نعترف اننا لم نكن نتوقع ان فريق (ليوبارد) بهذه القوة ، ولم نكن نظن انه بهذه الامكانيات المدهشة ....الفريق الذي لعب امام الهلال امس لا ندري كيف نجح الهلال في التعادل معه ايجابياً في الكنغو؟. تحية اولى للهلال...فقد تجاوز فريق كبير.
واضح ان الفريق الكنغولي يعرف حجمه جيدًا ..ويمتلك ثقة عريضة لذلك هو جاء إلى الخرطوم من اجل (الانتصار) على الهلال وقد كان يمتلك مقومات الفوز على الهلال.
الله شافنا.
تحضيرات (ليوبارد) وتجهيزاته للمباراة كانت توحي ان الفريق يحتفظ بحظوظه كاملة للتأهل..فهو قد وضع الهلال في ضغط كبير وعرف ان يجعلنا نعمل فقط من اجل المحافظة على نتيجة الذهاب.
ينشف الريق.
جاء ليوبارد إلى الخرطوم بطيارة خاصة ..وهذا يثبت ان الفريق الكنغولي يمتلك إلى المجموعات (سبيلاً) ...والاندية الافريقية في الغالب عندما تصرف مثل ذلك الصرف الكبير تكون قادرة على تعويض صرفها بانتصار وتأهل إلى المرحلة المقبلة في البطولة التى تشارك فيها.
والله الطيارة الخاصة ما كتيرة عليكم.
نحن ساكت كنا مستكترنها عليكم.
تستاهلوا (طيارة) واكتر.
اضف إلى ذلك ان الفريق حفز بمبالغ خرافية بلغت مليون دولار ان استطاع تجاوز الهلال ..والدولارات تفعل افاعل السحر في الافريقي.
مائة دولار ممكن تقلب الدنيا عند الافارقة ..فكيف يكون الحال مع مليون دولار.
المليون دولار التى حفّز بها الفريق الكنغولي في حالة التأهل على حساب الهلال ..تعني ايضاً ان الفريق الكنغولي يحترم الهلال ..ويعرف قيمته جيدًا ..وإلّا ما كان ثمن التأهل على حساب الازرق مليون دولار.
يبدو ان حكم المباراة نفسه تأثر بهذا المبلغ الخرافي ..فهو لم يحتسب حالات تسلل واضحة وقع فيه هجوم ليوبارد..كما احتسب تسلل مضحك على مهاجم الهلال مدثر كاريكا في الشوط التاني كان يمكن ان يأتي منه هدف لصالح الهلال.
اقول اننا لم نحسن تقديراتنا للفريق الكنغولي ..وخدعتنا نتيجة مباراة الاياب ..وان حذرت غالبية اقلام الهلال من المباراة وتخوفت منها..لكن مع ذلك كان الاحساس العام وسط جماهير الهلال ان مباراة الاياب سوف تكون سهلة على الهلال.
الشخص الوحيد الذي احسن تقدير الفريق الكنغولي هو مدرب الهلال التونسي نصرالدين النابي ، والذي ربما كان يعرف قيمة هذا الفريق الذي فاز ببطولة الكونفدرالية 2012م لأنه كان يدربه ويشرف عليه وهو الذي فاز به بالبطولة.
هو يعرف ان ليوبارد خطير.
لذلك كان نصرالدين النابي يلعب بشكل فيه الكثير من التوازن والعقلانية ..ولولا رؤية النابي ومعرفته بخطورة الفريق الكنغولي لخرج الهلال ..وهبط إلى الكونفدرالية.
النابي لعب امس مباراة كان هدفه الاساسي فيه هو المحافظة على شباكه...وقد نجح في ذلك رغم (الاخطاء) التى كانت طابع لاعبي الهلال في التمريرة.
أي لاعب في الهلال كان يستلم الكورة ثم يمررها إلى لاعبي الفريق الخصم..هذه الوضعية شكلت خطرًا كبيرًا على الهلال..ووضعته في ضغط رهيب ..كان سبباً في ان لا يتحرر الهلال من منطقة الدفاع ..وان يرتضي ب (التعادل) الذي كان يكفى لتأهله للمرحلة المجموعات.
عليه فإن احق الناس بالشكر والتقدير هو نصرالدين النابي ..الذي لعب بطريقة اهلته..وبأسلوب اوصله إلى المجموعات.
