين أن لايعاني الفريقان في بطولة الدوري الممتاز وأن يحقق كل فريق الفوز بكل بسهولة ولكن حدث العكس فأصبحت أندية الأقاليم تشكل عقبة كبيرة أمام فريقي القمة. فاز الهلال في مباراته الأخيره بصعوبة على حي العرب بورتسودان بثلاثة أهداف مقابل هدفين وحقق المريخ نفس النتيجة أمام الأمل عطبرة بمستوى لا يشبه أندية القمة ذات التاريخ الكبير والجولات في أدغال أفريقيا والانتصارات على أكبر أندية القارة السمراء .
يتصدر المريخ الدوري الممتاز ويحتل الهلال قمة المجموعة الأولى في دوري المجموعات في بطولة الأندية الأفريقية بمشاركة فريق انيمبا النيجيري الذي يتفوق على الهلال بفارق الأهداف. والظاهرة التي تحتاج إلى وقفة من المسئولين في أندية القمة بالوقوف معها طويلاً المستويات التي يقدمها الفريقين بعيدًا عن النظر إلى الانتصارات التي تحققت حتى لا تأتي لحظة لن ينفع معها الندم .
يعاني الصربي ميشو مدرب الهلال في هذه الأيام من انتقادات كبيرة في الوسط الإعلامي الرياضي فقد ذهب البعض إلى انتقاده في المستويات التي يقدمها الفريق في هذا الموسم وعدم ثبات المدرب على تشكيلة واحدة.
التقييم الفني يختلف عن التقييم الإعلامي فالهلال ينتصر ولم ينهزم حتى الأن في بطولة الأندية الأفريقية وهو انجاز كبير يحسب للمدرب الصربي ميشو لأن الهلال قد لعب حتى الأن ثلاث مباريات خارج السودان ولم ينهزم وذلك لن يأتي بالصدفة لأن الهلال حقق الموسم الماضي الفوز على الاتحاد الليبي على أرض الأخير ووسط جمهوره في ظل قيادة المدرب الحالي الصربي ميشو ، إذن من أهم الايجابيات في عهد المدرب ميشو ثقافة اللعب الايجابي في المباريات الخارجية والتي نجح المدرب فيها بدرجة امتياز.
يقابل النجاح الأفريقي للمدرب ميشو خسارة الهلال لصدارة الدوري الممتاز حيث خسر الفريق من نده التقليدي المريخ ومن أهلي شندي قبل أن يتعادل مع النيل الحصاحيصا ولا نعلم السر في تقديم الفريق لمستويات في الدوري الممتاز تختلف تمام الاختلاف عن مستويات الفريق في بطولة الأندية الأفريقية الأبطال والمباريات الودية التي يظهر الفريق بقوة وحماس ويرتفع الأداء.
يجب على إدارة الهلال الاجتماع مع ميشو لمعرفة الأسباب في ظهور الفريق بمستوى لا يتناسب مع إمكانيات الفريق في الدوري الممتاز، فربما يكون السبب هو تركيز المدرب ميشو على البطولة الأفريقية، وربما عدم اكتساب ميشو خبرة التعامل مع الدوري الممتاز وقد تكون هناك أسباب أخرى غير مرئية.
وبعيدًا عن الإعلام نجد أن اللاعبين في الهلال على تفاهم كبير مع المدرب ميشو والعلاقة بينهم قوية ونلاحظ ذلك في مباريات الفريق وفي التهاني بين اللاعبين والمدرب وفي تصريحاتهم في الصحف ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل مايقدمه الهلال في ظل وجود لاعبين على مستوى عالٍ من المهارة بقيادة النجوم المعز محجوب وجمعة ومساوي والمعلم والبرنس وعلاء الدين يوسف وامتلاك الفريق أفضل خط هجوم في أفريقيا بقيادة الهداف الخطير المحترف الزيمبابوي سادومبا يتناسب مع هذه الإمكانيات الفنية التي يمتلكها الفريق؟.
إذا أرادت إدارة الهلال تحقيق بطولة الأندية الأفريقية لابد من وقفة مع ميشو وذلك بتعيين ثلاثة من أبناء الهلال المدربين كمستشارين فنيين للمساهمة مع مجلس الإدارة لمعرفة أسباب المستويات التي يقدمها الفريق وذلك بعيدًا عن النظرة الإعلامية ومناقشة المدرب ميشو بصورة علمية والوصول إلى الحلول الصحيحة والتي تصحح أوضاع الفريق الفنية.
ختاماً نتمنى أن لا يتأثر مجلس إدارة الهلال بما يكتب في الإعلام وأن يكون استمرار المدرب الصربي ميشو في تدريب الفريق أو إعفائه مبنى على أسس علمية تخدم مصلحته حتى يتحقق المراد.