{ إن استمرار الهلال والارسنال في البطولة الافريقية هذا أمر حتمي ومسئولية كبرى تقع على عاتق الجهازين الفنيين ونجوم الفريقين فالجماهير بصورة عامة تعوّل كثيرًا على نجوم الهلال والارسنال بالاستمرار قدماً في البطولة الافريقية، حيث أن الفريقين يملكان الخبرات واللاعبين الاكفاء والجهاز الفني المقتدر بالاضافة لمعرفتهما التامة بهذا النوع من البطولات، لقد استبشرنا خيرًا هذا الموسم بالجماهير بدأت العودة التدريجية للمدرجات لمشاهدة المباريات وشاهدنا تدافعاً جماهيرياً كبيرًا في مباريات الممتاز ومباراة المريخ امام كمبالا سيتي ولكن مدى استمرارية حضور الجمهور لمشاهدة المباريات رهين باستمرارية هذه الاندية في المنافسات الافريقية إننا لا نجزم بخروج المريخ من المنافسة الافريقية ولكن نتيجة مباراته امام كمبالا سيتي بالخرطوم وخسارته صفر/2 صعّبت عليه المهمة ولكن الكرة الان في ملعب نجوم المريخ الذي يقع على عاتقهم مسئولية استمرار المريخ في المنافسة وقلب الطاولة رأساً على عقب وعليهم ادراك أن خروجهم من التمهيدي على يد فريق كمبالا سيتي امر يقدح في كفاءتهم فالمريخ نادي رائد وعريق في المحافل الافريقية وكونه يخرج من الدور التمهيدي على يد كمبالا سيتي فإن التاريخ لايرحم وسوف يسجل لهذا الجيل من نجوم المريخ تلك السقطة الكبرى التي سوف يحفظها لهم التاريخ بمثل ماحفظ لنجوم المريخ السابقين انجازاتهم وانتصاراتهم في بطولتي سيكافا ومانديلا، فالتاريخ سجل لهؤلاء النجوم تاريخاً كبيرًا ظلت تتناقله الاجيال جيلاً بعد جيل وهذا لأول مرة يحدث في تاريخ الاندية السودانية. إن نجوم المريخ يدركون هذا الامر تماماً ولانريد أن نذكرهم بواجبهم فهم ادرى به نعود مرة اخرى لإستمرارية الهلال والارسنال في البطولة الافريقية فجيل الهلال الحالي وجيل الارسنال يجب ايضاً أن ينتصروا لأنفسهم ويسجلوا تاريخاً لأنفسهم وناديهم فالاصرار والعزيمة والارادة هي التي تقهر المستحيل ولامستحيل تحت الشمس، فكرة القدم لعبة الجهد والعرق داخل المستطيل الاخضر وعلى الجهازين الفنيين للفريقين ضرورة وضع التشكيلة المناسبة والاستفادة بقدر الامكان من تجربة المريخ ونريد أن نذكر الاجهزة الفنية للفريقين بأن طريق البطولات شائك ومعقد واهم نقطة فيه هو الفوز داخل وخارج الارض واقلاها التعادل ويمكن للفريقين أن يأخذوا تجربة الاهلي القاهري الموسم الماضي، حيث فاز بكأس الاندية الافريقية الابطال في ظل توقف الدوري المصري وهذه تجربة جديرة بالدراسة والاحتفاء بها، فنجوم الاهلي المصري لم يفكروا في توقف الدوري وعدم دخولهم فورمة المباريات وعدم الاحتكاك وغيرها من المصطلحات التدريبية، وإنما لعبوا تسندهم خبرات متعددة وتجارب ثرة في المعترك الافريقي. يجب على الاجهزة الفنية للفريقين أن تعمل على تهيئة اللاعبين نفسياً لأن الاندية التي تفوز بهذه البطولات ليست افضل منهم بأي حال من الاحوال ولكن قوة السعي نحو تحقيق الاهداف ووضع شعار النادي وبلدهم نصب اعينهم هو الزاد القوي والمعين للوصول لمنصات التتويج.
أما الحديث عن ثقافة البطولات فهو حديث جيد ولكن ماذا ينقص لاعبينا في سبيل الوصول لمنصات التتويج انه التخطيط، ولكن لندع التخطيط جانباً ولنشحذ همم نجوم الهلال والارسنال بشحنات معنوية عالية وعدم تضخيم كأس افريقيا ونقول إن الوصول لمنصات التتويج امرًا صعباً فيجب احترام المنافسة وعدم وصفها بالصعوبة وعدم التقليل من شأنها أن استمرار الهلال والارسنال في البطولتين يصبح هو الامل الوحيد للكرة السودانية لإسترداد اراضيها التي فقدتها مؤخرًا، ففي الموسم الماضي بعد خروج الهلال والمريخ من البطولة الافريقية انفض سامر الجماهير وعزفت عن دخول المباريات وغادرتها إلى غير رجعة واصابها الاحباط من جراء خروج الفريقين من المنافسات الافريقية، نأمل أن يعي نجوم الهلال والارسنال هذه الدروس ويعملوا مافي وسعهم للحفاظ على العودة التدريجية للجماهير للمدرجات حتى لاتصبح المدرجات خالية كما كان في الموسم الماضي.