مشاركة أبناء جنوب السودان استقبلها أبناء الشمال بالدموع
نجوم المريخ كانوا مع ركاب الطائرة الاثيوبية المختطفة بصالة واحدة بأديس
عندما حقلت طائرة الخطوط الاثيوبية 767 العملاقة في سماء مدينة عنتبي على ضفاف بحيرة فكتوريا منبع النيل الأبيض والتي تكسوها السحب الكثيفة حاجبة عنا في أوقات كثيرة الرؤية من سحر الطبيعة الخلابة التي تميز مدينة عنتبي التي يقع مدرج مطارها على بعد عشرات الأمتار عن حوض البحيرة الممتدة نحو المدينة باتجاهات مختلفة جعلتها شبه بحيرة
لحظة دخولنا إلى صالة وصول مطار عنتبي أنا وزميلي نميري شلبي تفاجأنا بإجراءات أمنية عقيمة كوننا سودانيان ونحمل صفة الصحفيان لذلك تعرضنا لإستجواب وأسئلة تعسفية ومكررة، وسبق لنا أن جاوبنا عليها من خلال الفورمات التي ملأناها كإجراء روتيني في كل مطارات العالم، وتصادف وصولنا مع وصول الزميل محمد أحمد محمد الحسن ممثل صحيفة الزعيم القادم بالطائرة الكينية وهو الآخر تعرض لإستجواب واجراءات استمرت لمدة ساعات كونه طلب تأشيرة لدخول المطار، ولكن تواجد الاخوة الأعزاء من الملحقية العسكرية عبدالرحمن خميس عمران الملحق الإداري بالملحقية وزميله حمدان- ودخولنا - منح الزميل محمد أحمد تأشيرة الدخول بعد معاناة كبيرة، ولاحقاً علمناً أن مثل هذه الإجراءات دائماً مايتعرض لها حاملوا الجوازات، السوداني والصومالي في مطار عنتبي.
ونحن في طريقنا بالعربة الفارهة التي خصصت لنا من الاخوة في الملحقية العسكرية من مدينة عنتبي إلى العاصمة كمبالا التي تبعد حوالي 45 كيلو متر مرورًا ببحيرة فكتوريا التي سحرتنا الطبيعة الجاذبة طول الطريق والخضرة والماء ومزارع الموز وأشجار الفواكه المختلفة المنتشرة في كل مكان، ورغم أن المسافة 45 كيلو متر إلا أن الزمن يستغرق أكثر من ساعة لإزدحام الطريق الذي يربط عدد من المناطق بالعاصمة كمبالا، وعند دخولنا كمبالا لؤلؤة العواصم الافريقية سحرتنا بطبيعتها وأشجارها وأجوائها، وهي مدينة تتفوق على أديس أبابا بالطبيعة والأجواء المعتدلة وتفوقها بهضابها ومرتفعاتها في الطرق، وكذلك تتفوق في المعمار، كما أن كمبالا تتفوق في جمالها الساحر على مدينة أروشا بتنزانيا والتي يطلق عليها عروس المدائن الأفريقية.
كمبالا مدينة الازدحام تسهر ليلاً
كمبالا أجمل عواصم أفريقيا، مدينة مزدحمة طيلة الوقت وطبيعتها تساعد على ذلك، حيث أن شوارعها ضيقة وملتوية إضافة إلى أنها تمر بمرتفعات وتكسوها الأشجار من كل جانب، وعادت هذه المدينة أن تسهر ليلاً وتأتيك أصوات الإيقاعات الأفريقية من كل الإتجاهات.
الملحقية العسكرية بكمبالا تقوم بأكثر من واجبها
تضم الملحقية العسكرية بسفارة السودان بكمبالا طاقم عمل متفاهم إلى الحد البعيد، ويقودها العميد الركن أسامة محمد أحمد الملحق العسكري، وقامت الملحقية بتذليل كافة الصعاب التي تواجه البعثة، إلى جانب الوفد الصحفي الذي استضافته الملحقية بمنزل الأخ سر الختم محمد عبدالقادر مع توفير كافة سبل الراحة من هواتف وانترنت لتسهيل المهمة الصحفية. ونخص بالشكر الملحق العسكري والثلاثي الذي يظهر في الصورة من اليمين حمدان علي بول ومن الشمال عبدالرحمن محمد خميس عمران الملحق الإداري بالملحقية، وبالجلابية سر الختم محمد عبدالقادر. ونخص بالشكر الوزير المفوض نائب السفير وأسرة السفارة السودانية بكمبالا على ماوجدناه من اهتمام كبير لم يسبق أن وجدناه إلا في انجمينا أو نيروبي وتنزانيا وهكذا هم السودانيون خارج الديار.
