= يتساءل الكثيرون عن نجاحات نجوم الهلال في السنوات السابقة وحتى الان حتى صاروا ملء الأسماع والأبصار في القارة السمراء من أقصاها إلى أدناها. = وفي معرض ردنا على هذه التساؤلات نقول إن الإدارات المتعاقبة على سدة الحكم في نادي الهلال العريق كانت ولا تزال تعتمد في تعاقداتها مع اللاعبين الذين ترغب في ضمهم للكشوفات الزرقاء على معايير محددة وغير مكتوبة وهذا إرث هلالي ظل متداولاً تتناقله الأجيال الهلالية جيلاً إثر جيل . = لقد مر على إدارة هذا النادي العريق عمالقة في علم الإدارة ويكفي هنا مثالاً زعيم أمة الهلال الراحل المقيم الطيب عبدالله محمد علي ..أمثال هؤلاء الإداريون هم من وضعوا اللبنات التي استوى عليها البنيان الإداري الهلالي الشامخ .. وهم من وضعوا النول الذي ظلت الإدارات الهلالية المتعاقبة تنسج عليه ولا تحيد عنه قيد أنملة. = تدرك مجالس الإدارات الهلالية المتعاقبة أنه ليس هناك عامل يفوق في أهميته عند إختيار العناصر للإنضمام للفرقة الزرقاء عامل الإختيار الصحيح. وتدرك أنه متى ما توفر مزيج متجانس من اللاعبين داخل الفريق تزداد فرص النجاح , ومع ذلك تدرك أن أفضل اللاعبين لا يطرقون دوماً أبواب الهلال ولذلك ظلت تعتمد ومنذ وقت طويل على (الكشيفين) بل وتختار بعض لاعبي الفريق الأول من أولئك الذين تثق في رجاحة عقلهم ونظرتهم التدريبية منذ وقت مبكر كما كانت تفعل الإدارات المتعاقبة مع ابن النادي محمد محي الدين الديبة , بمعنى أن مجالس إدارات الهلال ظلت هي التي تسعى نحو اللاعبين الذين ترغب في إنضمامهم للقلعة الزرقاء ولا تنتظر أن يحضروا هم بأرجلهم للإنضمام للنادي. = وتدرك مجالس إدارات الهلال المتعاقبة أن أهم عامل يتم النظر إليه عند التعاقد مع اللاعب الجديد هي شخصيته التي تتناسب مع ثقافة الهلال وتقاليده , وذلك لإدراكها أن معظم المهارات يمكن تعلمها ,ولكن من الصعوبة تدريب اللاعبين على إكتساب الشخصية.وهنا يأتي دور الكشيف لأن اللاعب يمكن أن يكون خجولاً ولا تظهر ملامح شخصيته عند الوهلة الأولى ولكن الكشيف يستطيع الرؤية أبعد من الاخرين . = هناك لاعبون إنضموا للهلال وكانوا منطوين على أنفسهم في أيامهم الأولى ولكنهم وبمساعدة الخبرات الإدارية الهلالية إستطاعوا الإنسجام سريعاً مع المجموعة وصاروا في وقت وجيز ملء الأسماع والأبصار. = في مسيرته الطويلة مرت على الهلال العديد من الأسماء التي عطرت سماوات الوطن بإبداعاتها الكروية ولا تزال ملتصقة بذاكرة المدى الطويل لدى الشعب السوداني. = وعلى سبيل المثال وليس الحصر الأمير صديق منزول وعثمان الديم ونصرالدين عباس جكسا وعزالدين الدحيش وعلي قاقارين ومحمد حسين كسلا ومصطفى النقر وجمال الثعلب وطارق أحمد ادم والبرنس هيثم مصطفى كرار وعمر بخيت ومدثر كاريكا وبكري المدينة ومحمد أحمد بشة وسيف مساوي والمعز محجوب وخليفة أحمد وإدوارد سادومبا وجمعة جينارو وأتير توماس وحتى اليافع محمد عبدالرحمن. = الهلال لا يكتفي بالحديث عن التفوق والريادة .. إنه يقوم بذلك فعلاً لا قولاً. = ولا ننسى الدور الكبير الذي ظلت تلعبه الجماهير الهلالية في مساندة ومؤازرة اللاعبين وكذلك الإعلام الهلالي الذي يمتلك قرنا الإستشعار ويعرف متى يلتف حول الكيان ومتى يقدم النقد البناء. = وعشت يا هلال موفور القيم. والهلال ليس مجرد فريق لكرة القدم أنه تاريخ مجيد وإرث تليد وحاضر جميل ومستقبل مشرق. = ومثلما عاد الملعب إلى مالي يجرجر أذيال الخيبة والهزيمة سيعود ليوبارد الكنغولي وهو على نفس حال من سبقه, وسيلعن حظه العاثر الذي أوقعه في مسار هلال الملايين.