لقد سعدت بالحراك الذي احدثه شيخ ادريس يوسف رئيس الاهلي السابق ودخوله بعمق في مشكلة الموردة وتقريبه لوجهات النظر ومبادراته الجريئة .. وشيخ ادريس يوسف نوع من الاداريين الذين لا يتكررون كثيرا فرغم ابتعاده عن الاهلي الا ان حب الرياضة يسكن في دواخله فما زال شيخ ادريس يستقبل بعثات الولايات المختلفة التي تشارك في الممتاز ويكرم وفادتها ويقيم لها حفلات التكريم وهو يطبق مفهوم الرياضي الشامل فليس عمله في الرياضة منحصرا في نادي الاهلي فقط بل يمتد لكافة الاندية .. وشيخ ادريس يعتبر من الاداريين الافذاذ كيف لا وقد دخل الوسط الرياضي وهو رجل اصيل فيه ، مارس رياضة كرة القدم ولعبها في عصرها الذهبي وزامل افذاذ اللاعبين في الهلال والمريخ والاندية ، وبعدها انخرط في العمل الاداري في النادي الاهلي وتدرج فيه حتى وصل منصب رئيس النادي وشهدت فترة رئاسته للنادي العديد من الانجازات التي لا تخطؤها العين وهو صاحب افكار نيرة وجريئة ويرى ان تطور كرة القدم يكمن في الاهتمام بعنصر الشباب والناشئين فهو يعتبرهم المنقذ للكرة السودانية من كبوتها وكان في كل احاديثه يتحدث عن ضرورة الاهتمام بالشباب والناشئين. ان النموذج الاداري الذي كان لاعبا في السابق هو الاداري الاقرب لتطوير منشط كرة القدم فالاداري الذي كان لاعبا هو مطلوب بشدة في ادارات الاندية فهذا النوع من الاداريين نجدهم غير متواجدين في الوسط الرياضي على الاطلاق والبعض لم يمارس كرة القدم على الاطلاق بل دخل الوسط الرياضي معتمدا على ما له وعلاقاته بالوسط الرياضي. ان الاداري اللاعب هو الذي يعرف تماما نفسية اللاعبين ويعرف تماما كيفية عمل دائرة الكرة التي تعتبر هي المحرك الرئيسي لفريق الكرة ، لذا يجب ان يديرها قدامى اللاعبين الذين يفهمون العمل في هذه الدائرة تماما ويستطيعون تحريكها بالطريقة المثلى .. ان رئيس النادي عندما يكون لاعبا سابقا لكرة القدم يعرف كل صغيرة وكبيرة عن سلوكيات اللاعبين ويعرف تمردهم عن التمارين من عدمه ويعرف كافة اساليبهم ويستطيع التعامل معها بحنكة عكس الاداري الذي لم يمارس كرة القدم فإدارته للنادي تجابهها العديد من المشاكل والمصاعب التي لا يستطيع ان يجد لها حلا ويغرق في شبر موية كما يقولون. ان ادارة كرة القدم ليست كبقية الادارات فهي تختلف اختلافا كبيرا عن ادارة اي مرفق آخر ، لها طقوسها ولها لغتها ومفرداتها وهي مسألة لا يفهمها الا شخص رياضي عاصر هذا الوسط لفترة طويلة. ان الجدل الذي دار في السابق حول من يتولى ادارات الاندية هل قدامى اللاعبين ام اصحاب رؤوس الاموال ، واعتقد ان هذه الجدلية لا زالت قائمة ولم يصل الجميع لحل لها ، واعتقد ان الادارة ايضا يمكن ان تدخلها ضمن اسباب تدهور مستوانا الكروي لان الادارة علم وفن وتجربة وتخطيط وممارسة. ان قدامى لاعبي كرة القدم عندنا قد انزووا بعيدا فهم لا يملكون الامكانيات المادية لادارة اي ناد في ظل الصرف المبالغ فيه ولكن على اقل تقدير ان تحترم الادارات جهود وتاريخ قدامى اللاعبين وان تسند اليهم دائرة الكرة فأهل مكة ادرى بشعابها واكيد سوف ينجحون فيها ويمكن اشراكهم في المسائل الفنية والاستعانة بآرائهم ومد يد العون للبعض منهم الذين تكون ظروفهم المادية غير ميسرة وصعبة ولكن مشكلة قدامى اللاعبين ستظل تؤرق مضاجع الجميع. نعود مرة اخرى لمبادرات شيخ ادريس الرياضية فهو رجل يعمل لعودة الوئام بين كافة ألوان الطيف الرياضي وقد وجدت مبادرته لرأب الصدع في نادي الموردة صدى طيبا لدى اقطاب الموردة وانصار الفرق وقد سجل زيارات لنادي الموردة وقوبل بحفاوة بالغة .. ان شيخ ادريس يوسف نموذج يحتذى من الاداريين متعه الله بالصحة والعافية. آخر الاشتات.. تعجبني رائعة الفنان عبد العزيز المبارك التي تقول: يا ماري بي بيتنا جيت صدفة ام جيتنا ليك هلت البيبان وفرحت شبابيكنا يا ريتنا لو عارفين يا ماري يا ريتنا