لا احد يستطيع أن ينكر على اللاعب البرازيلي انه من افضل اللاعبين في العالم، لذلك وجدوا فرصة الاحتراف في العديد من البلدان، الشئ الذي أدى إلى توجه كل الانظار صوب كل ما هو برازيلي، لتصبح البرازيل هي العلامة البارزة في تاريخ كرة القدم، بما حققه لاعبوها من نجاحات لا تحصى سواءً على مستوى المنتخب أو الافراد. والمدرب البرازيلي هو الآخر لا يقل مكانة عن اللاعب، فقد اصبح مطلوباً وبشدة لنجاحاتهم الكبيرة. الهلال نادي رائد في الوطن العربي وافريقيا، ويسعى لتحقيق البطولات ايضاً، اتجه للمدرسة البرازيلية من اجل صناعة فريق يليق بمكانة وسمعة النادي في افريقيا والوطن العربي، بل والعالم بأثره كغيره من الاندية الكبيرة ، فنجد أن السمة البرازيلية اصبحت ملازمة للهلال، وكادت أن تكون ايقونة ثابتة في ادائه وشكله، وكما هو معروف أن المدرسة البرازيلية تعتمد على الأداء السلس والكرة الجميلة الهجومية مع الصرامة الدفاعية والمتعة والتشويق والتنويع في اسلوب اللعب، وكل جماليات كرة القدم التي تعشقها الجماهير الزرقاء صاحبة الذوق الرفيع والحس الكروي العالي، فهي صاحبة حس فني وتستطيع أن تقيم اللاعب أو المدرب من الوهلة الاولى.
تجربة الهلال مع الاسلوب البرازيلي كانت ناجحة بكل المقاييس، وانضر واجمل فترات الفرقة الزرقاء كانت مع البرازيليين الذين تعاقبوا على الادارة الفنية بالهلال.
هيرون ريكاردو قاد الهلال بإقتدار مع الكبار
البرازيلي ريكاردو بنفسه يعتبر أن موسم 2007م كان علامة مضيئة في سيرته التدريبية، وصنعت منه اسم لامع جعل العديد من الاندية الافريقية والعربية تتجه للتعاقد معه كالاسماعيلي المصري والاهلي الاماراتي والمريخ السوداني.
استطاع ريكاردو بما وجده من امكانيات وخامات جيدة من اللاعبين أن يخلق فريقاً قوياً ومتجانساً ومتناسقاً في شكله واسلوبه، جعل الكل يعود للمدرجات من اجل الاستمتاع بتلك السيمفونيات العذبة التي كان يعزفها أولئك اللاعبين، فكان الهلال يملك افضل خط هجوم في افريقيا بقيادة الثنائي النيجيري آنذاك كلتشي وقودوين، وكذلك افضل طرف يمين الذي كان يشغله بإقتدار يوسف محمد. فالازرق استطاع أن يتفوق على الزمالك والترجي التونسي، ولكن النتيجة التاريخية كانت امام الاهلي المصري فريق القرن في افريقيا، الذي كان في قمة مجده الكروي وهيمنته على القارة السمراء، تمكن الهلال من هزيمته بثلاثية مذلة جدًا رغم الخسارة منه في مباراة الذهاب بمساعدة الحكم السنغالي. رغم هذه النتائج الجيدة التي حققها الهلال مع ريكاردو، إلا أنه اخفق في العام 2008م نسبة للكثير من الظروف التي احاطت بالفريق، وقد يكون هذا الاخفاق مبررًا لأن الفرقة الزرقاء فقدت المهاجم القوي قودوين، الذي كان يشكل ثنائية مرعبة مع كلتشي، واستقدم اللاعب احمد عادل، إلا أنه لم يكن قدر التحدي، وفشل في اضافة ما كان مرجوًا منه.