لولا نصرالدين النابي ..لخرج الهلال ..لأن لاعبو الهلال كانوا امس خارج الفورمة ..ولم يكن هناك لاعباً في يومه ..إلا عبداللطيف بويا وجمعة واتير توماس..وشيء ما، عمر بخيت.
ما دون ذلك فإن لاعبي الهلال كان يشكلون اضافة كبيرة للفريق الخصم.
قد تكون امكانيات الفريق الخصم هى التى جعلتهم يظهروا بهذا المستوى.
مباراة الامس ..قدمت لنا عناوين كثيرة ..ومنحت الهلال الكثير من الدروس.
لعل اول هذه الدروس ان الهلال تجاوز عقبة كبيرة في طريقه ..وابعاد فريق فاز ببطولة الكونفدرالية الموسم قبل الماضي يعني ان الهلال يمتلك مؤهلات الفوز بالبطولة ..طالما ابعد فريق بهذه الامكانيات.
الملعب المالي ايضاً كان فريق خطير ..وتجاوزه الهلال بصعوبة..مما يعني ان طريق الهلال في البطولة كان شائكاً ..لكن مع ذلك تأهل الهلال ووصل لمرحلة المجموعات ..وهذا امر يحسب للهلال.
ايضاً ما خرجنا به من مباراة الامس ..هي قدرة الهلال في الخروج بنتيجة جيدة في المباريات التى يلعبها خارج ارضه ..وقد كانت نتيجة مباراة الذهاب هى جواز المرور لمرحلة المجموعات.
الاندية التى تحسن نتائجها خارج الارض ..تمتلك مقومات الاندية القادرة على الفوز بالبطولة.
علينا ان ننظر إلى نتائج الهلال خارج ارضه اذا اردنا ان نفوز ببطولة خارجية.
لا سيما واننا اعتدنا على النتائج الجيدة والكبيرة في المباريات التى يلعبها الهلال في ارضه ووسط جمهوره.
نصرالدين النابي الان انتقل بالهلال إلى مرحلة جديدة ..وهو الخروج بنتائج جيدة في المباريات التى تكون خارج الارض.
أما الامر السلبي في مباراة الامس ..وهو الشيء الذي يجب ان نلتفت اليه ..هو ان الهلال يحتاج إلى اضافات كبيرة لكشوفاته ...لأن هناك ثغرات واضحة في تشكيلة الهلال..اذا اردنا ان نفوز بالبطولة لا بد من اضافة ثلاثة لاعبين على مستوًى عالٍ في التسجيلات القادمة..بمواصفات وامكانيات يحددها نصرالدين النابي نفسه.
ما دون ذلك ..فأن امر فوزنا بالبطولة الافريقية (الحلم) يبقى مستحيلاً بوضعنا الحالي.
المباراة اذن بشكل عام ..قدمت لنا الهلال بصورة واضحة ..وكشفت لنا عيوبنا..علينا ان نراجعها..لأننا لا نحتمل هذا (الضغط) الرهيب الذي عشناه في مباراة الامس.
الخلل الاكبر ..والذي كان سبباً في ان يظهر الهلال بهذا المستوى ..هو جمهور الهلال الذي كان في مباراة الامس بعيدًا عن المساندة والتشجيع.
في الغالب خوف الجماهير وصمت المدرجات ينعكس سلباً على الاداء وعلى النتيجة.
قد تكون الجماهير معذورة لأن مجريات المباراة تكتم الانفاس ..وليوبارد الكنغولي وضعنا جميعاً في خانة اليك.
لكن هذا ليس مبررًا كافياً ان تصمت جماهير الهلال بهذا الشكل...فقد اوشك ان ينعكس ذلك الصمت الرهيب على لاعبي الهلال في المستطيل الاخضر فنخرج إلى الكونفدرالية.
في الغالب عندما تكون جماهير الهلال (هادرة)..وتشجع بقوة ..وتساند طوال زمن المباراة ...في الغالب الهلال يخرج بنتيجة جيدة.
امس دعونا نقول ان الجماهير كانت غايبة ..رغم الدخل العالي..والفرح الذي كان بعد التأهل.
كان الهلال امس يحتاج إلى جماهيره ..وكان الفريق الكنغولي سوف ينكمش كثيرًا ..ويتبخر ان كانت جماهير الهلال في وضعها الطبيعي.
