نجح الهلال في خطف ورقة الترشح لدوري الثمانية بدوري ابطال افريقيا بعد تخطيه لعقبة ليوبارد الكنغولي في دور الستة عشر بعد ان تعادل امامه في الذهاب بهدف لكل بدوليسي والتعادل السلبي في الاياب بالخرطوم ليستفيد الهلال من قاعدة احتساب الهدف في ارض الخصم بهدفين ليتأهل إلى دوري الثمانية الكبار للمرة الخامسة له خلال السنوات الاخيرة وسبق ان تواجد الهلال في هذا الدور في 2007 و2008 و2009 و2011 والعام الحالي وبعد ان ضمن فريق المدرب التونسي نصر الدين النابي مقعده بين كبار القارة السمراء فهناك بعض الدروس المستفادة التي نوجزها في المساحة التالية:- الارهاق والتعب وضح من خلال مباراة امس الاول ان لاعبي الهلال عانوا كثيرًا من الارهاق والتعب الذي اخذ منهم ولم يقدم البعض منهم المستوى المطلوب وكان تأثير الارهاق واضحاً عليهم، ويعود ذلك للرحلة الشاقة التي قام بها الفريق إلى مدينة دوليسي الكنغولية معقل نادي ليوبارد لأداء مباراة الذهاب خاصة ان بعثة الهلال حطت بأربعة مطارات قبل ان تستغل طائرة داخلية من العاصمة إلى دوليسي وبالعكس وكان بإمكان ادارة نادي الهلال التحوط مبكرًا لمثل هذه السيناريوهات خصوصاً ان افريقيا معروفة عنها صعوبة تضاريسها وطرقها الوعرة وبالتالي الرحلة المرهقة اثرت كثيرًا على لاعبي الفريق ويتعين على المجلس الهلالي التفكير بشكل جدي في مسألة سفر بعثة الفريق إلى الدول الافريقية في المستقبل بعد تأهله إلى دوري المجموعات الذي سيخوض فيه مواجهات صعبة. تهويل الإعلام لنتيجة الذهاب ربما يكون الاعلام لعب دورًا كبيرًا في تهويل وتضخيم نتيجة الذهاب التي عاد بها الهلال من دوليسي الكنغولية ومنذ انتهاء جولة الذهاب اسهب الاعلام بالحديث عن المباراة الاولى والنتيجة التي حصل عليها الازرق، في الوقت الذي كان يجب التعامل معها بصورة عادية حسبما ذكر نصر الدين النابي المدير الفني للفريق والذي طالب بضرورة التعامل مع النتيجة بشكل عادي وعدم التهويل والتضخيم وربما يكون الاعلام له دور في عدم اظهار لاعبي الفريق لقدراتهم الفنية العالية والتأكيد عليها في جولة الاياب بالخرطوم. كوليبالي لم يقدم الاضافة الحقيقية لم يقدم المهاجم المالي كوليبالي المنضم للفريق في شهر ديسمبر الماضي الاضافة الحقيقية في خط المقدمة الهجومية لفريق الهلال خاصة ان المدرب التونسي ظل يعتمد عليه بشكل أساسي بجوار كل من مدثر كاريكا وبكري المدينة على ان يطلع بدوره في تقديم الاضافة الحقيقية والمساهمة مع زملائه في تحقيق الانتصارات، ولكنه ظهر بشكل متواضع في كل المباريات التي شارك فيها سواءً كانت المحلية والافريقية والمباريات الاربع التي خاضها الهلال حتى الان في دوري الابطال كان اداؤه فيها عادياً بعكس مهاجمي الفريق الوطنيين كاريكا والمدينة وكان المالي قد اهدر اضمن فرصة في مباراة الذهاب بدوليسي عندما تعثر وهو في مواجهة المرمى وعاد المالي واضاع في مباراة الاياب امس الاول فرصة هدف محقق من الكرة التي مرت امامه ولم يحرك ساكناً تجاهها وكان بإمكانه التعامل من الكرة بصورة افضل لزيارة شباك