سانتوس كان واقعياً للحد البعيد ونجح
بعد ذهاب ريكاردو خلفه مواطنه دي سانتوس في العام 2009م، ولكنه لم يجد فريق الهلال كما كان قوياً يهز الارض تحت اقدام الخصوم، بل وجده من غير انياب هجومية بعد فقدانه للثنائي كلتشي الذي ذهب للند التقليدي المريخ، وقودوين الذي فضل الاحتراف في الدوري الاماراتي مع فريق النصر، فقد كان المهاجم الوحيد المحترف الموجود في تلك الفترة هو الكنغولي ليلو امبيلي الذي يميل إلى اللعب الاستعراضي والجنوح إلى اطراف الملعب.
امبيلي صاحب أغلى هدف في مسيرة 2009م
يعتبر المهاجم الكنغولي امبيلي صاحب اغلى هدف في مسيرة الهلال في العام 2009م، فقد كان الهلال متأخرًا بثلاثة اهداف مقابل هدف امام اول اغسطس في انغولا، وكان عليه أن يحرز هدفين دون أن يدخل شباكه أي هدف ليتأهل إلى ربع النهائي، وتمكن امبيلي من احراز ذلك الهدف الذي وضع الهلال في ربع النهائي بعد أن تخوف الجميع من مغادرة الهلال للابطال، فالبرازيلي دي سانتوس كان يتعامل بواقعية يحسد عليها، فقد كان يعلم جيدًا امكانيات لاعبيه، ويجيد قراءة الملعب بصورة ممتازة، وكان يلعب بالاسلوب التجاري الذي يعتمد على النتائج فقط دون النظر إلى جماليات الأداء، وترك الهلال وهو متصدر للدورة الاولى للممتاز ومتأهلاً لدور المجموعات في البطولة الافريقية.
كامبوس سبقته سمعته وأصاب بعضاً من النجاح
قدم المدرب العالمي كامبوس إلى فريق الهلال وتسبقه سمعة كبيرة في مسيرته التدريبية، ويكفيه أنه كان مساعدًا لمدرب ريال مدريد كارلوس البرتو، فقد توقع الجميع النجاح لكامبوس والتفاؤل يسود كل عشاق الازرق، واستطاع أن يحقق بطولة بني ياس في بداية الموسم الكروي، بعد أن تغلب على المحرق البحريني، ثم فاز في المباراة النهائية على بن ياس، وقد اشرف على اول مباراة له، وكانت امام المريخ في دوري الابطال، وتمكن من الخروج بها إلى بر الامان بعد أن فرض التعادل السلبي على المريخ وسط جماهيره.
ثلاثية تاريخية أمام المريخ في الأبطال
تمكن البرازيلي كامبوس من هزيمة المريخ في لقاء الاياب في بطولة الابطال بثلاثية تاريخية في مباراة مثيرة من الجانبين، فقد سجل الاهداف كل من: ايفوسا ، ديمبا باري ، وعمر بخيت. وفي ذلك العام احرز كأس الممتاز واردفه بكأس السودان الذي يعتبره بمثابة الهدية التي قدمها لجماهير الهلال في موسمه الاول مع الفرقة الزرقاء.
خسر من مازيمبي ورد اعتباره
تكاد تكون الخماسية التي خسر بها الهلال من مازيمبي هي النتيجة الاثقل على الفرقة الزرقاء، بعد نجاحات متواصلة وانتصارات مدوية في بطولة ابطال افريقيا، إلا أن مازيمبي كسر تلك القاعدة (، إن الهلال لا يخسر على ملعبه) وتفوق عليه بخماسية رغم تقدم الهلال، وبعد نهاية المباراة صرح كامبوس بأنه قادر على هزيمة مازيمبي في عقر داره، وقد ظن كثير من المتابعين أنه تصريح فيه شئ من الجنون، ولكنه كمدرب كبير له كرامته استطاع أن يقهر مازيمبي في أرضه بثنائية المرعب سادومبا بعد عشرين عاماً لم يذق فيها طعم الهزيمة على ارضه، ورد اعتبار الهلال الذي اثبت للجميع أنه يوم (الخماسية) لم يكن في يومه، وأنها هزيمة عابرة فقط.