مدرب الفريق الكنغولي كان محقاً عندما قال إن الجماهير في المدرجات لن تكون طرفاً في الملعب.
فعلاً لم تكن جماهير الهلال امس طرفاً في المباراة..لذلك اوشك الهلال من الخروج والهبوط إلى الكونفدرالية.
مع ذلك قلت اننا نجد العذر لجماهير الهلال ..فقد كانت المباراة بحق صعبة ..وكان يعصب معها الحراك والتشجيع ..فالانفاس كانت محبوسة..والوضع كان خطيراً.
لا سيما وان الهلال جرب في كثير من المباريات ان يفقد حظوظه تماماً في اخر دقائق المباراة ..وكنا نخشى والنتيجة تعادلية ان تستقبل شباك الهلال هدفاً ..يبعدنا من بطولتنا المحببة ويحرمنا من حق الوصول لمرحلة المجموعات.
التجارب السابقة ..جعلت المخاوف تكبر ..وكان عاملها النفسي سلبياً على الجماهير وعلى لاعبي الهلال انفسهم.
وحقيقة فإن ليوبارد الكنغولي يمتلك مقومات الاندية الكبيرة ..القادرة على الانتصار خارج ارضها ..وما قدمه الفريق الكنغولي امس ..كان قريباً من ان يهبط بالهلال إلى الكونفدرالية.
لكن في كل الاحوال ..نقول ان الفرحة كانت كبيرة بالتأهل ..واننا دخلنا لتجربة قاسية ..لا تقل بي حال من الاحوال من تجربة الهلال امام الاهلي المصري وناساورا النيجيري عندما انتصر الهلال عليهم بثلاثية نظيفة.
الفرحة امس لا تقل عن تلك الافراح ..والمباراة كانت (ملحمة) حقيقية ..تعرضنا فيها إلى ضغط كبير..وكانت مجرياتها قاسية جدًا علينا ..وعلى الهلال الفريق.
يبقى الحمدلله ..ان الهلال بلغ مرحلة المجموعات عبر فرق قوية ..كما ان تجاوز الهلال إلى تلك العقبات (الملعب المالي وليوبارد الكنغولي) يجعلنا نقول ان الهلال في هذه البطولة قادر من بعد على تجاوز كل العقبات التى يمكن ان تواجهه طالما اجتاز الملعب وليوبارد في ملاحم حقيقية.
فقط علينا الاستفادة من الدرس ..وعلينا اضافة لاعبين جدد في يونيو القادم ليكتمل الهلال بدرًا ان شاء الله.
منذ الان على الجهاز الفني للهلال ومجلس الادارة ودائرة الكورة ان يضعوا خطة واضحة لمرحلة المجموعات ..ويجب ان تكون الاستعدادات جيدة ..والاضافات مفيدة.
ملحوظة : ومبروك لكل الهلالاب ..فقد حضر الفرح بعد مشقة كبيرة.
هوامش
خرج بالامس الاهلي المصري ..(البطل السابق للبطولة).
يعني عادي جدًا كان الهلال يطلع.
لذا فإن فرحة الوصول لمرحلة المجموعات عن طريق ليوبارد بطل الكونفدرالية السابق ..امر ليس هناك اجمل منه.
وقبل ذلك خرج انيمبا ..الذي جرب الفوز بالبطولة عدة مرات.
وخرج القطن الكاميروني.
يا جماعة الكورة دي ما عندها كبير.
عشان كدا الله ستر.
كان نحن ذاتو يمكن نطلع.
ونحن لو طلعنا ما بنقعد في البلد دي.
البقعدنا شنو؟.
هسع نحن بقينا في المجموعات.
حاجة ما تخلص.
حاجة مية المية.
من حق جماهير الهلال ان تفرح.
ومن حق الجهاز الفني ان يعتبر ذلك انجازًا كبيرًا.
ولمجلس الادارة ان يسعد بما حقق في ظروف صعبة ..وعن طريق اندية كبيرة.
المريخ طبعاً معروف طلع من دور ال (64).
نحن ولا حاسبونا.
الان نحن في مرحلة المجموعات.
وادي دجلة (بتاع الحضري) في الكونفدرالية خرج بعد الخسارة بي هدفين.
