= أقتربت ساعة لقاء هلال الملايين بالملعب المالي على ملعبه ووسط جماهيره هناك على ملعب السادس والعشرين من أغسطس بالعاصمة المالية باماكو. = الملعب ضخم وكبير قامت بتشييده الحكومة الصينية كمنحة للشعب المالي كما فعلت في العديد من الدول الأفريقية. = لن نغالط الحقائق ونقول إن الهلال قد بات جاهزاً من جميع النواحي للمواجهة المرتقبه , علماً بأن مثل هذه المباريات تحتاج وبالضرورة أن تدخلها وأنت في كامل الجاهزية وعلى أهبة الإستعداد ووضع الإنطلاق. = الهلال جاهز من الناحية النفسية للمباراة وذلك لأنه الهلال صاحب الإسم الكبير في القارة السمراء ومواجهته دوماً تدخل الرعب في نفوس منافسيه. = والهلال جاهز بالخبرات التراكمية الكبيرة لدى لاعبيه ومقدرتهم الفائقة على فرض أسلوبهم في المباريات. = إلا أن لياقة لاعبي الهلال لم تكتمل بعد وأقصد بذلك لياقة المباريات التنافسية بسبب موسمنا التنافسي المقلوب والذي يفرض على لاعبينا الدخول في المعترك التنافسي الأفريقي الشرس دون أن يصلوا إلى قمة جاهزيتهم. = لقد حبر الزملاء كثيراً ولعدة سنوات في هذا الموضوع بالذات ولما لم يجدوا اذاناً صاغية من قادة إتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة ساروا مع التيار وكفوا عن طرق الموضوع على أهميته, ويبدوا أن الجميع قد أقتنعوا بصحة وجهة نظر قادة إتحاد الكرة. = وهنا تحضرني قصة الكاتب الدنماركي الشهير (هانس كريستيان أندرسن) والتي نشرت في العام 1837م وطبقت شهرتها الافاق. = وتقول القصة إنه كان في زمن من الأزمان إمبراطوراً يهتم كثيراً بثيابه والظهور بها في المناسبات العامة. = وفي أحد الأيام جاء اثنان من المتملقين المخادعين لذلك الإمبراطور وقالا له أنه بإمكانها أن يصنعا له ثياباً من أفخر أنواع القماش, تلك الملابس لن يستطيع رؤيتها الأغبياء وأولئك الذين ينحدرون من أسر وضيعة. = ولما كان الإمبراطور قلقاً من إمكانه هو شخصياً رؤية تلك الملابس فقد أرسل اثنان من كبار مستشاريه لمعاينة الملابس وفي واقع الأمر لم تكن هناك ملابس ولكن لم يستطع أي منهما قول الحقيقة حتى لا يوصفا بالغباء والإنحدار من أسر وضيعة , ولذلك عادا للإمبراطور وهما يشيدان بالقماش الجديد. = ولما سمع سكان المدينة بهذا القماش الجديد أبدوا إهتماماً شديداً بالموضوع لأن كلا منهم كان ينتظر لمعرفة غباء جاره. = وبعد ذلك سمح الإمبراطور للرجلين بإلباسه الملابس الجديدة حتى يطوف بها على شوارع المدينة ,كان الإمبراطور يعلم أنه عارٍ تماماً إلا أنه خشي أن يوصف بالغباء , وكان سكان المدينة يعلمون أنه عارياً (مولاي كما خلقتني) ولكن أحداً منهم لم يجروء على قول الحقيقه حتى إنبرى طفل صغير قائلاً : ولكن لماذا يمشي الرجل بلا ملابس .. حاول والداه إسكاته إلا أنه لم يصمت وظل يردد : الإمبراطور يمشي عارياً لينضم إليه أطفال اخر وفي النهاية إقتنع سكان المدينة بأن الإمبراطور يمشي عارياً وأنه أحمق ويريد لهم أن يصيروا حمقى مثله. = والسؤال الذي ينبغي أن تسأله أنديتنا هو : هل تجهز روزنامة الدوري الممتاز الحالية لاعبينا للتنافس القاري. = الإجابة قطعاً بالنفي..«لا«. = وهذا ما أراد أن يوصله لنا (هانس كريستيان أندرسن) من حبكة قصته عن الإمبراطور في العام 1837م. = »وسريعاً انتشر الهمس بين السكان من شخص إلى اخر حتى صار الهمس جهراً وبدأ كل السكان يصيحون :«الإمبراطور يمشي عارياً« = وبالطبع سمع الإمبراطور الصياح , وعلى الرغم من معرفته بأنه يمشي عارياً إلا أنه رفع رأسه عالياً وظل يمشي . = يبدو لي أن إتحادنا الهمام لا يقر بأن روزنامة دورينا ومنافساتنا لن تقودنا إلا إلى الفشل والخروج من التمهيدي.