الكنغولي ووضع بصمته في تأهل الهلال لمرحلة المجموعات. كثافة الجماهير لمجرد ان الهلال عاد بنتيجة ايجابية من مالي اثر تعادله السلبي امام مضيفه نادي الملعب المالي في ذهاب دور ال(32) لدوري الابطال الافريقي تأكد لجماهير النادي تماماً ان الفريق استعاد توازنه وثقته الكبيرة في البطولة، ولذلك تدافعت الجماهير بكثافة في مباراة الاياب بالخرطوم وهي التي حقق فيها الازرق الفوز بهدفي مهند وبشه ويعبر بنجاح إلى دور الستة عشر، ومما زاد ثقة الجماهير الهلالية اكثر في فريقها على انه قادم للابطال هذا الموسم بشكل مختلف هي النتيجة الايجابية التي عاد بها من دوليسي الكنغولية امام منافسه ليوبارد وكررت الجماهير ذات الموقف وتدافعت بكثافة واحتلت اماكنها مبكرًا من على مدرجات استاد الخرطوم الدولي ولكن لم يستفد الفريق من كل هذا التدافع بشكل ايجابي لأن التشجيع كان بإمكانه ان يكون متواصلاً طيلة زمن المباراة كما يحدث في العديد من الملاعب الافريقية. سيسيه الحسنة الوحيدة من المحترفين ظهير الهلال الايمن السنغالي سليمانو سيسيه الوافد الجديد على تشكيلة الفريق هذا العام بشكل جيد وكان هو الحسنة الوحيدة في المحترفين الاجانب الذين انضموا لكشف الازرق وظل سيسيه الذي حجز مقعده في التشكيل الاساسي للمدرب نصر الدين النابي مبكرًا ظل يؤدي بشكل بدني وفني مميز و يقوم بأدواره الدفاعية والهجومية على الوجه الاكمل وتألق في اكثر من مباراة محلية وافريقية في الوقت الذي اكتفى فيه النيجيري استيفن وارغو والسيراليوني ديفيد سيمبو بالفرجة من على دكة البدلاء مع مشاركات خجولة للمالي سيدي بيه وأداء ضعيف ومتواضع لمواطنه كوليبالي. التحكيم الغاني توقع الكثيرون ان يكون للتحكيم تأثير على جولة الاياب الحاسمة التي خاضها الفريق بالخرطوم خاصة في ظل الارهاصات التي كانت تدور حول ادارة نادي ليوبارد الكنغولي وامكانية التلاعب بنتيجة المباراة الثانية لكونها حاسمة وفاصلة وتحدد الفريق المتأهل لدوري الثمانية الكبار ولكن جاء اداء الحكم الغاني جيدًا ومتابعاً ولم يظهر عليه التحامل على أي من الفريقين، بل كانت كل قراراته سليمة في بعض الحالات خاصة انه لم يتوانى في اشهار البطاقة الحمراء لأحد لاعبي ليوبارد الكنغولي والذي اعتدى على المدافع سيف الدين مساوي بالضرب المتعمد. المحافظة على السجل الخالي من الهزائم ايضاً من الاشياء الايجابية التي تدعم فريق الهلال في مقبل المواجهات هي عدم خسارته في كل المباريات التي خاضها حتى الان، فنجد انه وفي دور ال(32) استطاع ان يقصي الملعب المالي بالتعادل السلبي امامه ذهاباً في باماكو والفوز عليه بهدفين نظيفين في الاياب بالخرطوم، وايضاً اقصاؤه لليوبارد الكنغولي من دور الستة عشر بعد التعادل الايجابي امامه ذهاباً بدوليسي والتعادل السلبي امامه بالخرطوم، وكل هذه الاشياء الايجابية ربما تدعم معنويات الفريق وتجعله اكثر حرصاً في المحافظة على سجله خالٍ من الهزائم في ظل رغبات وتطلعات الازرق الذهاب بعيدًا في البطولة وبلوغ نصف النهائي ثم النهائي والمنافسة بقوة على اللقب القاري.