المواتر أهم وسيلة في كمبالا
يعتبر المواتر أو «الموتو» كما يطلق عليه اليوغنديون من أهم الوسائل في مدينة كمبالا المزدحمة، حيث يستخدم وسيلة مواصلات داخلية لتفادي زحمة المرور، ويشغله الرجال والنساء لقضاء مايحتاجون بواسطته، لذلك في كمبالا كل شخص يسعى لإمتلاك دراجة نارية.
المرأة اليوغندية نموذج يحتذى به
من الملاحظات أن المرأة اليوغندية أنموذج للمرأة الافريقية التي يحتذى بها، حيث أنها تعمل ليل نهار في الأعمال المختلفة منها الشاقة، ومن عادات اليوغنديين أن المرأة لاتجلس في المنزل عاطلة، ولابد لها أن تعمل حتى ولو كان زوجها طبيباً أو مهندساً، لذلك تجد الشوارع مزدحمة بالنساء العاملات.
سودانيان يمتلكان أفخم معمار في كمبالا
تمتاز كمبالا رغم ضيق شوارعها بطرق صممت بطرق حديثة وتمتاز كذلك بفن المعمار، والملاحظ أن بالمدينة عدت معالم بارزة وبنيات شاهقة، وهناك برج يعتبر من أبرز المعالم وأفخم البنيات المعمارية المميزة يمتكله سودانيان وهما شقيقان مقيمان في كمبالا منذ وقت بعيد، ومن أشهر السودانيين والرأسمالية في يوغندا.
جامع القذافي تحفة
المسلمون في كمبالا غالبية عظمى، حيث يأتيك صوت الاذان في أوقات الصلاة من كل اتجاه.. ويعتبر مسجد الزعيم الراحل القذافي معلماً بارزًا في كمبالا، حيث تشاهده من المواقع المختلفة لموقعه المرتفع بإحدى هضاب كمبالا.
قناة الشروق والسفارة براءة من الإتهامات
(قوون) الوحيدة التي تعلم أسرار عدم نقل المباراة
أثار عدم تلفزة مباراة المريخ وكمبالا سيتي يوم السبت الماضي على قناة النيلين الفضائية كثيرًا من ردود الأفعال بالسودان وفي كمبالا، حيث تابعنا الحديث الذي أدلى به خالد الاعيسر مدير القناة وهاجم فيه السفير وقناة الشروق وحملها مسئولية فشله في نقل المباراة، وكل ماقاله الاعيسر في حق السفير وقناة الشروق لا أساس له من الصحة، والحقيقة الغائبة التي لايعلمها أحد فإن (قوون) تعرف السر وراء عدم التلفزة، والخطأ الذي حدث والمسئولية يتحملها خالد الاعيسر لوحده.
أولاً: سافر الاعيسر إلى كمبالا سرًا دون مخاطبة السفارة أو زيارة السفير وعمل اجراءات النقل عن طريقه بإعتباره هو الذي يمثل السودان في يوغندا، وهذا مالم يفعله الاعيسر الذي سافر واستعان ببعض السودانيين هناك، وقام بتوقيع العقد مع التلفزيون والاتحاد اليوغندي، وفي نفس الوقت تجاهل نادي كمبالا سيتي صاحب المباراة، وهو الوحيد الذي له حق الموافقة بالنقل أو الرفض.
ثانياً: ارتكب الاعيسر خطأ آخر بعدم ايفاده لمندوب قبل 48 ساعة من المباراة ليكون موجودًا في كمبالا يتابع الإجراءات الفنية، ومن مهام المندوب هو معالجة مثل هذه الأحداث الطارئة، والدليل على ذلك حتى مندوبي السفارة السودانية سألونا عن مندوب قناة النيلين الذي يشرف على نقل المباراة.
وماحدث يعتبر اهمالاً من خالد الاعيسر بوصفه مديرًا للقناة وكان من الأبجديات إيفاد مندوب، لذلك دفع الاعيسر ثمن أخطائه.
