يخوض الهلال غدا مباراة العودة في نصف نهائي دوري ابطال افريقيا امام الترجي في لقاء الفرصة الاخيرة واظنه لتحسين الصورة فقط بعد ان فقد الهلال عمليا فرصة الصعود الى النهائي عندما سقط في فخ الخسارة امام منافسه بالذهاب . صحيح ان كرة القدم مجنونة وان فرصة الهلال مازالت موجودة ( على الورق ) ولكن الواقع الذي يشير الى الفارق الفني الشاسع بين الهلال والترجي يدعونا للحديث بواقعية وبعيدا عن الاحلام الوردية , وانا شخصيا متهم دائم بانني متشائم الى ابعد الحدود ولكنني اريد ان اؤكد انني انسان واقعي بطبعي ولا احب ان اعيش في الاحلام الوردية لاترك عواطفي هي التي تتحكم فيني . ومن واجبنا كاعلاميين ان نتحدث وفق المعطيات الموجودة رغم حبنا للهلال وتمنياتنا له دائما ان يكون في افضل مكان , وحاليا سيكون على المدرب الوطني الفاتح النقر تحسين صورة الفريق التي اهتزت كثيرا بالفترة الماضية , فالنقر لايمكنه تغيير الواقع الهلالي بين يوم وليلة لان العلة اكبر من ان يعالجها المدرب الوطني بمفرده وهي نتاج تراكمات من بداية الموسم الحالي الذي عاني فيه الهلال . ولعل ابرز الاسباب التي جعلت الهلال غير قادر على المنافسة في العام الحالي هو ضعف مردود لاعبيه المحترفين , وباستثناء سادومبا لم يصنع أي محترف فارقا مع الهلال وكان البقية مجرد ( كمبارس ) تفرجوا على الفريق ولم يستطيعوا ان يضيفوا له شيئا . سيخوض الهلال المباراة في ظروف صعبة تتمثل ايضا في غياب بعض المفاتيح الهجومية وعلى راسها مدثر كاريكا الذي عاودته الاصابة مجددا وتخلف عن مرافقة الفريق في القاهرة . وتفتح اصابة مدثر من جديد ملف الجهاز الطبي في الهلال والذي اعتقد ان فشله في الموسم الحالي لايقل عن فشل الجهاز الفني السابق والذي قاده الصربي ميشو , وتطرقنا كثيرا في الفترة السابقة للقصور الذي كان واضحا في اداء الجهاز الطبي بالهلال والذي كانت تشير اليه نسبة الاصابات الكبيرة والخطيرة التي وقع فيها لاعبو الهلال . غاب سامي عبدالله بعد بداية الموسم بعدة اشهر ولانعرف متى سيعود وماهي حجم اصابته وطبيعتها , فالمجلس الهلالي للاسف لم يوفر العلاج السليم للاعب مهم في قيمة وحجم سامي الذي كان احد اهم ركائز خط الدفاع , فالمدة التي قضاها المدافع الهلالي في رحلة العلاج مقلقة للغاية لان اقوى الاصابات في الملاعب والتي تتمثل في قطع الرباط الصليبي لايمكن ان تاخذ كل هذا الوقت اذا كان اللاعب طرق الدرب السليم لتلقي العلاج . ودفع يوسف محمد ثمن فشل الجهاز الطبي ولم يستفد الهلال من خدماته رغم انه لاعب محترف ويصل المبلغ الذي يحصل عليه في العام الى حدود ال700 الف دولار , وفي ذات الطريق سار مدثر كاريكا والذي اضحت اصابته محيرة . الجهاز الطبي في أي ناد يبقى ركنا مهما واساسيا يساهم في خلق النجاح مع المدرب واللاعبين , ولكن للاسف اغفل مجلس ادارة الهلال هذا الملف وتساهل معه لتكون النتيجة كارثية بمعني الكلمة ودفع ثمنها الفريق في نهاية المطاف . اتمنى ان يكون الموسم الهلالي الحالي للنسيان وتفكر ادارة النادي بشكل افضل للموسم المقبل والذي سيكون فيه تحديات كبيرة تنتظر الفريق والذي بات في حاجة الى تجديد كبير خاصة في ظل ضعف مردود الكثير من اللاعبين الذين ياتي في مقدمتهم هيثم مصطفى وعلاء يوسف , ومرة اخرى نتمنى للفريق التوفيق رغم صعوبة المهمة امام الترجي .