ظل فريق الكرة بنادي الهلال وعلى الرغم من تميزه خلال السنوات الماضية يعاني من خلل واضح في خط الدفاع الأمر الذي أقعده ولم ينجح في تحقيق حلم الجماهير في الفوز بتاج بطولة الأندية الأفريقية أبطال الدوري، وقد كان قريباً منها ولكن عدم التماسك الدفاعي أدى لوأد الحلم، وقد حاولت الأجهزة الفنية المتعاقبة وضع الحلول فقامت بتوليف لاعب الوسط سيف الدين على إدريس (مساوي) في وظيفة قلب الدفاع، ولكن الحلول المؤقته لا تجدي فتيلاً في نادٍ كبير مثل الهلال يلعب الكثير من المباريات خلال الموسم على مستوى التنافس الداخلي والخارجي، وقد ازدادت حدة الأزمة بعد رحيل المحترف المالي باري ديمبا ليخرج الهلال ولأول مرة في السنوات الأخيرة من البطولة المحببة لدى أنصاره من بوابة الدخول، الأمر الذي ترك أثراً كبيراً في أنفس الجماهير الهلالية التي هجرت الملاعب في ظاهرة غير مسبوقة، وظل فريق الكرة بنادي الهلال يلعب مبارياته على القلعة الزرقاء وكأنها بدون جمهور، وهو الأمر الذي حدا بمجلس الإدارة للبحث الجاد في استنباط الحلول والإستفادة من فترة التسجيلات التكميلية لسد الثغرات التي ظل يعاني منها الفريق طوال الموسمين الأخيرين، فضم إلى كشوفاته العديد من النجوم صغار السن وأصحاب المواهب العالية من أمثال: مروان صالح القادم من فريق الحرية الأم درماني ووليد الفاشر إضافة للمحترفين سيدي بيه وإلمامي إضافةً للمهاجم العاجي بمبا، ولكن نجم التسجيلات الحقيقي وقياساً على حاجة الفريق هو المدافع مالك محمد أحمد قلب دفاع منتخبنا الوطني في تكوينه الجديد، فهو مدافع صلب ويلعب بعقله قبل أقدامه وهذه الخطوة تحديداً تستحق عليها لجنة تسجيلات الهلال بقيادة رئيس النادي الأستاذ الأمين البرير الشكر والثناء، فقد استطاع إيجاد الحل الجذري لمشكلة الدفاع بتشييده لسد (النهضة) أمام مرمى الهلال ممثلاً في المدافع الشاب مالك محمد أحمد وهو هلالي حتى النخاع رفض العديد من العروض التي يسيل لها اللعاب من المريخ وأهلي شندي مفضلاً الإنضمام لسيد البلد.
وبضمه للمدافع مالك محمد أحمد يكون مجلس إدارة نادي الهلال قد أكمل تسجيلات نصف الموسم بنجاح دون خسائر لأنه أدار الملف برؤية فنية واحترافية عالية، ويتبقى فقط ملف التدريب، ولم تصل المفاوضات مع المدرب الصربي سلوبيدان كرسماروفيتش والألماني مايكل كروجر إلى نهاياتها السعيدة، نتمنى من مجلس إدارة نادي الهلال العمل على التعاقد مع المدرب المصري الشاطر مصطفى يونس قياساً على نجاحه الباهر في فترته السابقة وبناؤه لفرقة ماسية صالت وجالت في أدغال أفريقيا لقرابة العقدين من عمر الزمان (عيط) خلالها من (عيط) من الأندية بالداخل والخارج . وما أشبه الليلة بالبارحة والهلال يدخل في مرحلة بناء وتغيير جلد فمن الأنسب اللجوء للمدرب صاحب التجربة معنا بدلاً من تجريب مدرب جديد. والأندية الجماهيرية مثل الهلال تحتاج إلى تعامل خاص، ويكفي أن مصطفى يونس لعب بنادي القرن الأهلي المصري وله تجارب تدريبية ناجحة مع العديد من الأندية المصرية، وهو فوق هذا وذاك يعرف مجتمع الهلال جيداً وله العديد من الصداقات مع الأهلة وأولهم رئيس النادي الأستاذ الأمين محمد أحمد البرير، وهو ما سوف يسهل التعامل معه.