تحدثنا كثيرًا عن ضرورة تعيين معد بدني محترف يساعد المدرب ميشو في إعداد الفريق واللاعبين في هذه المرحلة المهمة من المشوار الأفريقي، وكنا ننتظر أن يتجاوب المجلس مع هذه الخطوة قبل انطلاق دور المجموعات الأفريقية حتى لا يدفع الهلال ثمن التخبط في إعداد لاعبيه ويفقدهم الواحد تلو الأخر بسبب الإصابات وسوء التأهيل البدني. وفي مباراة الاتحاد الماضية استمر غياب المهاجم مدثر كاريكا الذي كان من المقرر عودته للمشاركة بعد فترة غياب طالت وأصبحت مقلقة، حيث أضحى كاريكا واحدًا من مجموعة لاعبين تساقطوا بسبب مشاكل الإرهاق والإجهاد التي بدأت تظهر بعد العودة من معسكر القاهرة. وضح منذ بداية مشوار دوري الأبطال أن هنالك خللاً في إعداد وتأهيل اللاعبين وهنالك مشكلة أكبر في تشخيص الإصابات وعلاجها، والدليل أن كاريكا الذي غاب عن مباراتيّ الرجاء والقطن الماضيتين لازال بعيدًا عن الفريق بعد أن انتظرته الجماهير في مباراة الاتحاد الماضية. والغريب أن تقرير توقف كاريكا ذكر تعرضه لإجهاد وإرهاق في العضلات وأشار طبيب الهلال في تصريح رسمي للموقع الالكتروني أن عودة اللاعب لن تتعدى الأسبوع وهاهي تصل إلى أكثر من شهر وقد تزيد. ومن بداية الموسم ظل المدافع سامي عبدالله من علاج إلى علاج متنقلاً بين مصر والإمارات دون أن نعرف طبيعة اصابته، ودفع سامي ثمن الخطأ في التشخيط الخاطئ لاصابته في المرة الأولى واضطر للسفر إلى الإمارات مرة أخرى ولاندري متى سيعود من جديد. وعاودت الإصابة قلب الدفاع سيف مساوي والذي كان افتقده الهلال لفترة طويلة إلى جانب اتوبونج الذي تأكد غيابه عن مواجهة القطن المرتقبة يوم الأحد، فبعد كل إصابة لانسمع سوى تصريح ( قلل طبيب الهلال من حجم الإصابة) ولكننا نكتشف بعد ذلك الواقع الأخر الذي يكون عكس هذه الصورة. أما الظهير الأيمن يوسف محمد فلم نعد نذكر أخر مباراة شارك فيها ومنذ إصابة اللاعب الشهيرة في كأس أفريقيا بانغولا العام الماضي، ظل في الموسم الحالي عاجزًا عن العودة للفريق واستعادة كامل عافيته ولم يستفد الهلال منه رغم أن عقده وقيمته المالية تفوق مايحصل عليه سادومبا. إدارة الهلال مسؤولة عن تجاهلها لهذا الملف وهي بذلك تتسبب في وضع الفريق بطريق الهلاك بعد أن أصبح هاجس الإصابات يطارد الفريق ويهدد مسيرته ولا أحد يتحرك سواءً كانت الإدارة أو المدرب، فلا يعقل أن تعجز الإدارة في توفير معد محترف للاعبين تصل أسعارهم إلى ملايين الدولارات. للأسف تعيين أي معد بدني لم يكن ليكلف إدارة الهلال الكثير، فالبرازيليين هم الأشهر كمدربين لياقة ومعدين للاعبين على مستوى العالم، وكان من الممكن أن يتعاقد الفريق مع أي معد محترف ويتم إعادة النظر في الكادر الطبي وتدعيمه في هذه المرحلة المهمة ولكن للأسف المدرب والإدارة أهملت هذا الملف ونخشى أن يدفع الفريق الثمن في المراحل الحاسمة من البطولة الأفريقية. المدرب الصربي للأسف الشديد ظل عاجزًا طوال الفترة الماضية عن تطوير عمل الجهاز الفني، وكنا ننتظر أن تكون رؤية المدرب ميشو تتماشى مع أهمية المرحلة الحالية ويفرض على المجلس التعاقد مع معد بدني وإعادة النظر في الكادر الطبي بعد موجه الإصابات التي ظلت تلاحق اللاعبين وأصبحت تهدد الفريق بشكل كبير. ظل المدرب ميشو يحصر عمله في أرضية الملعب ولا يكلف نفسه عناء اختيار الأفضل لجهازه من مساعدين ومعد بدني ومدرب لياقة ومدرب الحراس الذي تم التعاقد معه في المعسكر الأخير بالقاهرة، وأصبح المدرب الصربي بسلبيته مشاركاً في هذا الانتحار الجماعي للاعبي الهلال والفريق في أهم مراحل مشوار دوري الأبطال.