عندما تبقت للمباراة ساعة ونصف وحضرت عربة التلفزة وتم منعها توجهت بسؤال لمندوب نادي كمبالا لماذا لم تنقل المباراة؟ وكان رده أنه حسب لوائح الكاف أن المباراة ملك لنادي كمبالا مثلما كانت مباراة الخرطوم ملكاً للمريخ، لذلك رفضنا نقلها، وماحدث وللأمانة والتاريخ لم يكن قصورًا أو قصدًا من التلفزيون اليوغندي أو عمل مخطط له من السفارة أو قناة الشروق، ولكن الشخص الذي قام بهذه العملية وتسبب في عدم نقل المباراة استغل عدم وجود ممثل لقناة النيلين، وحدث ماحدث مع مندوب نادي كمبالا سيتي ونجحا في عدم نقل المباراة، ولو كان هناك مندوب موجود لتدارك الأمر.
وحتى لانكون سبباً للفتنة نحتفظ لأنفسنا بالأسباب التي أدت إلى عدم نقل المباراة حتى تكون درس لكل القنوات بإرسال مناديب لها في مثل هذه الحالات.
ومن هنا نؤكد أن قناة الشروق ليست وراء هذه العملية ولا حتى سفارة السودان بيوغندا والتي كانت أكثر حرصاً على نقل المباراة، وعلى الاعيسر أن يعي أنه دفع ثمن بعض الأخطاء.
الشعب اليوغندي طيب ويحب المنتخب
الشعب اليوغندي مسالم عكس كثير من الشعوب الافريقية ويحب العمل ويرحب بالضيوف، ونادرًا ما تجد ما يعكر صفوك في كمبالا، ويحب الشعب اليوغندي كرة القدم وخاصة المنتخب الوطني اليوغندي، وقال لنا السودانيون هناك: إن الشعب اليوغندي يتحول إلى بركان ثائر عندما يكون للمنتخب الوطني مباراة بأرضه وهم يحبون منتخب بلادهم بجنون.
وجبات سودانية
ظل الوفد الصحفي يتناول الوجبات السودانية المعروفة، العصيدة، القراصة والكسرة، حيث لم يتناولوا أي وجبة يوغندية وذلك لوجود أعضاء الملحقية العسكرية بأسرهم في كمبالا.
ما زالت مشاركة أبناء جنوب السودان في تشجيعهم ومؤازرة المريخ أثرها وصداها، حيث قطعوا مسافة امتدت ليوم كامل من أجل تشجيع المريخ ممثل السودان، ووجدت المشاركة الأثر الكبير وقابلها بعض السودانيين وأفراد البعثة بالدموع.
نجم سوداني في كمبالا يرفض المنتخب اليوغندي
الشاب بالصورة أعلاه سوداني يدعى محمد أحمد اسحق من والد سوداني من مدينة الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور ومن والدة يوغندية، والده توفي وكان وقتها لم يتجاوز عمره أربعة أعوام، وكذلك توفيت والدته وله شقيقة وحيدة متزوجة من كيني تعيش في نيروبي، وحالياً يعيش وحده في كمبالا، وهو لاعب كرة مميز يلعب بفريق الاكسبريس اليوغندي وأكمل فترته ورفض التجديد لأي فريق، وطلب منه العام الماضي المشاركة مع المنتخب اليوغندي في سيكافا لكنه رفض، وقال: رفضت المنتخب اليوغندي لأنني سوداني أريد اللعب في المنتخب السوداني، وقد التقى وفد إدارة المريخ الذي ودعه بإرسال تذاكر للحضور للسودان.
نجوم المريخ مع ركاب الطائرة الاثيوبية المختطفة
كان نجوم المريخ يجلسون داخل غرفة السلام الجوية الأرضية بمطار أديس أبابا فجر الاثنين في طريقهم إلى الخرطوم من يوغندا مع ركاب الطائرة الاثيوبية المختطفة التي كانت في طريقها إلى ايطاليا قبل اختطافها وهبوطها في الأراضي السويسرية، وبدأ اجراءات صعود الركاب إلى الطائرة متزامناً مع صعود بعثة المريخ، ودخل ركاب طائرة ايطاليا وركاب طائرة المريخ ببوابتين متجاورتين وفي وقت واحد.